مدرسون «سوابق»: طعن وقتل وفقء عيون وتحرش واعتداء جنسى.. وما خفى كان أبشع
تعذيب طالب على يد مدرس - صورة أرشيفية
لا أحد ينكر دور المعلم ورسالته السامية فى صناعة وتربية النشء، لكن الصفحة السوداء للمدرسين يسطرها قلة منهم ابتعدت عن رسالة تعليم المبادئ والقيم والأخلاق، واقتربت من ممارسات البلطجية، لا يصدق البعض أن يمسك مدرس فى يده بمطواة للحصول على حقه أو حتى لتسويه خلافاته مع خصومه، هذا ما أثبتته محكمة جنح سنورس بالفيوم، عندما عاقبت «ثابت. أ»، مدرس لغة إنجليزية بمدرسة فيديمين الثانوية المشتركة، بالحبس 3 سنوات لاعتدائه على 3 مدرسين من زملائه بمطواة، وتبين من التحقيقات أن المدرس اقتحم المدرسة، بعد استدعاء من نجله «أحمد» الطالب بالمدرسة بسبب فصله لتشاجره مع معلميه، وألقى القبض عليه بعد استدعاء الشرطة وأحيل إلى النيابة التى أحالته للمحاكمة الجنائية العاجلة.
لم تختلف الجريمة السابقة عن تلك التى اتهم فيها المدرس «أحمد. ع. م»، زميله «على. س. ع»، فى محضر بمركز شرطة بلقاس، بأنه احتجزه داخل غرفة الأمن بمدرسة محلة إنجاق الإعدادية، واعتدى عليه بالضرب أثناء اليوم الدراسى، وتم نقل الأول إلى مستشفى شربين العام لتلقى الإسعافات الأولية، نتيجة إصابته بكدمات فى الوجه ومناطق فى جسده، وكتابة تقرير طبى عن حالته الصحية.
وفى القليوبية، ثبت من محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة أن مدرس اللغة الإنجليزية «حمادة. ج» فى مدرسة سميرة موسى التجريبية فى ميت نما التابعة لإدارة غرب شبرا الخيمة التعليمية عام 2015، طعن زميله «يوسف. م» ونقل المجنى عليه فى حالة سيئة غارقاً فى دمائه ومصاباً بعدة طعنات لمستشفى قليوب العام، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة فتولت التحقيق. وفى طنطا، شهدت مدرسة كفر الحما الابتدائية التابعة لمركز شرطة طنطا إصابة تلميذة بالصف الثالث الابتدائى بنزيف فى مقلة العين اليمنى جراء ضربة عصا من مدرس أثناء لهوها فى الفسحة أدت إلى إصابتها وفقء عينيها بحسب محضر الأمن، وتمكن ضباط مباحث المركز من ضبط المتهم، وبسؤاله قال إنه حال قيامه بتجميع التلاميذ حدثت الإصابة دون قصد منه.
وفى القاهرة، قررت نيابة دار السلام الجزئية حبس مدرس على ذمة التحقيقات، فى اتهامه بقتل طليقته بعد طعنها بسلاح أبيض «سكين»، وتلقت مباحث القاهرة بلاغاً من الأهالى بوقوع مشاجرة فى عقار بالمنطقة، وبالانتقال عثر على جثة «أ. م» 47 سنة، مدرسة، توفيت إثر إصابتها بجرح نافذ من الناحية اليسرى بالبطن، وأفادت التحقيقات أن المجنى عليها اعتادت التردد على الشقة محل الواقعة سكن طليقها «م. ح»، 53 سنة، مدرس، وفى يوم الواقعة وأثناء وجودها بصحبته لإعداد الطعام وحال محاولتها الانصراف رفض ذلك، وحدثت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة انتهت بتعديه عليها بسكين فأودى بحياتها، وألقى القبض عليه وبحوزته السلاح المستخدم فى الجريمة، وبمواجهته اعترف بارتكابها. وفى بورسعيد، أحالت النيابة الإدارية مدرس إعدادى بنات بمدينة بورفؤاد إلى المحاكمة العاجلة أمام النيابة العامة لارتكابه جرائم وانتهاكات أخلاقية وجنسية فى حق طالبات المرحلة الإعدادية بالمدرسة، وتصوير مقاطع فيديو جنسية لهن مستخدماً هاتفه المحمول، وأجرت النيابة تحقيقاتها فى القضية رقم 115 لسنة 2016.
بدأت الواقعة بعد أن تقدمت إحدى أولياء الأمور لمدير الإدارة التعليمية بشكوى مرفق بها بطاقة ذاكرة عليها صور ومقاطع فيديو للمتهم المذكور فى أوضاع جنسية مع بعض الفتيات بالمدرسة الإعدادية التى يتولى التدريس فيها، وتم إيقاف المتهم عن عمله على ذمة التحقيقات، كما انتدبت النيابة الإدارية خبير صوتيات ومرئيات باتحاد الإذاعة والتليفزيون لتفريغ أحراز القضية من محادثات هاتفية ونصية على «فيس بوك» للمتهم، وأوضحت التحقيقات أن المتهم تمكن من هتك عرض إحدى تلميذاته، قاصر لا يتعدى عمرها 14 عاماً، واعتاد إرسال صور ومقاطع جنسية لعدد من التلميذات وكتابة ألفاظ وإيحاءات جنسية للطالبات على فيس بوك وتحريضهن على ارتكاب أفعال غير أخلاقية.
وفى الخانكة، أحالت النيابة الإدارية «م. م» مدرس الرياضيات بمدرسة منشأة عبدالرحمن الإعدادية، إلى النيابة العامة بتهمة ممارسة أعمال منافية للآداب مع طالبة بالصف الأول الثانوى أكثر من مرة تحت التهديد أثناء تلقيها درساً خصوصياً لديه، وذلك فى القضية رقم 1424 لسنة 2014، بالإضافة إلى أن المتهم حاول خطفها وضربها أكثر من مرة لإرغامها على الخضوع له إشباعاً لشهواته ونزواته الشيطانية حسبما جاء فى التحقيقات، وطلبت النيابة توقيع أقصى عقوبة عليه تأسيساً على أنه كان يتعين عليه وهو القائم على تربية النشء أن يكون فوق مستوى الشبهات وأن يتحلى بأرفع الفضائل وأسماها وأن يبتعد عن كل ما يجرح السلوك القويم حتى يكون موضع ثقة طلابه وذويهم.
وتحمل جرائم المدرسين فى ثناياها انحرافاً خلقياً فادحاً يمس السلوك القويم وحسن السمعة ويؤثر تأثيراً سيئاً على الوظيفة التى يشغلها وعلى كرامتها واعتبارها، ويقلل من الثقة فيها وفى شاغليها، الأمر الذى يضر بالمصلحة العامة التى يحرص المشرع على إحاطتها بسياج من الاحترام، ولا يمكن أن يتحقق ذلك وشاغلو الوظيفة على درجة مؤسفة من تدهور الخلق ومخالفة الشرع والدين، فإذا قبل لنفسه هذا الموقف المعيب، فإنه يكون قد خرج عن مقتضيات وظيفته بالتفريط فى أعز ما يمكن أن يتحلى به المعلم.