صحيفة أمريكية: على ترامب أن يتعلم من كامب ديفيد.. وإسرائيل كانت مرعوبة
ترامب
قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إن على الرئيس دونالد ترامب أن يعي جيداً الدروس المستفادة من اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل منذ 40 عاماً، إذا أراد بالفعل أن يحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني: "إذا كان دونالد ترامب جادًا بشأن إقامة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كما ذكرت إدارته فإنه سيدرس جيدًا ما قام به الرئيس الأسبق جيمي كارتر عام 1978".
ووصفت الصحيفة الأمريكية اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، بأنها واحدة من أعظم أعمال الدبلوماسية الرئاسية في التاريخ الأمريكي، إذ ساعد كارتر في إنشاء إطار للأمن القومي الإسرائيلي الذي استمر على مدى جيلين لا يحظى بصفة حقيقية، وعزز بشكل كبير مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن "كارتر" كان مصمماً على جعل السلام في الشرق الأوسط أهم أولويات سياسته الخارجية.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، إن الرئيس الأمريكي الأسبق كان بحاجة إلى الموازنة بين الشخصيات والآراء المتضاربة لزعيمين لا يثقان في بعضهما البعض، مناحيم بيجن، أول رئيس وزراء بالليكود في إسرائيل، والرئيس المصري أنور السادات".
وأشارت إلى أن البداية كانت عندما أعلن كارتر في بيان مشترك مع الاتحاد السوفييتي عام 1977 عن إعادة عقد مؤتمر "جنيف" الذي كان متعثراً منذ فترة طويلة والذي سعى إلى إبرام اتفاق سلام شامل بين إسرائيل وكل جيرانها العرب والفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة، أنه لم تتم استشارة الإسرائيليين ولا المصريين مقدمًا بشأن البيان، وكانت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة وإسرائيل تشعر بالرعب من فكرة أن إسرائيل تواجه أكثر من 20 دولة عربية معادية لها، إلى جانب الاتحاد السوفيتي المؤيد للعرب.
وأضافت: "لكن السادات فاجىء الجميع بقراره الشجاع بالسفر إلى القدس بعد شهر من انهيار عملية جنيف، والذي جاء انطلاقاً من اعلانه بأنه لن يستعيد كامل شبه جزيرة سيناء، إلا إذا امتلك القادة العرب حق النقض على أي صفقات شاملة بعد ذلك".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن كارتر تصرف بحكمة متخلياً عن حلمه في التوصل إلى تسوية شاملة واحدة ليركز على اتفاق سلام رسمي بين مصر وإسرائيل والإعتراف بالحكم الذاتي للفلسطينيين، وتابعت الصحيفة بقولها: "استضاف كارتر الزعيمين بالمنتجع الرئاسي في كامب ديفيد بريف ميريلاند، واستقبلهم بحماس وترحاب حار بعد أن قام بمراجعة تقارير الإستخبارات الأمريكية لفهم الخطوط الحمراء لكل جانب، والتقى بالسفراء الإسرائيليين والعرب الرفيعي المستوى".
ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه بفضل عملية السلام التي قام بها الرئيس السادات برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، أصبحت مصر وإسرائيل في سلام دائم ويتشاركان معلومات استخباراتية حساسة والتزام مشترك بين الجانبين بمكافحة الجماعات الإرهابية، مثل حماس وحزب الله، ولكن تبقى العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين هي الفصل غير المنجز من إتفاقيات كامب ديفيد، وكان كارتر صاحب رؤية بالنسبة لهذه القضية، كونه أول رئيس أمريكي يدعو إلى "وطن فلسطيني".
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها: "تعمل إدارة ترامب على خطة السلام الخاصة بها، وتعهدت بتقديمها بعد الانتخابات النصفية، لكن دبلوماسية كارتر في كامب ديفيد تؤكد مدى صعوبة التوصل إلى سلام قابل للتطبيق مع دونالد ترامب، فلم يتحقق إنجاز كارتر إلا من خلال الإعداد الشامل، والمساواة، والإبداع، والمشاركة الرئاسية المستمرة والمباشرة، وعلى العكس من ذلك، قررت إدارة ترامب مؤخراً قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية وإغلاق مكاتبها في واشنطن، وهو ما لا يبشر بخير للحصول على ثقة الفلسطينيين".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول: "كانت إدارة ترامب من بين أكثر مؤيدي دولة إسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، وهذا يمنحها مصداقية مع القادة الإسرائيليين للبناء على ما أسسه جيمي كارتر قبل أربعين سنة، ولكن للقيام بذلك، سوف يحتاج ترامب إلى طلب تنازلات مؤلمة من كلا الجانبين، ونأمل أن يفعل ذلك".