فبعد الفحص والمحص والتمحيص، أُبشرك بإنك هاتفضلى طول عمرك بتلعبى فى مخيلتها دور الشيطان اللى حاول يستخدم أسوأ الأساليب اللى تكرهها فيه، هتلف الأيام وهيتقابلوا، وهتبقى إنتى بكل تفاصيلك وتفاصيل حكاياتك عنه الذكرى الأليمة اللى هتحاول تنساها، هتعتبرك المسؤولة الوحيدة عن تدمير مشاعرها تجاهه، أصل وقتها مش هتفهم أى حاجة غير إنها اتحرمت منه وعلى إديكى إنتى، مش هتقدر تنسالك إنها كانت زى أى بنت محتاجة له فى أوقات صعبة كتير ماكنش ينفع حد غيره يحل محله فيها، وإنتى استخدمتيها طرف فى تصفية حساباتك معاه وبعدتيها عنه.
"أبوكى مات وشبع موت، ربنا خلصنى وخلصك منه، مش عاوزة اسمعك بتجيبى سيرته ولا عايزاكى تفتكريه تانى، أبوكى مات ومش هتشوفيه طول حياتك أبدا"، قمة القسوة لما يكون ده رد أم على بنتها اللى عندها خمس سنين فى كل مرة، تسألها عن أبوها، هتسألنى هو الأب عمل إيه علشان تبقى تصرفات الأم قاسية للدرجة دى، هرد عليك وأقول لك أنهم اتطلقوا.
اتطلقوا؟! تموت الراجل علشان اتطلقوا! إيه هو إنت أول مره تسمع الكلام ده، ماتعرفش إن اللى جوزها بيطلقها، بتموته فى عيون ولاده، ماتعرفش إن ستات كتير بيستخدموا الأولاد فى تصفية الحسابات اللى بينها وبين طليقها، دول بقوا يخططوا ويتكتكوا علشان يقهروا قلب الراجل وبقت خطة الموت دى أشهرهم وأسهلهم، دى بيتجيب نتائج سريعة وزى الفل.
تخيل كده أم بتربى بنتها على كره أبوها، بتأكلها وتشربها كره، سيبك من إن البنت دى هتكبر بنفسية مختلة أو مشوهة، الكارثة الأكبر إنها فعلا بتكره شخص عزيز على إيد شخص عزيز برضه، ودى بصراحة قمة القسوة، أصل الأم دى مبتبقاش عارفة حجم الصراع النفسى الخطير اللى بيبقى جوه الأولاد، خاصة لما يكونوا عارفين إن الأب موجود وما متش فعلا زى ما هى بتقول، صراع ممكن يجيب نتيجة عكسية وبدل ما يموت هو فى عيونهم تموتى إنتى.
شاطرة قوى وبتقسى قلب البنت على أبوها وبتشربيها كرهه، اصبرى عليها كده شويتين لما تكبر وتعرف إنك كنتى بتخلصى تارك منه بيها، وشوفى كده رد فعلها هيكون إيه.
الست من دول تطلق من هنا، وأول حاجة تفكر فيها طريقة الانتقام من الراجل اللى أصبح بالنسبة لها بمثابة العدو، ما بتلاقيش أسهل من إنها تضربه فى مقتل وتستخدم الأولاد أداة للانتقام الناجح المضمون.
انتقمتى؟ كرهتى العيال فى أبوهم؟ ضيعتى عمرك فى تأليف قصص وحكايات مثيرة تبعدى بيها ولادك عنه؟ مبسوطة دلوقتى وطايرة من الفرحة لما احتفظتى إنتى بيهم؟ طيب يا ناصحة أحب أقول لك إنك احتفظتى بأشخاص فارغين من المشاعر لأى حد حتى ليكى، أصل أنا نسيت أقول لك عمرك ماهتربى عيال بنفسية سوية وإنتى مشغولة طول الوقت فى استغلالهم لإشباع رغاباتك الخايبة فى الانتقام.
يا ستى حتى لو شايفة إنه ظلمك وجه عليكى، إحسنى تربيتهم إنتى ولما يكبروا بيعرفوا الحقايق وبيقرروا وقتها مين ظلم ومين اتظلم، مش من حقك أبدا تلعبى الدور ده فى حياة ولادك حتى ولو ليكى حق، بالعكس هتبقى أم ظالمة لنفسك وليهم، ربى أشخاص صالحين يعرفوا يبنوا حياة صالحة وما يعيشوش اللى إنتى عشتيها.
انفصلوا برقى وابعدوا أولادكم عن تصفية حساباتكم، حتى لو فى بينكم مشاكل وخلافات، ما يصحش أبدا يبقوا طرف فيها، علشان وقت ما هيكرهوا صدقونى مش هيكرهوا طرف واحد، دول هيستغنوا عن الطرفين.
ربوا جيل صالح يقدر يفتكر لكم الخير والحب لما تكبروا، مش يبقى كاره اليوم اللى جبتوهم فيه.