حياتنا رائعة بتناقضاتها فهي مزيج بين الدموع والابتسامات، الأحزان والأفراح، الضعف والقوة، الشر والخير، الكراهية والحب وكل الكلمات المتضادة.. الرائع في الأمر أننا لا نتذوق حلاوة الحياة إلا عندما نذوق مرارتها أولا لذلك وُجد الحزن لنعرف لذة الفرح، ووُجد الشر لنعرف قيمة الخير، ووُجد الظُلم لنحارب من أجل العدل، ووُجدت الحروب لنناضل من أجل السلام.. تفاصيل حياتنا تتلخص في تناقضات الأحداث التي تشكل وترسم أيامنا، فحياتنا أشبه بلوحة فنية لا تحلو ولا يظهر جمالها إلا عندما تتناقض فيها الألوان وتختلف.
كثيرين لا يعرفون قيمة الحياة ولا يدركون نعمة وجودهم أحياء بين الناس بسبب الأحزان التي يواجهوها والضيقات التي تؤثر فيهم.. لكن الإنسان قادر على أن يرسم سعادته بنفسه وقادر على أن يعرف قيمة الحياة التي وهبت له، لو تيقن أن كل شيء سلبي في حياته يمر وينتهي بل ويقوده للإيجابية.. فالدموع تجف بعد أن تزيل الألم الدفين لتفسح الطريق للابتسامات.. والأحزان الحالية تزول لتكون بوابة لأفراح كثيرة قادمة.. وأوقات الضعف والانكسار ترحل عندما تجبر الإنسان على إعادة بناء نفسه ليقوى من جديد ويقوم من كسرته.. غباء الإنسان هو من يدفعه للاستسلام للحزن الذي يدمره كلياً ويجعله لا يعرف قيمة حياته.
أحياناً كثيرة يكون المناخ العام في حياتنا كله إيجابية وفي نفس الوقت هناك أحداث سلبية كثيرة محيطة بنا، قد نتجاهل الإيجابية العامة لأننا نركز على السلبيات الصغيرة وهذا يجعلنا نخسر وقتنا ومجهودنا ولا نعرف كيف نسعد أنفسنا.. علينا أن نتجاهل الأحداث السلبية القليلة ما دام المناخ العام مفعم بالإيجابية وعلينا أن نستفيد من الأسود الموجود في حياتنا لأنه موجود فيها ليُظهر لنا بقية الألوان! يجب أن ندرك أن الحياة نعمة عظيمة وهبت من الله لنا ليكون لنا بصمة بين الناس وقيمة الحياة هي تناقضاتها.