كتب جامعية رديئة الطباعة وكورسات بالتعاون مع المعيدين.. تدريس ولا بيزنس
فهيم وأنور ومبروك
أكد عدد من طلاب كليتى «الآداب والتجارة» أن الكتاب الجامعى أصبح أبرز الوسائل لأعضاء هيئة التدريس لجلب الأموال من الطلاب، مشيرين إلى أن العلاقة بين الطالب والأستاذ انحصرت فى شراء الكتب الجامعية، كنوع من الإرضاء لعضو هيئة التدريس، وليس رغبة من الطلاب للاستفادة المعرفية منه، وأوضح الطلاب أن المكتبات الخارجية أصبح لها دور كبير فى التنسيق بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب فى طباعة الكتب، وكذلك تحديد أسعارها، منوهين بأن نجاحهم فى الكلية يتوقف حالياً على شراء الكتب وليس على الجد والاجتهاد.
قال يونان فهيم، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة بنى سويف، إن اتجاه الكثير من الطلاب لشراء المذكرات الخارجية للاستذكار منها يتركز فى سببين أساسيين، الأول أن مقرر الكتاب الجامعى كثيف للدرجة التى لا يستطيع فيها الطالب استيعاب هذه المعلومات، بالإضافة إلى أن سياسة التدريس فى الكلية تعتمد على الحفظ والتلقين فقط وليس التطبيق العملى، والسبب الثانى هو الثقة التى حظى بها معدو المذكرات الخارجية، خاصة أن هذه المذكرات تحتوى على نسبة 75% من الإجابات النموذجية عن أسئلة الامتحانات.
وأكد «فهيم» لـ«الوطن»، أن الكلية طبقت ولأول مرة منذ تأسيسها نظام امتحانات الميدتيرم، أى منتصف الفصل الدراسى، بهدف إجبار الطلاب على شراء الكتاب الجامعى فقط، وليس بهدف تحسين جودة التعليم، بالإضافة إلى أن الامتحان يعتمد على نظام «الأوبن بوك»، الذى يعنى اصطحاب الطالب للكتاب داخل لجنة الامتحانات، وأوضح أن أسعار الكتب الجامعية أصبحت حالياً مرتفعة جداً، للدرجة التى يضطر فيها الطالب لشراء المذكرات الخارجية، قائلاً: «ليست كبديل عن الكتاب الجامعى بل شراؤها بجانب الكتاب إرضاء لعضو هيئة التدريس فقط»، مشيراً إلى أن جودة ورق الكتاب الجامعى رديئة للغاية، ومقرر كثيف، وغير ملائم لسوق العمل، وسعره يتجاوز 1000 جنيه.
وقال ريمون أنور، الطالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة سوهاج، إن معيدى الكلية نظموا الكثير من الكورسات بمبالغ مساوية إلى حد ما للكورسات الخارجية، تحت رعاية إدارة الكلية، مطالباً الكلية بتوفير فرص تدريب وورش عمل للطلاب فى مجالات ريادة الأعمال، والمحاسبات المالية، وغيرها من أسس التعامل مع البنوك الخارجية مجاناً، وأضاف أن معظم أسئلة الامتحانات تأتى ضمن محتوى المذكرات، لافتاً إلى أنه يصعب على الطالب الإلمام بمحتوى الكتاب الجامعى نظراً لاحتوائه على الكثير من المعلومات، مؤكداً أن شراء الكتاب الجامعى يأتى تنفيذاً لتوجيهات الدكتور الجامعى وليس نابعاً من رغبة حقيقية من قبل الطلاب فى المعرفة.
وفى كلية الآداب جامعة المنيا يقول الطالب رضا غطاس، إن علاقة الطالب بالدكتور الجامعى أصبحت قائمة فى الأساس على شراء الكتاب الجامعى، بالإضافة إلى شراء بعض «الشيتات» من المكتبات الخارجية التى تتقاسم ثمنها مع عضو هيئة التدريس، وأوضح غطاس أنه يصعب على الطالب استيعاب الكتاب الجامعى نظراً لاحتوائه على الكثير من المعلومات: «بشترى الكتاب ومش بذاكر منه»، بالإضافة إلى أن الاعتماد على نظرية الحفظ والتلقين ما زالت سائدة فى الوسط الجامعى، مشيراً إلى أن المذكرات الخارجية تقدم المعلومات المفيدة والمطلوبة وأسعارها رخيصة مقارنة بالكتاب الجامعى لذلك اتجه الكثير من الطلاب إلى الاعتماد عليها.
من ناحية أخرى، قال الدكتور جودة مبروك، عميد كلية الآداب جامعة بنى سويف، إنه لا بد أن تكون هناك حلقة واسعة من النقاش بين الطالب وعضو هيئة التدريس لتقليل عدد صفحات الكتب والاكتفاء بالمعلومة التى تفيد الطالب، لافتاً إلى ضرورة وجود جهات رقابية على المكتبات الخارجية لتحجيم عملها المخالف للقانون، وأضاف عميد كلية الآداب، أن سعر الكتاب الجامعى لا يقارن بأسعار المذكرات الخارجية: «المذكرة رخيصة فى معلوماتها وسعرها رخيص»، لافتاً إلى أن سعر الكتاب الجامعى المصرى أرخص من سعر الكتب الخارجية، وأوضح «مبروك» أن المذكرات التى يتم بيعها فى المكتبات خارج مبنى الحرم الجامعى من أبرز الأسباب التى أدت إلى تردى مستوى التعليم الجامعى، مرجعاً ذلك إلى أنه لا يقدم المعرفة الحقيقية والمتخصصة التى تخدم العلم وصاحبه بل تقدم معلومات، وأشار إلى أن بناء عقل الطالب يتطلب الكثير من المقدمات العلمية والمعرفية الصحيحة التى تعجز هذه المذكرات عن تقديمها، بالإضافة إلى أن المذكرات الخارجية أصبحت سلاحاً يطعن التعليم الجامعى من الخلف.
وأكد الدكتور قاسم محمد، مدرس المحاسبة، أن اعتماد الطالب على المذكرات الخارجية فى الحياة الجامعية يرجع إلى اعتياده على الاستذكار من الكتب الخارجية، خاصة فى مرحلة الثانوية العامة، مشيراً إلى أن الكورسات الخارجية التى اتجه إليها الكثير من الطلاب، خاصة طلاب كليات الحقوق والتجارة والآداب فى الوقت الراهن استطاعت أن تقدم مادة علمية مختصرة يسهل على الطالب استيعابها بسهولة ويسر، وأوضح الباحث الأكاديمى أن ثقافة البيئة المحيطة التى نشأ فيها الطالب لها دور فى ذلك، فدائرة الأصدقاء قد ترشد الطالب للاعتماد على المذكرات الخارجية وأخرى تنصح بالاعتماد على الكتاب الجامعى، لافتاً إلى أن إصدار المعيدين لمثل هذه المذكرات الخارجية أمر قانونى ومتعارف عليه.