التطور الـ«مش طبيعى» لـ«اليونيفورم»: بدلة.. مريلة.. قميص.. تى شيرت وشروال
التطور الـ«مش طبيعى» لـ«اليونيفورم»
أناقة الستينات والسبعينات من القرن الماضى لم تترك آثارها على الشوارع والجامعات فقط، إنما ظهرت أيضاً بوضوح فى المدارس، حيث التزام الطلاب بزى كامل الأناقة تصميماً ولوناً، ومع مرور الزمن وتلاحق الأحداث واختلاف الأذواق، اختلف الزى المدرسى عن سابق هيئته، واختفى أحياناً فى بعض المدارس، لتصبح «المريلة» من روائح الزمن الجميل، وينتشر الزى الرياضى العملى.
لم تختف «المريلة» فجأة، إنما مرت بمراحل، بحسب «شيم الجابة» مصممة الأزياء التراثية: «كانت شبه الفستان فى البداية بالنسبة للفتيات، ثم أصبحت جيبة بحمالات عريضة، ومن بعدها حمالات أرفع، ثم تحولت إلى جيبة وقميص، إلى أن اختفت تماماً».
«شيم» ترى أن ارتداء البنطلون أكثر حرية للفتاة والولد، ويتماشى مع سرعة الزمن وأفكار المجتمع فى الوقت الحالى، لكنها تعيب على بعض المدارس اختيار خامات رديئة للزى العادى أو المخصص لحصة الألعاب، ما يؤدى لتلفه سريعاً. فى الوقت نفسه أوضحت أن بعض المدارس الدولية لا تلتزم بالزى المدرسى، حتى لا تضع أى عراقيل أمام الطفل للذهاب للمدرسة: «فى أمريكا الطلاب بيروحوا أحياناً بالبيجامة والشبشب الفرو، من باب السهولة واليسر».
اختفت الأناقة وحل بدلاً منها الزى الكاجوال العملى
«سلطة» وصف ساقته مصممة الأزياء ماجدة داغر، على تصميمات الأزياء المدرسية فى السنوات الأخيرة، ففى الماضى كان الزى المدرسى أكثر تنسيقاً وانضباطاً، والمدرسة تحرص على الالتزام به، ومع اختلاف الذوق العام، والحكم على الأمور بمنطق الحشمة، اختلف الزى واختفت «المريلة»، ورابطة العنق «الكرافت» وغيرها.
«الموضة فى الأربعينات والخمسينات كانت تخرج من مصر، وبالتالى كانت أزياء الناس تتسم بالأناقة فى الشارع والعمل والمدرسة أيضاً، لكن للأسف اختفت صناعة الموضة فى السنوات الأخيرة، واعتمدنا على أذواق الصين وتركيا»، بحسب «داغر»، تدعو مصممة الأزياء إلى إسناد مهمة اختيار لون وتصميم الزى المدرسى لمتخصصين، أو أن تقوم الوزارة بتحديد لون وشكل معين للزى تلتزم به المدارس.
الكثافة الطلابية المنخفضة والمستوى الاقتصادى الأكثر استقراراً فى الماضى انعكس على العملية التعليمية، وبدا الزى المدرسى أنيقاً وكان هناك اهتمام شديد به، وفقاً لرأى مصمم الأزياء بهيج حسن: «أتذكر أيام دراستى فى مدرسة فيكتوريا كوليدج كان فيه صرامة شديدة فى الالتزام بالزى، لدرجة أن الطالب يحرم من دخول المدرسة لو البنطلون مش مكوى». يرى «بهيج» أن الزى الرياضى هو الأنسب للمدرسة، بسبب سرعة العصر وحرية الحركة، بخلاف أن الحجاب وصل للمدارس، وارتداء زى رياضى أفضل من ارتداء الفتاة لـ«جيبة» طويلة تختلط بالتراب طوال الوقت.
ومع تعدد ألوان الزى المدرسى فى المدارس المختلفة، أوضح «بهيج» أن هناك معايير مختلفة يجب أن توضع فى الاعتبار لاختيار اللون، فلا بد أن يتحمل عوامل الطقس والبيئة المحيطة، وكثرة وسوء الاستخدام، وبالتالى فالألوان التقليدية الكلاسيكية هى الأنسب.