معادلة «سارة»: تدريب المعلم وغرس احترامه فى نفوس الأطفال
سارة المتولى معلمة لغة إنجليزية بالمرحلة الابتدائية
سارة المتولى، 29 سنة، معلمة لغة إنجليزية بالمرحلة الابتدائية وتعمل فى مدرسة خاصة، ترى أن هذه المدارس تستنفد كامل طاقة المدرسين مقابل أجور قليلة. وقالت فى حوار لـ«الوطن» إن وضع المعلم لن يتغير إلا إذا تم تدريبه على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
ما الفرق بين معلم الآن والماضى؟
- فى الماضى كان هناك اهتمام من المعلم بتوصيل المعلومة وتقديم الشرح الكافى للطلبة. فى الوقت الحالى أصبح الكثير منهم يبحثون عن وسائل أخرى تُدر عليهم دخلاً أكبر، لدرجة أن هناك معلمين عندما يدخلون الفصل يكتبون أرقام تليفوناتهم على «السبورة» لحث الطلاب على حجز الدروس الخصوصية، وعلى الجانب الآخر قلّ احترام الطالب للمعلم، لسببين، هما تربية الطالب وأخلاقه وطريقة تعامل المعلم معهم.
ما أبرز مظاهر عدم احترام بعض الطلبة للمعلمين؟
- فى السابق، كان التلاميذ عندما يرون المدرس فى الشارع يحولون وجهتهم، ويمشون فى شارع آخر، احتراماً له وخوفاً منه، أما الأجيال الجديدة، فيرى أكثرهم أنهم أتوا إلى المدرسة بأموالهم، وأنهم يدفعون للمعلم مقابل الدروس الخصوصية، وهذا يظهر بشكل أكبر فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، لذا أرى ضرورة التركيز مع الأجيال الجديدة فى مرحلة الطفولة، حتى نُغير تلك الطريقة ونربيهم على احترام المعلم وتبجيله.
معلمة إنجليزى: المعلمون يكتبون أرقام تليفوناتهم على «السبورة» لحث الطلاب على حجز الدروس الخصوصية
ما الصعوبات التى تعوق أداء المعلم لمهامه؟
- أولاً تكدس المناهج بالمعلومات الزائدة، التى تعتمد على الحفظ بنسبة كبيرة وليس الفهم، وثانياً الكثافة الكبيرة للطلاب فى الفصول، ففى بعض المدارس الحكومية يتعدّى عدد الطلاب فى الفصل الواحد 50 طالباً، مما يعوق المعلم عن توصيل المعلومة لكل الطلاب، وعن التركيز مع كل طالب بمفرده، وأصبح هذا الأمر لا يقتصر على المدارس الحكومية، بل وصل إلى بعض المدارس الخاصة.
وماذا عن المعلمين الجدد حديثى التخرج؟
- تنحصر مشاكلهم فى عدم توافر تعيينات أمامهم فى المدارس الحكومية، فيضطرون للعمل فى المدارس الخاصة، التى تستنفد كامل طاقتهم، كحال كل العاملين فى القطاع الخاص مقابل أجور قليلة. أنا مثلاً من أوائل الخريجين على دفعتى سنة 2010 فى كلية التربية قسم إنجليزى بجامعة عين شمس، وكان المفترض تعيينى، لكن لم يتم ذلك، لذا عملت فى مدرسة خاصة، مما حرمنى من حقوق تتوافر لزملائى فى المدارس الحكومية، ففى أيام الامتحانات لا يجوز الاستئذان مبكراً. وإذا تغيّبت لسبب قهرى يُحتسب اليوم بغياب 5 أيام، فضلاً عن طول ساعات العمل، دون أن يتم محاسبتنا عليها.
ما الأولويات التى يجب أن تركز عليها وزارة التربية والتعليم؟
- تخفيف المناهج على الطلاب، لأن المعاناة ليست مقتصرة على الطالب وحده، بل أيضاً أولياء الأمور الذين يعجز أغلبهم عن فهم الدروس، وبالتالى لا يستطيعون شرحها لأبنائهم.