معجزة الكهرباء: انتظام الصيانة حوَّل العجز إلى «وفر + احتياطى» واتفاقيات التطوير تضمن سرياناً «دائماً» للتيار بلا انقطاع
وزارة الكهرباء اتخذت عدة إجراءات لمنع انقطاع التيار الكهربائى من بينها الصيانة الدورية للمحطات
عانت مصر خلال الفترة من 2012 حتى 2014 من انقطاع التيار الكهربائى بصفة متكررة، وكان أبرز أسباب ذلك عدم إجراء أعمال صيانة دورية للمحطات القديمة التى كانت تغذى الدلتا والصعيد، وعدم تغيير المحولات المتهالكة التى انتهى عمرها الافتراضى ويعمل بعضها منذ أكثر من 30 عاماً، إضافة لتهالك شبكات «الضغط العالى» لنقل الكهرباء بين المحافظات والمدن والقرى، لدرجة أن بعضها لم يتم تغييره منذ أكثر من 40 سنة، كما أن شبكات نقل وتوزيع الكهرباء الداخلية بالشوارع معظمها متهالك ويعرض حياة الأهالى للخطر، وهو ما أدى إجمالاً إلى إهدار الأصول المملوكة للدولة فى قطاع الكهرباء.
وكانت أزمة انقطاع التيار الكهربائى بمدن وقرى مصر قد تفاقمت على مدار 3 أعوام أثناء حكم الإخوان، وتكررت ظاهرة انقطاع التيار لأكثر من 10 ساعات يومياً بحجة تخفيف الأحمال، ما تسبب فى حالة غضب واستياء بين الأهالى وأصحاب المحال التجارية الذين تعرضوا لخسائر فادحة لتوقف المصانع والورش عن العمل، ما دعا وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لاتخاذ إجراءات عديدة، أهمها انتظام الأعمال الدورية للصيانة بالمحطات والشبكات، وهو ما استمر خلال الـ5 سنوات الماضية، وتمكنت به من إنهاء أزمة انقطاع التيار، إضافة لدخول الخدمة أكبر وأحدث محطات العالم لتوليد الكهرباء التقليدية أو الشمسية أو بالرياح. وقال الدكتور أيمن حمزة، متحدث وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن صيانة الأصول لها أهمية قصوى لتحقق استدامة الإمداد بالكهرباء، والانتظام فيها يؤدى لتحسين معدلات العمر الافتراضى للمعدات الكهربائية، لافتاً إلى أن العمر الافتراضى للمعدات يعتمد على عدة عوامل، من بينها جودة الإنتاج والصيانة الدورية وطرق التشغيل، خاصة أن إدارة الأصول المتباينة والموزعة تعد من أهم التحديات التى تواجه قطاع الكهرباء، وأضاف أن قطاع الكهرباء يولى اهتماماً خاصاً لصيانة وحدات التوليد، ما أسفر عن استعادة أكثر من 6000 ميجاوات كهرباء على مدى السنوات الثلاث الماضية وساعدنا فى التغلب على انقطاع الكهرباء التى كانت قائمة قبل 2015 وتحويل عجز التغذية الكهربائية إلى احتياطى، وأشار «حمزة» إلى أنه جرت مراجعة كفاءة محطات توليد الكهرباء التقليدية وتوفير الاستثمارات اللازمة لصيانة وعمرات وحدات إنتاج الكهرباء، بهدف التأكد من جاهزيتها واستعاضة القدرات المفقودة منها لتحقيق إدارة فعالة لهذه الأصول وتحقيق التميز فى الأداء، لافتاً إلى أنه بعد نجاح القطاع فى تخطى المرحلة الحرجة انتقل لمرحلة تطوير وتنمية مستدامة تهدف لضمان تأمين التغذية الكهربائية.
ونوه «حمزة» بأن الوزارة وقعت مؤخراً عقد عملية تشغيل وصيانة وإدارة محطات التوليد العملاقة الثلاث التى تم افتتاحها فى «البرلس والعاصمة الإدارية وبنى سويف» مع تحالف «سيمنز» العالمى، تماشياً مع الخطط القومية لإنتاج الطاقة وتعظيم مستوى الاعتمادية والكفاءة لمحطات توليد الكهرباء، حتى تتمكن من تلبية الطلب المتنامى على الطاقة.