«سارة».. إعاقة والديها السمعية عرّضتها للتنمر: مين بيختار أهله؟
سارة
«إحنا بنخاف من أهلك أوى»، جملة كثيراً ما سمعتها «سارة» من زملائها فى المرحلة الابتدائية، كادت تصيبها بنوبة اكتئاب، حيث يعانى والداها من إعاقة سمعية تسبّبت فى تعرّضها للتنمر فى المدرسة، رافقتها الانتقادات منذ الصغر، وباتت مادة للسخرية من باقى الطلاب، الأمر الذى أثر عليها سلباً فرفضت الذهاب إلى المدرسة، وأنهت مشوار تعليمها مبكراً.
حاولت سارة الجوهرى التصدى للتعليقات السلبية التى تتلقاها باستمرار، ثم واجهتها بالصمت، وبمرور سنوات قررت تقديم فيديوهات تنصح فيها المتنمرين، الذين ينتقدون الآخرين ويحاصرونهم بالأوصاف السلبية بالعدول عن ذلك، واختارت تعلم لغة الإشارة، تقديراً لظروف أصحابها: «محدش فينا بيختار أهله، ولا له دخل بظروفهم وهيئتهم. احترموا الأطفال اللى أهاليهم صم وبكم، لأنهم مالهمش ذنب بخلقتهم، وماينفعش نعايرهم أو نتجنبهم ومانتكلمش أو نلعب معاهم».
تحكى «سارة» عن طفولتها البائسة بسبب السخرية من ظروفها الأسرية، ومظاهر ذلك فى كل مكان تذهب إليه، ففى اليوم الذى كانت تذهب فيه إلى المدرسة ممتلئة بالحيوية والإيجابية، كانت تصطدم بكلمات المتنمرين الصغار: «انتِ إزاى عايشة مع أبوكِ وأمك».
يوماً تلو الآخر، كرهت المدرسة، وحاولت والدتها كثيراً دعمها لإعادة ثقتها فى نفسها، التى ضاعت إثر الانتقادات اللاذعة، وساندتها حتى تجاوزت المرحلة الابتدائية: «لما بنكبر الناس بتفهم أن دى ابتلاءات ربانية، مالناش دخل فيها، لكن فضلت بعض النظرات السلبية، ومن هنا قررت إنى أوجه نصايح فى فيديو بلغة الإشارة للأطفال اللى بيعيشوا نفس ظروفى، لأنى أكتر واحدة حاسة بيهم، أسلط الضوء على الانتقادات اللى بيتعرضوا ليها طول الوقت، وأساعدهم يتغلبوا عليها».