شريف حلمى: تامر حسنى أعادنى إلى السينما ولم تشغلنى مساحة الدور فى «عيار نارى»
شريف حلمي
بعد غياب دام نحو 11 عاماً، عاد الفنان شريف حلمى إلى السينما مجدداً، من خلال فيلمى «البدلة» الذى يُشارك فى الموسم الحالى، وفيلم «عيار نارى» المقرر عرضه بعد أيام، وذلك بعد آخر مشاركة له فى السينما عام 2007 فى فيلم «عجميستا».
فى حواره لـ«الوطن» كشف «حلمى» عن كواليس عودته إلى السينما، وأسباب غيابه عن الدراما العام الماضى، ومشاريعه ككاتب سيناريو فى الفترة المقبلة، ورؤيته لمستجدات الساحة الفنية فى الوقت الحالى، وإلى نص الحوار.
حدثنا عن كواليس مشاركتك فى فيلم «البدلة»؟
- شاركت فى «البدلة» عن طريق الصدفة، فقد تواصل معى تامر حسنى، وعرض علىّ الانضمام للفيلم، وسعدت للغاية لأن تامر لديه جمهور كبير، كما أننى بعيد عن السينما منذ وقت طويل، فكانت فرصة جيدة، خصوصاً أن (السينما مخاصمانى ومليش نصيب معها)، وفور قراءة السيناريو، تحدثت مع المؤلف أيمن بهجت قمر وأبديت إعجابى بالنص، وكذلك المخرج محمد العدل، وتنبأت لهما بأن الفيلم سيُحدث حالة مختلفة بعد عرضه، لأنه يعتمد على كوميديا الموقف المرتبطة بتراكم الأحداث، كما أن اختيار الأبطال موفق جداً، ووليد منصور المنتج يعتبر من أهم أسباب نجاح العمل، لأنه يوفر جميع الإمكانيات اللازمة، خاصة فى تصوير مشاهد الأكشن التى كانت تتم فى ظروف وأماكن صعبة، الفيلم بشكل عام كان تجربة لطيفة، وردود الفعل إيجابية على كل المستويات.
تنبأت بنجاح «البدلة» منذ القراءة الأولى لاعتماده على كوميديا الموقف.. وإيرادات «تراب الماس» تعكس وعى الجمهور
ما أصعب مشاهدك فى الفيلم؟
- مشاهد المطاردات كانت الأصعب، فالتصوير كان يبدأ من السادسة مساءً ويستمر حتى السادسة من صباح اليوم التالى، وكنا ننطلق من منطقة الزمالك إلى المحور، بالإضافة إلى إعادة التصوير أكثر من مرة، لكن الروح بين فريق العمل كانت إيجابية، والجمهور استقبل الفيلم بشكل إيجابى، والإيرادات التى حققها «البدلة» حتى الآن تتنبأ بأنه سيحقق رقماً غير مسبوق فى تاريخ السينما.
وما رؤيتك للأزمة التى شهدتها أفلام العيد بشأن المنافسة وتضارب الأرقام؟
- هذه الأزمة أحدثت بلبلة عند الجمهور، لكن أعتقد أن رئيس غرفة صناعة السينما أنهى حالة الجدل، عندما أعلن الأرقام الحقيقية، كما أن ملامح الإيرادات تتضح من خلال رؤية الجمهور عند شباك التذاكر وحجم إقبالهم على الأفلام، وسعيد بأن فيلم «تراب الماس» حقق أرقاماً عالية، رغم توقعات البعض بأنه لن يناسب جمهور العيد، ولكنه فيلم صُنع بمواصفات سينمائية فنية رائعة، وقطاع كبير من الجمهور تنبأ بأنه سيخرج من المنافسة ولم يحدث، وأعتقد أنه سيظل يُحقق إيرادات عالية أيضاً طوال وجوده فى دور العرض، وهذا يعكس وعى الجمهور وتقديره للأفلام ذات الجودة، فإيرادات «البدلة» و«تراب الماس» تؤكد أن السينما بخير.
وماذا عن مشاركتك كضيف شرف فى فيلم «عيار نارى»؟
- قدمت دور أحد الإعلاميين من أصحاب برامج التوك شو، التى لعبت دوراً هاماً فى توجيه الرأى العام فى الفترة التالية لعام 2011، وعُرض الدور علىَّ عن طريق المخرج كريم الشناوى، وهو من المخرجين الواعدين الذى أتصور أنه سيكون له شأن كبير قريباً، وتحمست على الفور بعد شرحه لطبيعة المشهدين اللذين قدمتهما، وكيف يُكتشف خلالهما كثير من التفاصيل الفارقة فى سياق أحداث الفيلم، وبشكل عام أنا لا أنظر لأى دور بالمساحة بقدر ما يشغلنى تأثير الدور فى سياق الأحداث، وهو ما تحقق لى فى «البدلة» و«عيار نارى».
لماذا تغيب عن السينما لفترات طويلة؟
- لا أعرف الأسباب فى حقيقة الأمر، فالعمل فى السينما له طرق معينة، وأنا لا أجيد فرض نفسى على منتجيها أو صُنّاعها لدخول عمل فنى جديد، لكن أنا موجود على الساحة، وشاركت فى بطولات، وكتبت مسلسلين حققا نجاحاً كبيراً، وهما «إحنا الطلبة» و«الإخوة الأعداء»، والأمر نفسه ينطبق على الدراما التليفزيونية فقد شاركت العام قبل الماضى، فى مسلسلات «الجماعة 2» و«عفاريت عدلى علام» و«وضع أمنى»، وبعدها لم أتلق عروضاً، يبدو أن هناك مشكلة ما، وباتت المسألة لا تعتمد على تقديم أداء جيد فحسب، بينما التواصل مع الصُنّاع شىء مهم، فهل بعض المخرجين يختارون المتاحين أمامهم، أم يتعاقدون مع نفس الفنانين الذين يتعاملون معهم فى كل عمل، أم «الشللية» تحكم؟.. أنا ممثل أدرس الشخصية التى أجسدها، ولا أتعامل معها بتقصير، أتذكر أن المخرج رامى إمام كان يندهش بسبب مذاكرة مشاهدى بشكل جيد دون وجود ورق السيناريو معى، وذلك فضلاً عن احترام الوقت.
«القدم الحديدية وأنا التاريخ» مشاريعى المقبلة فى الكتابة للدراما التليفزيونية.. وأعود لـ «عبدالمعطى ورمزى» بعد 10 سنوات
ماذا عن موقفك تجاه كتابة السيناريو فى الوقت الحالى؟
- أنا ممثل فى الأساس قبل أن أحب الكتابة، وفى حال وجود موضوع أتفاعل معه أقرر كتابته، فمسلسل «الإخوة الأعداء» مثلاً كان من المُفترض أن يكتبه مؤلف آخر ولكنه اعتذر، ووافقت على العرض الذى تلقيته من المنتج، وظللت بعدها أتلقى عروضاً بالكتابة لمدة 4 سنوات، لكن كنت أعتذر عنها، بسبب عدم وجود قضية تثير اهتمامى لكتابتها، ومع ذلك يتم تصنيفى مؤلفاً رغم أن عملى الأساسى ممثل، وحالياً لدىّ مسلسلان أعكف على كتابتهما، أحدهما يحمل اسم «القدم الحديدية» وهو مأخوذ عن عمل روائى عام 1706، وموضوع آخر يحمل اسماً مؤقتاً «أنا التاريخ»، وموضوعه اجتماعى، وانتهيت بالفعل من كتابة بعض حلقاته، لكن بطل المسلسل، الذى أتحفظ على ذكر اسمه لحين إنهاء التعاقد، طلب الانتهاء من كتابة الثلاثين حلقة قبل بدء التصوير، واحترمت رغبته، لأنه يسعى لاستعادة أصول العمل فى الدراما التليفزيونية، وأهمها الانتهاء من كتابة العمل أولاً، تجنباً للوقوع فى أزمات إنتاجية أو غيرها.
هل لديك مشروعات متعلقة بالسينما؟
- لدىّ مشروع سينمائى حالياً، وانتهيت من كتابة نصف أحداثه، وقد أتعاون فيه مع الفنان شريف رمزى والمخرج طارق عبدالمعطى، اللذين تعاونت معهما قبل سنوات فى فيلم «عجميستا»، وتمت جلسات نقاشية بشأن هذا المشروع خلال الفترة الماضية.
هل هناك أعمال مسرحية تشارك فيها الوقت الحالى؟
- من المفترض وجود مشروع تابع لقطاع الفنون الشعبية الاستعراضية، لكنى قررت تأجيله لفترة ما، لأننى أرغب فى التركيز فى السينما والتليفزيون كممثل، وأسعى إلى الوجود على الساحة، لأن الخريطة تشهد تغيراً، ومن المهم أن أكون موجوداً، لكن يُسعدنى سؤال الجمهور عنى، وهذا يزيد من رغبتى فى الوجود.
كيف ترى ورش السيناريو وسيطرتها فى الفترة الحالية على السوق؟
- الورش موجودة فى كل دول العالم، وقد أسست من قبل مشروع «مستقبلنا السينمائى»، وهو تابع لصندوق التنمية الثقافية، عندما كان الدكتور جابر عصفور وزيراً للثقافة فى 2015، والورش كانت مُقسمة إلى فئات خاصة بالسيناريو والإخراج والتمثيل، وقد كتبنا نحو 20 فيلماً روائياً قصيراً، وكانت الورشة الواحدة مكونة من 5 أشخاص، يجتمعون لوضع الأفكار والخطوط العريضة للمشروع، ويكتبه شخص واحد، بينما فى الوقت الحالى أفراد الورشة يقسمون كتابة العمل الفنى على أجزاء، وفى النهاية يظهر العمل بأسلوب مختلف، وهذا يُعد العيب الوحيد فى الورش، لكن بشكل عام الورش شكل فنى موجود، فقد نجد مجموعة من الشباب يجمعهم حب الكتابة ويدعمهم مخرج واعٍ، فيخرج المشروع متماسكاً فى النهاية، مثل مسلسلات «عوالم خفية» و«فوق مستوى الشبهات» و«طايع».
ما الدور الذى ترغب فى تجسيده على الشاشة؟
- الممثل هو أداء يمكن تطويعه لأى شخصية، ما دام متوافقاً مع أبعاده المادية والنفسية والإنسانية، والممثل الجيد يطمح إلى تجسيد الأدوار كافة، وأنا أحب تجسيد الشخصيات المصرية التى تعانى من التهميش على اختلاف أنماطها، وهى أدوار مغرية للممثل، لأن بها مشاعر مختلفة، يستطيع التعبير عنها.
لماذا لم تجتمع مع أحمد السقا فى عمل فنى رغم أنكما دفعة واحدة؟
- من أبناء دفعتى، خلاف أحمد السقا، الفنان رامز جلال ومجدى كامل وأحمد حلمى، وبالفعل لم أشارك معهم فى عمل فنى، ولا أعرف أسباب ذلك، رغم أننى كنت مطلوباً بين زملائى فى المعهد، للتعاون معهم فى مشروع التخرج، كما أن علاقتى جيدة بـ«السقا» فهو صديق عزيز، وكانت بيننا أفكار جيدة!!