سماء الدقهلية بلا سحابة سوداء أو دخان الخريف للمرة الأولى منذ 20 عاما
قش الأرز في الدقهلية
أصبحت سماء الدقهلية بلا دخان "الخريف" أو سحابة سوداء في سبتمبر للمرة الأولى منذ ما يزيد عن 10 سنوات، واختفت سحب الدخان الخانقة التي كانت تؤذي المواطنين حتى داخل بيوتهم خصوصًا في فترات الليل، إلا ما ندر من حرائق متفرقة تحاول البيئة والمحليات مقاومتها.
تشير الإحصائيات الرسمية لجهاز شؤون البيئة عن محافظة الدقهلية بالنسبة لعدد محاضر حرق قش الأرز مقارنة بين العام الجاري والماضي، بانخفاضها من 294 محضرًا إلى 28 محضرًا فقط، وكمية القش المجمعة من 29 ألف طن إلى 27 ألف طن، وانخفاض عدد شكاوى المواطنين من 59 إلى 13 شكوى فقط، وفي المقابل زادت عدد الأنشطة الإعلامية للجهاز بالدقهلية من 89 نشطًا إلى 113 نشاطًا، رغم زيادة عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة من 241 إلى 337 منشأة.
وقال نسيم شوقي البلاسي، نقيب الفلاحين بالدقهلية، أن القش تحول من منتج ذات عبء كبير على الفلاح لدرجة أنه كان يتخلص منه بحرقه، إلى محصول ثانوي، فأصبح يبيعه ووصل سعر الطن هذا العام إلى 700 جنيه.
وأضاف البلاسي، لـ"الوطن" أن "المزارع المصري ناصح ويعرف مصلحته جيدا وإذا وجد من ينصحه ويقنعه بالنصيحة تجده يسابق في التنفيذ"، وابتكر الفلاح هذا العام الآلة التي تحول القش إلى"تبن" علف للمواشي، وهذا لم يكون موجود أبدا من قبل، والفلاح يصرف ألف جنيه على القش ويحصل على محصول ثمنه 10 آلاف جنيه.
وحرر مركز شرطة دكرنس أول محضر من نوعه في هذا الشأن بين متنافسين على شراء قش مدرسة الزراعة، وهو ما جعل خاسر المزاد يحرق القش انتقامًا من منافسه، وذلك بعد المكاسب الكبيرة التي حققها تجار القش خلال الفترة الأخيرة.
"الفلاح عرف أخيرًا قيمة قش الأرز ولن يحرقه بعد اليوم"، عبارة أطلقها محمد عبدالرحمن، مزارع، في معرض حديثه قائلًا: "فكنا نحرقه عندما لا نجد له مكان نخزنه فيه، وقبل 20 عامًا كنا نستخدم كوقود في المنازل، وبعد التقدم الموجود في القرى واستخدام البوتاجاز، أصبح الفلاح لا يجد أي وصيلة للتخلص من القش سوى الحرق، لأنه لم يكون يعلم أي استخدام آخر له ولم يتعلم تحويله إلى شيء نافع، والآن أصحنا نحله إلي أعلاف، وسماد، والبعض يشتريه للمصانع كوقود".
وأضاف عبدالرحمن، لـ"الوطن" ليس بالمحاضر ولا استخدام القوة ينصح الفلاح، وإنما بالعقل والتنوير، وعندما فهم تراجع عن الحرق، ولذلك نطالب وزير الزراعة ووزيرة البيئة، بإسقاط جميع محاضر الحرق عن السنوات الماضية، ولن يعود فلاح للحرق مرة اخري.
وعندما ظهرت حرائق المخلفات الزراعية وقش الأرز في معظمها على الجسور والطرق العامة، والتي تدخلت سيارات الإطفاء لمقاومتها، بالإضافة إلى الاعتماد على محاور جهاز شؤون البيئة في السيطرة على بعض الحرائق، تدخل الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، لمنع الحرق المكشوف بصوره كافة وحفاظًا على البيئة وصحة وسلامة المواطنين على الطرق العامة وداخل الأراضي الزراعية.
ونفذ إقليم شرق الدلتا بالمنصورة، بقيادة المهندسة آمال عطية، حملة لمدة 3 أيام متتالية لرفع جميع التراكمات تنفيذا لخطة رفع المخلفات الزراعية وتركمات البلدية بنطاق المراكز وعلى الجسور بجوار موقع "الربع" وموقع "أبو دواد" في مركز تمي الأمديد .
وأكدت المهندس أمال عطية، في بيان لها ، أنه جاري رفع التراكمات على الطرق العامة والجسور من مخلفات زراعية ومخلفات بلدية عن طريق محطات وسطية ومصنع السنبلاوين للتدوير وجاري استكمال أعمال الحملة والتنسيق مع باقي المراكز لتنفيذ قرار المحافظ.
وأوضح البيان، أن لجنة مصادر التلوث وإدارة التفتيش بفرع جهاز شئون البيئة بالمنصورة شنت حملات مكثفة لوقف تلوث مكامير الفحم بالدقهلية تمكنت خلالها من إزالة 36 مكمورة فحم صادر لهم قرارات إزالة.
يذكر أن محافظة الدقهلية زرعت هذا العام مساحة قدرها 228575 ألف فدان أرز، وكان المحدد لها زراعة 184511 فدان بزيادة مخالفة قدرها 44064 فدان، ومتوقع إنتاج 457 آلاف طن من قش الأرز بالدقهلية هذا العام، وأصدر محافظ الدقهلية القرار رقم 443 لسنة 2018 والخاص بوقف الأنشطة الملوثة للبيئة خلال الفترة من أغسطس حتى نهاية نوفمبر.