نجاح الموجي
عرف الجمهور المصري والعربي الفنان نجاح الموجي، بإنه الممثل الكوميدي الذي كثيرًا ما أضحكهم بسبب طريقته البسيطة في الأداء المسرحي والتمثيلي، ولكن هناك وجه آخر لـ"الموجي" الممثل الحقيقي، الذي تمكن من تقديم العديد من الأدوار المختلفة مثل دوره في فيلم "المساطيل"، "4 في مهمة رسمية"، "الحريف"، "الكيت كات"، و"الحب في طابا".
عبد المعطي محمد الموجي الذي رحل في مثل هذا اليوم 25 سبتمبر عام 1998، ولد في قرية ميت الكرماء بمحافظة الدقهلية وحاصل على بكالريوس الخدمة الاجتماعية، حاول كثيرًا التقدم للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية ولكنه رسب في الاختبارات وهذا لم يمنعه من التمثيل وإبراز موهبته الحقيقية، كان من يقف بجانبه ويدعمه أخيه "نجاح" فكان رد الجميل أن يخلد اسم أخيه من خلال أعماله الفنية المتميزة.
بدأ حياته الفنية مع ثلاثي أضواء المسرح في أواخر ستينات القرن الماضي في مسرحية "فندق الأشغال الشاقة" عام 1969 ليصبح ملازمًا لهم في أكثر من مسرحية فيما بعد، وحقق الكثير من النجاحات في السينما والتلفزيون بخفة ظله وأداءه الكوميدي البسيط فقدم نحو 169 عملًا فنيًا على مدار تاريخه الفني.
وبالرغم من نجاحه في الكوميديا إلا أن الفنان نجاح الموجي كل فترة يفاجئنا بعمل فني يثبت بأنه ممثل بارع وليس كوميدي فقط، فلا أحد يستطيع أن ينسي تجسيده لشخصية "الهرم" في فيلم الكيت كات للمخرج داوود عبد السيد، (تاجر المخدرات) تلك الشخصية التي استطاع نجاح الموجي أن يلعبها دون أي إبهار في المظهر الخارجي أو أسلوب الكلام فقط اعتمد على إبهار أداءه البسيط لتلك الشخصية الشعبية التي تشعرك بأنه مقتنع بما يفعله دوما، وقدم نجاح الموجي شخصية جلال في فيلم "الحب في طابا"، سائق بسيط يقع في علاقة جنسية مع احدى السائحات فيصاب بمرض الايدز يبتعد تماما نجاح الموجي عن أي خط كوميدي في تجسيده للشخصية ويقدمها ببساطة سائق عادي من الوارد أن تقابله بشكل يومي في الحياة.
ويبقي دوره الصغير ولكن المهم جدًا في فيلم "الحريف" عام 1984 مع المخرج الكبير محمد خان، حين قدم دور عبدالله، وأدى "الموجي" أروع مباراة تمثيلية في المشهد الذي جمعه بالفنان عادل أمام الذي يعبر عن مدى كسرة الإنسان أمام الحياة، ولعب الموجي دوره بعبقرية صادقة في مشهد صامت معتمدًا فقط على ملامح وجهه في إيصال الإحساس للجمهور الذي لم ينس دومًا هذا المشهد وما يحمله من مشاعر حقيقية.
وعام 1991 قدم "الموجي" مع المخرج الكبير حسين كمال رائعته فيلم "المساطيل" ولعب شخصية "عباس النص" تلك الشخصية الآتية من القاع حتى تصل إلى القمة في عالم التجارة وما اتسمت به من خسه ووضاعة فنجد الفنان نجاح الموجي يعتمد في أداءه على نظرات العين وبما أنه شخص مسطول أغلب الأوقات يستعين بلمسة كوميدية في أداءه للدور ويحقق نجاحًا كبيرًا.
وأداءه أمام الفنان أحمد زكي في فيلم "4 في مهمة رسمية" عام 1987 في شخصية السائق أحمد السريع الذي يساعد البطل طوال الفيلم، تلك الشخصية الشعبية التي تعرف الحلول المختلفة بأغلب مواقف الحياة وما تتمتع به من خفة ظل أحيانًا ما جعل نجاح الموجي يؤدي الشخصية بشكل مبهر.
اعتمد "الموجي" دوما ببساطة أداءه وأسلوب السهل الممتنع الذي يشعرك بأنه لا يفعل شيئًا ولكنه ينفذ لأغلب تفاصيل الشخصية عند تقديمها فلا تشعر بأي انفصال بينه وبين الشخصية التي يقوم بأداءها، ولم يكن الفنان نجاح الموجي كوميديا فقط كما يتصور البعض بل كانت كل أعماله الفنية تؤكد دوما بأننا أمام موهبة فنية كبيرة ومميزة.
تعليقات الفيسبوك