طبيب حكومى: نقص المستلزمات يتسبب فى تعدى المرضى علينا
عبده حمدى طبيب بأحد المستشفيات الحكومية
قال «عبده حمدى»، طبيب بأحد المستشفيات الحكومية، 25 عاماً، إن تأهيل طلبة كلية الطب أثناء دراستهم شبه منعدم، إذ تتم الدراسة بشكل نظرى، أما السنوات التى يتم فيها دراسة التخصصات الطبية فيكتفى فيها الطالب بمتابعة الطبيب النائب أو الاستشارى أثناء الكشف على المريض. وأضاف فى حوار لـ«الوطن» أن الطبيب بحاجة إلى دورات تدريبية ومؤتمرات طبية للاطلاع على كل ما هو جديد فى مجال الطب.. وإلى نص الحوار:
كيف يتم تأهيل الطبيب أثناء دراسته فى الكلية للعمل فور تخرجه؟
- التأهيل فى كلية الطب شبه منعدم، إذ تتم دراسة المواد العلمية بشكل نظرى خلال الـ3 سنوات الأولى دون التعامل مع المرضى، وفى الـ3 سنوات الأخيرة التى تتم فيها دراسة التخصصات الطبية البحتة، كالأنف والأذن والرمد والجراحة يكون الطالب فيها مجرد ملاحظ للعملية الطبية، حيث يقوم بمتابعة الطبيب النائب أو الاستشارى أثناء الكشف على المريض، وبالتالى مستوى المهارة التى يكتسبها الطبيب لا يتعدى الـ20%.
هل سنة الامتياز غير كافية أيضاً لتأهيل الطبيب؟
- من المفترض أن سنة الامتياز هى السنة المؤهلة لسوق العمل، ورغم ذلك يقوم الطبيب فيها بتعليم نفسه بنفسه، حيث يتم التجريب فى المريض، لأن طبيب الامتياز على غير دراية بكافة الأمراض وأعراضها، كما أن كل حالة واردة عليه مختلفة عن غيرها، فإذا لم يتم تشخيصها بشكل دقيق وسريع سيؤثر ذلك على صحة المريض، وربما يتسبب فى وفاته، فضلاً عن أن المقابل المادى الذى يحصل عليه الطبيب خلال هذه السنة ضعيف جداً.
عبده حمدى: «طاقم التمريض» يزيد من معاناة العمل
هل يعد بدل العدوى الذى يحصل عليه الطبيب كافياً؟
- بالطبع لا، فبدل العدوى الذى تمنحه وزارة الصحة للطبيب هو 19 جنيهاً فقط رغم أن الأخطار التى يتعرض لها أثناء عمله كبيرة، إذ ربما يتعامل الطبيب على سبيل المثال مع مريض مصاب بالالتهاب السحائى أو التيفود، فبالتالى الطبيب وطاقم التمريض بأكمله مُجبرون على اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية على نفقتهم الخاصة، كما أن سعر أى دواء سيلجأ إليه الطبيب فى حالة تعرضه للعدوى يكلفه مبلغاً أعلى مما تخصصه الوزارة.
كيف يتم التعامل مع المرضى فى ظل الإمكانيات بالمستشفيات الحكومية؟
- ضعف الإمكانيات ونقص المستلزمات الطبية داخل المستشفيات الحكومية يعتبر من أبرز المشكلات التى تواجه الطبيب وطاقم التمريض يومياً، وتتطلب بعض حالات المرضى إجراء «سونار» على سبيل المثال، وبسبب عدم توافره داخل المستشفى يتم إخبارهم بالتوجه إلى أقرب مستشفى دون تحديد مستشفى بعينه، وكذلك فى حالة عدم توافر العلاج المناسب فى صيدلية المستشفى، ما يتسبب فى حدوث مشاجرات وخناقات، وفى بعض الأحيان يصل الأمر إلى التعدى بالضرب على الأطباء والتمريض وكأننا السبب الرئيسى وراء عدم توافر الأدوية والمستلزمات.
طبيب الامتياز يعلم نفسه بنفسه ويجرب فى المرضى.. والأجور ضعيفة جداً
ألا ترى أن الطبيب بحاجة إلى دورات تدريبية من وقت لآخر؟
- نعم، لكون الطب فى تقدم مستمر، بجانب أن الأبحاث العملية التى تقام فى مختلف المجالات تساعد الطبيب فى الاطلاع على كل ما هو جديد فى مجاله، وتجعله قادراً على تشخيص المرض بشكل أدق.