«الأوبرا»: صبية عمرها 30 سنة.. والسر فى «إعادة الشىء لأصله»
دار الأوبرا أصبحت نموذجاً إيجابياً للمبانى الحكومية وحافظت على رونقها الداخلى والخارجى
بمجرد أن تطأ قدماك ساحتها، تشعر بحالة سحر تسرى فى أوصالك، فأنت فى أرض الفنون ومنارتها، التى لم تنطفئ شعلتها، وحافظت على رونقها الخارجى والداخلى منذ إنشائها عام 1988، نجحت خلالها دار الأوبرا المصرية أن تصبح نموذجاً إيجابياً للمبانى الحكومية التى ما زالت محتفظة بحالتها الأصلية، «شابة»، كأن لم يمر عليها سنوات طويلة رغم تعاملها مع الجمهور يومياً على مدار العام كله.
رئيس الدار: نجت من الهلاك لأننا نجرى صيانة دورية فى يوليو وأغسطس من كل عام.. والتكلفة 5 ملايين سنوياً
الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا، قال إن هناك نظام صيانة معمولاً به منذ 30 عاماً من تاريخ إنشاء الأوبرا، حيث يتم تخصيص شهرى يوليو وأغسطس لأعمال الصيانة الدورية الخاصة بالمسارح والمبانى التابعة لها، موضحاً: «يتضمن ذلك الأجهزة، الحوائط، الأرضيات، السجاد، دورات المياه، الكهرباء والتكييفات، خشبة المسرح حتى الستائر، الحدائق، تلميع الرخام، طلاء الواجهات التى تتطلب ذلك، خطة الصيانة يشمل كل جزء مهما كان صغيراً، ولولا تلك الخطة التى اتبعها من قبلى كل رؤساء الأوبرا لكانت الآن متهالكة بدرجة كبيرة».
وتابع لـ«الوطن»: «هناك أجهزة بعد فترة زمنية معينة تكون فى حاجة لتغيير، ولكن الصيانة الدورية تمنحها عمراً أطول من عمرها الافتراضى، لدينا خطة تقوم على الصيانة والمتابعة الدائمة، الإدارة الهندسية تتابع طوال الوقت وتتدخل فى حالة حدوث خلل ما فى أحد الجوانب، وهناك آليات تفتيش مستمرة للتأكد أن كل الأجهزة تعمل بكفاءة، وعلى الجانب الآخر هناك أشياء تتطلب التغيير، وفى ذلك الوقت نخاطب وزارتى الثقافة والمالية، وفى حالة عدم توافر مبالغ كافية تخضع لأعمال الصيانة، وبمجرد أن تسمح الفرصة يتم تغييرها، وحتى الآن منظومة الصيانة تعمل بشكل جيد، حيث لها جزء محدد من ميزانية الأوبرا كل عام».
وأشار رئيس دار الأوبرا إلى أن منظومة الصوت من أهم الأجهزة التى تخضع لصيانة خاصة، ويحتاج إلى تجديد، حيث إن الأوبرا تقدم ما يقرب من 950 حفلاً فى العام، نصيب المسرح الكبير منها ما يجاوز الـ250 حفلة، متابعاً: «استعنّا باليابان فى تقييم خشبة المسرح والأجهزة المتصلة بها، خاصة أنها صناعة يابانية فى الأساس، فى حالة ممتازة منذ إنشاء الأوبرا، وننتظر منهم تقريراً حول حالتها حتى يتابعوا صيانتها بأنفسهم، لنستطيع الحفاظ عليها لمدة أطول.
وأوضح المهندس جمال محمود عرفة، مدير عام الصيانة وتجميل المبانى بدار الأوبرا المصرية أن هناك صيانة دورية تكون على مدار العام للكشف المبكر عن الأعطال ومعالجة المشاكل الطارئة، وذلك عن طريق فريق كامل من المهندسين والفنيين فى مختلف الاختصاصات.
وقال: «على الجانب الآخر هناك صيانة سنوية ندخل من خلالها فى أدق التفاصيل، وتتم على مستوى جميع المسارح، ويكون ذلك من خلال خطة ذات رؤية فنية لأن الصيانة فى ذاتها فن، وهناك نوعان من الصيانة الأولى مسرحية متعلقة بالفنيات الخاصة بالمسارح والثانية متعلقة بصيانة وتجميل المبانى بما يشمل إعادة طلاء وصيانة دورات المياه وقاعات التدريب، بالإضافة إلى الأجزاء الإدارية، وتبلغ تكلفتها ما يقرب من 5 ملايين جنيه سنوياً».
فنيو الصيانة الدورية خلال ممارسة عملهم داخل دار الأوبرا