أصحاب سيارات: طول ما هى ماشية.. نتفادى غلاء «العفشة» و«مصنعية الميكانيكى»
الصيانة الدورية للسيارات الملاكى والأجرة تحتاج إلى «ميزانية خاصة»
فى الوقت الذى يحرص فيه البعض على صيانة سياراتهم بشكل مستمر، نجد الغالبية العظمى من أصحاب السيارات سواء «الملاكى» أو «الأجرة» يهملون فى صيانتها بسبب غلاء أسعار قطع الغيار من ناحية، وارتفاع «مصنعية» الميكانيكى إلى أكثر من الضعف من ناحية أخرى، فيضطر الكثيرون إلى تأجيل صيانتها رغم انتهاء صلاحية قطع الغيار، فى حين يلجأ البعض الآخر إلى شراء قطع غيار «غير أصلية» نظراً لانخفاض سعرها مقارنة بالأصلية.
«طول ما العربية ماشية معايا مابفكرش أعملها صيانة»، هكذا بدأ محمد شعبان، موظف بإحدى الشركات الخاصة، 30 سنة، حديثه، مبرراً ذلك بأن قطع الغيار التى تحتاجها سيارته زاد سعرها بشكل مبالغ فيه خلال الآونة الأخيرة، إذ يضطر فى كل مرة يتوجه فيها إلى الميكانيكى لإصلاح عطل بسيط بها أن يدفع مبالغ باهظة، على حد قوله: «طول ما العربية ماشية معايا كويس مابهتمش بيها لكن لما بحس فيها بصوت أو وقفت منى فجأة بروح للميكانيكى لأن عربيتى موديل قديم ومالهاش توكيل».
وأضاف «محمد» أنه استمر لسنوات طويلة يهتم بفحص سيارته وتغيير الزيت والفلاتر فى أوقاتها المحددة خوفاً من تعرض السيارة لأى عطل أثناء السير، لكنه أصبح يضطر فى بعض الأحيان إلى تأجيل الصيانة رغم انتهاء صلاحية قطع الغيار بسبب عدم توافر ثمنها معه. وتابع: «فيه حاجات أساسية فى العربية لازم نغيرها أول بأول لأن أضرارها بتبقى أكبر لو فضلنا ماشيين بالعربية من غير تصليحها زى الزيت اللى المفروض كل 5000 كيلو أغيره لكن بسبب الأسعار اللى زادت بقيت بأجل شهر أو اتنين لحد ما ميزانيتى تسمح»، مضيفاً بنبرة مرتفعة: «فلتر البنزين كنت بشتريه بـ15 جنيه، النهارده بيتباع بـ45 جنيه وفيه أماكن تانية بتبيعه بـ55 جنيه، وجركن الزيت بعد ما كنا بنشتريه بـ120 جنيه سعره وصل لـ300 جنيه، ده غير إن أى حاجة تانية بسيطة فى العربية تصليحها ماكانش مكلف بقى محتاج منى مبلغ كبير».
ولم يكن ارتفاع أسعار قطع الغيار وحده السبب الذى يجبر «محمد» على إهمال صيانة سيارته، إنما أجر الميكانيكى الذى زاد إلى أكثر من الضعف مؤخراً كان سبباً آخر لذلك، وفقاً لكلامه: «لما كنت بروح له أغير زيت وفلاتر وأظبط العفشة ماكنتش بدفع للميكانيكى أكتر من 500 جنيه لكن حالياً بدفع الضعف مع إنها نفس القطع، ده غير إن مصنعيته نفسها زادت وبدل ما كنت بدفع له مثلاً 50 جنيه بقى ياخد منى 100 وساعات أكتر، فده بيخلينى أروح له لما أكون مضطر بس».
ويوضح الشاب الثلاثينى أنه لجأ فى الفترة الأخيرة إلى شراء قطع غيار غير أصلية لسيارته نظراً لانخفاض سعرها مقارنة بقطع الغيار الجديدة أو الاستيراد، ويتابع: «كنت بشترى قطع الغيار كلها من التوكيل لأنها أنضف وبتعيش أكتر لكن سعرها زاد أكتر من الضعف، فبقيت أقتصر على شراء قطع غيار أصلية معينة زى الفيتيس، أما الباقى فبشتريه كورى درجة تانية لأن فرق السعر بينهم كبير، وفى نفس الوقت بابعد عن الصينى رغم إنه رخيص جداً لكن مشاكله كتيرة وبيشتغل شهرين أو تلاتة ونرجع لنفس المشكلة تانى».
ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لـ«إيهاب صلاح»، 23 سنة، الذى يلجأ إلى صيانة سيارته فى حالة تعطلها فقط بسبب ارتفاع أسعار قطع الغيار التى أصبحت «تحتاج إلى ميزانية خاصة بها» على حد تعبيره: «لو العربية خبطت منى أو العفشة فيها حاجة مش بصلحها فى وقتها لأن مش بابقى عامل حسابها لكن لو مثلاً لقيتها بتستهلك بنزين أكتر من المعتاد باضطر أروح للميكانيكى لأنها كده هتكلفنى أكتر».
ويحكى «إيهاب» بعض المواقف التى تعرض لها بسبب عدم اهتمامه بصيانة السيارة، قائلاً: «شنبر العربية باظ منى ورحت للميكانيكى عمل لى غيره لكن العربية كان ما زال فيها مشكلة بس لأنها كانت ماشية ماهتمتش لكن بعد فترة عطلت تانى وعرفت بعدها إن الميكانيكى ماكانش مركب قطع غيار أصلية رغم إن العلبة بتاعتها كان عليها ختم وسعرها نفس سعر الأصلى». أما مصطفى إسماعيل، 22 سنة، سائق «أوبر»، فقد اعتاد التوجه إلى ورشة الميكانيكى الذى يبتعد عن منزله خطوات قليلة بصفة مستمرة لفحص سيارته بشكل كامل من الداخل والخارج بهدف الحفاظ عليها، مشيراً إلى أن الصيانة الدورية التى يقوم بها كل أسبوعين لا تكلفه سوى مبالغ بسيطة.
الصيانة الدورية للسيارات الملاكى والأجرة تحتاج إلى «ميزانية خاصة»