"الركوب مجانا" لافتة على تاكسي "علي" لذوى الاحتياجات وغير القادرين
الاسطى على سائق أجرة بالإسكندرية
"الركوب مجانا لذوي الاحتياجات الخاصة وغير القادرين" لافتة علقها الأسطى "علي" سائق تاكسي أجرة الإسكندرية، على الزجاج الأمامي، ليقف في منتصف الطريق أمام كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ويطلب منهم أن يوصلهم إلى المكان الذي يرغبون الوصول إليه دون مقابل، مهما كانت المسافة.
"كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه" بهذه العبارة بدأ الأسطى "على"، 41 سنة، سائق تاكسي، من منطقة محرم بك، وسط الإسكندرية، حديثه لـ"الوطن"، عن مبادرته في توصيل غير القادرين وذوي الاحتياجات مجاناً، موضحاً أنه بدأ ينفذ هذه المبادرة منذ شهر ونص، ووجد استحسانا كبيرا من الزبائن، بالإضافة إلي تشجيع أقاربه وأصدقائه وجيرانه، وسط بعد الانتقادات والعبارات المحبطة التي لا تذكر، ولا يعطي لها اهتمام.
وأضاف الأسطى "علي"، أن أكثر الأماكن التي يركب من أمامها الزبائن بالمجان مستشفى ناريمان "لعلاج العظام"، ومركز المستقبل "للعلاج الكيماوى"، مشيراً إلى أن سائقى التاكسى الذين يقفون أمام مستشفى الميرى لاستقبال الزبائن عند خروجهم من المستشفى، قاموا بتعنيفه وطرده من أمامها، وتوعدوا له في حالة رجوعه للوقوف أمامها مرة أخرى "لا يعلمون أن الرزق بيد الله".
وأكد أنه منذ بدء التوصيل المجاني لغير القادرين وهو يشعر بسعادة بالغة، وراحة نفس وطمائنينة، "حب الخير يرتاح قلبك"، مشدداً أن ما يقوم به من توصيلات مجانية على مدار اليوم، لم تؤثر بأي شكلا علي دخله اليومي، بل العكس يحدث ويزيد رزقه، وأحياناً يتضاعف، "التجارة مع الله مكسبها كبير".
وعن أكثر المواقف الذي تعرض لها "علي" تأثيرا، يروي: "منذ أيام وجدت شابٍ ظاهر عليه علامات الإجرام الشديد، وقدمه موضوعة بـ"الجبس"، يقف ينتظر الترام أمام مستشفى "ناريمان"، فعرضت عليه توصيله، رد قائلاً: "مش معايا فلوس"، فأخبرته أن التوصيل مجاناً، فلم يصدق وعندما تأكد من كلامى ركب معى وسألنى "أنت ليه بتعمل كده؟"، مستكملاً: "وأذا به ينفجر بالبكاء، قائلاً (أنا أول مرة حد يعاملني كويس، أنا عمري ما عملت خير مع حد لأن الناس بتعاملني علي إني سئ، واضطر أن أعاملهم بالسئ، ولكن بسببك أنت أنا من الأن أتغيرت وهكون كويس مع الناس كلها)".
وأشار علي إلى أنه إذا قدم كل شخص شيئاً لـ"الغلابة" في مجاله، ستتغير الدنيا للأحسن، متمنياً أن تعمم هذه المبادرة بين كل سائقي الإسكندرية.