الفيوم: منع تدخين الطلاب سلطة تقديرية لكل مدرس
طابور الصباح فى إحدى مدارس الفيوم
قرارات كثيرة تصدر بين الحين والآخر، ولكن العبرة بمدى صلاحيتها وواقعيتها للتطبيق من عدمه، وفى الفيوم يبدو قرار منع التدخين واستخدام الهاتف المحمول فى المدارس لم يدخل حيز التنفيذ بعد. حيث تمكنت «الوطن» من رصد تداعيات تطبيق القرار بمدرسة الشهيد معوض التجارية بقرية الغرق، بمركز إطسا، والتى تعمل فترتين الأولى للطالبات والثانية للطلاب.
«التدخين واستخدام الهاتف المحمول يحدث بشكل طبيعى، وينظم بضوابط ومبادرات شخصية من كل مدرس، كل حسب رؤيته، ولكن لا أحد يدخن السجائر داخل الفصل».. هكذا تحدث أحد المعلمين بالمدرسة مع «الوطن» -رفض ذكر اسمه- وقال: هناك معلمون يدخنون السيجارة أثناء طابور الصباح، وآخرون يتحدثون فى هواتفهم المحمولة، وغيرهم «يدردش» على «الفيس بوك»، ذلك لأن إدارة المدرسة لم تبلغنا بأن التدخين واستخدام المحمول ممنوعان، ورغم ذلك فنحن نعلم أن التدخين داخل المؤسسات العامة ووسائل المواصلات الجماعية ممنوع، لذلك يضع كل مدرس ضوابط لتعامله فى هذا الشأن داخل الفصل أو المدرسة.
ويضيف: الطلاب ممنوعون من التدخين بشكل كامل داخل المدرسة، ولكن المعلمين المدخنين يستغلون فترات الراحة بين الحصص والدقائق التى يمنحونها للطلاب أثناء الحصص للتفكير فى حل سؤال أو مسألة، فى تدخين سيجارة، ولكن خارج الفصل، فالمدرس قد يترك الطلاب بضع دقائق للتفكير فى حل سؤال، ويدخن سيجارة خارج الفصل أثناء حديثه مع زميل آخر له، وأما فى حجرة المدرسين، فالمدخنون يدخنون السجائر دون مشاكل طالما كان ذلك بعيداً عن الطلاب، أما المعلمات فيجلسن فى غرفتهن يتناولن الشاى والنسكافيه ومشروبات أخرى خلال راحتهن.
مدير «إطسا التعليمية»: أبلغنا مديرى المدارس بمحتوى القرار.. وإحالة المخالفين إلى التحقيق
وتابع: تعاملت بنفسى فى مسألة استخدام الهاتف المحمول فى المدرسة، دون أن أعلم بوجود قرار بمنع استخدامه، فعندما أدخل الفصل أعلن للطلاب بأن هاتفى صامت، وأننى لن أتحدث فيه أثناء الحصة، وأطلب منهم أن يفعلوا مثلى، وأن يجعل كل منهم هاتفه صامتاً أثناء الحصة، واتفق معهم على أن من يضطر للرد على الهاتف وهو صامت، لأمر مهم أن يحصل على إذن منى، ويخرج من الفصل للرد، وهذا دفع الطلاب للالتزام فى الحصة الدراسية، ولا يخرج خلال مدة الحصة سوى طالب أو اثنين ويعودوا سريعاً.
ويكشف المعلم لـ«الوطن» أن اجتماع الجمعية العمومية السابق بالمدرسة، كان قبل إعلان قرار الوزير بمنع استخدام المحمول والتدخين فى المدارس، ولم ينبه علينا خلال الاجتماع بتنفيذ مثل هذا القرار، ومع ذلك لم تخطرنا إدارة المدرسة بتنفيذ قرار كهذا حتى اليوم. يقول عبدالفتاح الجندى، مدير إدارة إطسا التعليمية الأسبق، إن قرار وزير التربية والتعليم بمنع التدخين وكذلك باقى الوزارات ومؤسسات الدولة والمواصلات العامة، ليس جديداً وصدر منذ فترة، ولكن «إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع»، فيجوز منع التدخين بالنسبة للمدرسين داخل الفصول أو استخدام المحمول وهو أمر مقبول، ويمكن تنفيذه ويعاقب عليه من يخالف. أما منع التدخين أو الرد على الهاتف خارج الحصة لو كان المدرس فى الفناء أو فى راحة يصعب تطبيقه، وإذا لم يتم تخصيص القرار بمنع التدخين أو استخدام المحمول داخل الفصول فقط سيفشل تطبيق القرار، حتى يكون القرار النظرى متوافقاً مع التطبيق العملى.
وتابع: بالنسبة للطلاب لا يجب أن يدخنوا أو يستخدموا المحمول داخل المدرسة نهائياً، لأنه من الممكن أن بعض الطلاب يصورون أو يسجلون لبعض، ويسيئون استخدام الهاتف المحمول، ويحدث هذا الأمر مشاكل كثيرة، فلا يجب أن يسمح لهم بذلك.
من جانبه، يؤكد الدكتور عماد بليدى، مدير إدارة إطسا التعليمية، قائلاً: اجتمعت بمديرى المدارس، وأبلغتهم بقرار الوزير، وعلقوا لافتات داخل المدارس بمنع التدخين أو استخدام المحمول فى المدارس، وأنا أتابع هذا الأمر بشكل دورى.
ويضيف مدير إدارة إطسا التعليمية: أكدت على مديرى المدارس على مستوى مركز إطسا، وأعلن مضمون القرار فى الطابور الصباحى كلما زرت مدرسة، وأى مدرس سيخالف هذا القرار سوف يحال إلى التحقيق، ويوقع عليه الجزاء المناسب لذلك، أما إذا خالف الطالب ذلك القرار فسيتم عقابه.