دراسة: اختلاط الصرف الصحي بمياه الشرب سبب الإصابة بـ"فيروس سي"
د. حمدي عرفة خبير التنمية المحلية
كشفت دراسة أعدها الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية وخبير استشاري البلديات الدولية، أسباب انتشار أمراض الكبد نتيجة الإصابة بـ"فيروس سي" في المحافظات، وتمثلت في اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، إذ أن نسبة وجود الصرف الصحي بالقرى والعزب لا تتخطي 8%، والأراضي تروى بماء الصرف الصحي المختلط بالمياه في الترع والمصارف والبحيرات، تحت بصر المسؤولين في وزارة الزراعة والري والمحافظين ورؤساء المراكز، عبر عقود مضت، دون تفعيل القانون وإلزام غرامات على المواطنين.
وطالبت الدراسة، المحافظين ووكلاء وزارة الصحة بضرورة استخدام قاعدة بيانات الناخبين والتنسيق مع فروع الجامعات في كل محافظة، للمشاركة في هذه الحملة، عبر كليات الطب والصيدلة والحاسبات والمعلومات والتمريض، ويجب على كل محافظ سرعة تجهيز مركز بمستشفيات المحافظة، لاستقبال المرضى مع العلم أن مدة مسح العدد المستهدف من شهرين إلى ثلاثة شهور، علي حسب التعداد السكاني لكل محافظة، "مع العلم إلى أن جميع دول المجتع الدولي عالجت ما يقرب من 3 ملايين و300 ألف مريض بفيروس سي، بينما مصر وحدها عالجت مليونين و150 ألف مريض".
وتابعت الدراسة، أن "التهاب الكبد الفيروسي سي هو مرض معدٍ يؤثر بشكل رئيسي، لكن العدوى المزمنة قد تؤدي إلى ظهور ندب على الكبد، وبعد عدة سنوات قد تؤدي إلى التشمّع في بعض الحالات، حيث يعاني مرضى التشمع أيضا من الفشل الكبدي أو سرطان الكبد أو من أوردة شديدة التورم في المريء والمعدة، ما قد يسبب نزيفا شديدا يؤدي إلى الوفاة، ويقدر عدد المصابين بفيروس ج في العالم بحوالي 130- 170 مليون نسمة، مع العلم أن عدد المصابين بفيروس سي في الفئة العمرية من 1: 59 سنة على مستوى الجمهورية، طبقا لأحدث الإحصاءات بلغ 3 ملايين و800 ألف شخص"، مؤكدة أن أهم الحلول للسيطرة على انتشار المرض اللعين ضرورة التوعية بخطورته وحث المرضي على سرعة تلقي العلاج اللازم، وميكنة عملية صدور قرارات العلاج من داواوين المحافظات.
وأشارت الدراسة إلى أن ستيفان ويكتور، رئيس فريق برنامج التهاب الكبد الوبائي العالمي، أعلن في وقت سابق عام 2015، أن فيروس سي يتسبب في 40 ألف حالة وفاة سنوياً بمصر، أي 7.6% من مجموع نسبة الوفيات في البلاد، لافتة إلى ان العدوى تكون أكثر شيوعاً في المناطق الريفية والفقيرة.
وأوضحت الدراسة أنه لا يوجد اأي مستشفى في نطاق الوحدات المحلية القروية البالغ عددها 1411 وحدة محلية قروية تابعة لـ27 محافظة، حيت تعد تلك القرى مسؤوله إداريا وتنفيذيا عن 4726 قرية، يتبعها 26 ألفا و757 كفر ونجع وعزبة، ولا يوجد بها سوى وحدات صحية بدائية، لا يوجد بها أمصال للسموم، وعدد سيارات الإسعاف لا تتخطى 6%، ولا يوجد بتلك الوحدات الصحية أي قسم لعلاج أمراض الكبد.
وطالبت الدراسة، الحكومة المصرية ومجلس الوزراء، بسرعة استحداث وزارة للقرية المصرية، للتصدي لكل أسباب معاناة المواطنين اليومية، ونقص الخدمات المتكاملة لسكان القرى، وما يتبعها من كفور ونجوع وعزب، فضلا عن هروب الأطباء من العمل في الوحدات الصحيه القروية خاصة في المحافظات النائية.