على ذكر الله.. "النابت واللحمة" مجانا برعاية "أبوالمساكين" في الحسين
إبراهيم أحمد الفشني
بمجرد أن تطأ قدميك ساحة الحسين بالقاهرة، تعيش أجواء الروحانيات الدينية بكلمات وأقاويل الذكر العامرة، تلمس قبلك قبل أذنيك وتعانق روحك قبل عينيك، تشعر بالبركة تطمس أرجاءه، ولعل دار "الفشني" في إحدى حارات الحي العريق، واحدة من بيوت العطاء بلا مقابل، ومقصد الدراويش والفقراء والمحتاجين، ولا يكاد يخلو من ذكر الله.
الفشني لـ"الوطن": "أبويا وصاني قبل ما يموت بلقمة العيش والقرآن"
"أبويا وصاني قبل ما يموت بلقمة العيش والقرآن"، كلمات يلخص بها إبراهيم أحمد الفشني، صاحب الـ75 عامًا، ما يحدث في بيته العامر بالخير، والمفتوحة أبوابه لتقديم وجبتي الغداء والعشاء مجانا لأي شخص يريد تناول الطعام، أو حضور جلسة ذكر يقرأ فيها كتاب الله.
يتابع "الحاج إبراهيم" أو كما يلقب بـ"أبوالمساكين"، أنه تربي وهو يرى والده وهو يفعل ذلك منذ الأربعنيات، قبل أن يوصيه بالسير على هذه العادة بقدر ما استطاع.
بيت "الفشني" لايعرف التبرعات، حسب حديثه لـ"الوطن"، ويضيف أنه لا يقبل أي أموال من أي شخص مقابل ذلك، وكل النفقات من ماله الخاص، ليسر حال أرجعه لعمله كوكيل وزارة بمجلس الشورى المصري، وأملاك خاصة يصرف منها على هذا الطعام.
"الأكل ساعات عدس أو فول نابت"، هكذا يصف "الفشني"، الطعام الذي يقدم، فتارة يكون الطعام "فتة عدس"، وتارة أخري فول نابت، وإذا كانت الأموال متيسرة تكون هناك لحوم، أما المقرآة فتكون ثلاثة أيام من كل أسبوع "الأثنين، والأربعاء والخميس".
المساواة شعار داخل بيت "أبوالمساكين"، فلا أحد يسأل أي شخص عن هويته أو مستواه الاجتماعي أو حتى ديانته: "أي شخص ياكل براحته مش مهم مسلم أو مسيحي معاة فلوس أو مش معاه"، مؤكدا أنه أوصى ولديه أن يكملوا مسيرته من بعده بقدر ما استطاعوا، فهي وصيته ووصية أبيه من قبله".