أحد أبطال أكتوبر: الجيش المصرى محا أكذوبة أن الإسرائيليين لا يقهرون
اللواء محمد الشهاوى
قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، أحد أبطال حرب أكتوبر، إن حرب أكتوبر سوف تظل علامة فى تاريخ الحروب الحديثة وتدرس فى كل الكليات العسكرية، موضحاً أنه «فى تناغم متكامل بين أسلحة وفروع القوات المسلحة المصرية انطلقت حرب أكتوبر لتروى عظمة وشجاعة الجندى المصرى، فهى لم تكن حرباً عادية ولكنها كانت حرب انتصار للحق، وحققت مكاسب هائلة عززت لمصر مكانتها، فهى كانت حرب تحرير على المستويين العسكرى والدبلوماسى».
وأضاف اللواء الشهاوى لـ«الوطن» أن سلاح الحرب الكيماوية له دور كبير فى حماية جنودنا خلال العبور من مواسير النابالم التى كانت ممتدة تحت خط القناة بامتداد الضفة الشرقية وتعطيلها ليتمكن الجنود من العبور للضفة الشرقية ثم الهجوم على مواقع العدو والتقدم شرقاً لاسترداد أرضنا مرة أخرى، مضيفاً أن إدارة الحرب الكيميائية قامت بمعالجة القوارب المطاطية وملابس الميدان للموجة الأولى من الاقتحام معالجة كيميائية بحيث تكون غير قابلة للاشتعال، ثم التغلب على أجهزة الكشف الرادارى التى زودها العدو على خط بارليف لكشف تحركات قواتنا المسلحة ليلاً ونهاراً، حيث تم تعطيلها.
اللواء «الشهاوى»: إدارة الحرب الكيماوية أنقذت القوات من «النابالم».. وعالجت ملابس الجنود والقوارب المطاطية بمواد غير قابلة للاشتعال.. وتغلبت على أجهزة رادار العدو
وأكد بطل حرب أكتوبر الذى عمل فى سلاح الحرب الكيماوية ومستشار كلية القادة والأركان حالياً فى حديثه لـ«الوطن» قائلاً: إن الجيش المصرى استطاع أن يردع الجيش الإسرائيلى ويقهر هذا المانع الحصين مجتازاً خط بارليف بكل عزم وقوة لأخذ ثأر زملائنا الذين روت دماؤهم أرض سيناء الغالية. مشيراً إلى أن الجيش المصرى استطاع محو أكذوبة الجيش الإسرائيلى بأنه لا يقهر، وذلك بعد اقتحام قناة السويس وعبور القوات المسلحة المصرية للضفة الشرقية.
وأشار إلى أن هذا العبور جاء نتاج تدريب مستمر تحت ظروف صعبة قوية لا يتحملها إلا رجال أشداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فقد أحاطنا الله بعنايته خلال تلك الحرب، موضحاً «كل مشكلة كانت تواجهنا كان الكل يسعى لابتكار حلول لها، لتبرهن خطة وتكتيك الحرب على أن عقلية الجندى المصرى علت إمكانيات العدو وتسليحه المتقدم».
وتابع: «الجيش الإسرائيلى كان يمتلك رادارات حديثة يمكنها كشف ونقل تفاصيل ما نقوم بإرساله ومن ثم كان من الضرورى توافر أجهزة مضادة لهذه الرادارات الكاشفة لما نقوم به، والتى كانت تكشف مخططاتنا للعدو ولكن بعبقرية خيرة علمائنا المدنيين والعسكريين المصريين تمكنا من تصنيع الأركان العاكسة فى كل حفرة من حفر الدبابات أو العربات المطلوب عدم كشفها من قبل أجهزة الكشف الرادارى المعادية.
النكسة وحرب الاستنزاف كان لهما تأثير كبير فى تطوير التكتيك التدريبى.. وحرب أكتوبر كانت «انتصاراً للحق» ومعركة تحرير على المستويين العسكرى والدبلوماسى
وصرح اللواء محمد الشهاوى بأن هزيمتنا فى 1967 وحرب الاستنزاف كان لهما عظيم الأثر فى تطوير التكتيك التدريبى للقوات، حيث تضمنت التدريب الفعلى والحقيقى لاقتحام النقاط الحصينة لدى العدو ومهدت لانتصارات أكتوبر.
ولفت «الشهاوى» إلى أن عبقرية اختيار ساعة الصفر فى حرب أكتوبر ترجع أهميتها إلى أن الشمس فى هذا التوقيت تكون عمودية فى وجه العدو، حيث إنها تكون عائقاً فى تحديد أهدافهم وخاصة الطيارين، فضلاً عن أن الشمس تكون فى ظهر قواتنا المسلحة فلم تؤثر عليهم أثناء القتال.