لماذا لا ينتهى "عمرو دياب"؟ لماذا لا يتوقف "عمرو دياب"؟ لماذا لا يتراجع "عمرو دياب"؟
لماذا أصبح العيد الرسمى لدولة الغناء هو "عمرو دياب"؟!
أسئلة كثيرة وحلزونية طالما تدور مع كل ألبوم يطلقه "عمرو دياب" أو أغنية "سينجل" أو حتى مقطع جديد بحفل غنائى ودائماً ما يحاول الجميع البحث عن إجابة محددة تكون بمثابة فك شفرة "الهضبة" إلا أنه ومع التركيز وعند الاقتراب يأتى صوت "عمرو" ليبعثر الأفكار ويشتتها فيجعلك تعود لنفس نقطة البداية وتبدأ أسئلتك من جديد وتدور معها فى حلقة مفرغة.
الواقع أن "عمرو دياب" وخلال 35 سنة مشواراً غنائياً جعل من صوته موصلاً جيداً وقوياً لتيار البهجة ليس لجمهوره فقط ولكن أيضاً لصناع الأغنية فخرج فى الطريق من عباءته نجوماً فى الكتابة والتلحين والتوزيع الموسيقى وأصبحت أسمائهم على القمة وعلى رأس هرم الأمثلة الملحن "عمرو مصطفى" الذى بدأ فى ألبوم "قمرين" عندما قدمه الشاعر "عادل عمر" كموهبة واعدة يستطيع تحقيق نجاحات فى منطقة "عمرو دياب" الذى استقبله بعينه الثاقبة وقدم الثلاثى معاً واحدة من أجمل أغنياته "خليك فاكرنى" لينطلق بعدها "عمرو مصطفى" نجماً ويتحول لـ "سوبر ستار" فى التلحين ويتعاون مع رؤوس الغناء فى الوطن العربى كله ويخرج للعالمية ويعود يتعاون مع "الهضبة" نجماً فى معظم ألبوماته بيت نجوميته الذى يشهد كثير من الخلافات أيضاً.
أنشأ "عمرو دياب" أكاديمية لاكتشاف المواهب باسمه وأعطى فرصاً لعدد منهم رأى فيهم البريق ليضمهم إلى ألبوماته مجدداً دمائه بأفكار جديدة من شباب جديد ليسيطر "عمرو" بذكاء ودهاء على الأجيال المتعاقبة ولا يترك فجوة ينفذ منها الجمهور لغيره فقرر أن يقدم أغانٍ طربية وهو ما كان يؤخذ عليه فى عدم الالتفات إليه وبدأها فى ألبوم "علم قلبى" كتجربة جديدة فى ألبوم التجارب بكل أشكالها فى جرأة تحسب له وذلك بأغنية "حبيبى يا عمرى" والتى حققت نجاحاً كبيراً ليلمع صوت "عمرو" طربياً ويجذب له جيل الطرب الذى طالما انتقده واعتبره "بتاع تنطيط" ليقفز "عمرو" برشاقته فوق كل الحواجز ويثبت أنه متاحاً للجميع.
"عمرو دياب" يتعامل مع الغناء كرجل "بيزنس" ينحى العواطف جانباً ولا ينظر إلا لخطوات نجاحه المقبلة والعوامل المحيطة بها فقط فلا يلتفت لشئ أو كيان أو شخص مهما كان ... فقط "عمرو دياب" .. فكان نجاحه مع شركة "صوت الدلتا" فى أول "شريط - ميال" بعد تجربة البداية "يا طريق" والتى لم تحقق أى مردود وقدم معهم "شرائط أخرى" ثم كان انتقاله لخبير الإنتاج الموسيقى "محسن جابر" الذى صنع نقلة "عمرو" التاريخية وحصد معه الجوائز ووضعه مع ذكاء "عمرو" فى صدارة العالمية بجائزة الـ "أوورد ميوزيك" ليتخطى الثنائى أقصى سقف للطموح والنجاح وقتها على المستوى الفنى والجماهيرى ليقرر فجأة "عمرو" أن يطير إلى "روتانا" مع الأمير "وليد بن طلال" ضارباً بكل محاولات ومفاوضات وترضيات وتوسلات "محسن جابر" عرض الحائط فقد رأى أن يحقق إنجازات بشكل مختلف وإمكانيات مختلفة فى مكان آخر.
كان "عمرو" هو عنوان "روتانا" وعمودها الفقرى وفتح البوابة لعبور النجوم إليها وحقق "عمرو" نجاحات جديدة بذكائه الشخصى واختياراته المنفردة بعدما اشترط ذلك على الشركة ... فقط يتسلموا منه الـ "ماستر" فكان دهاء "عمرو" فى إعداده لنفسه إنتاجياً حتى قرر فجأة ومع مشكلات الشركة المتعددة وتسريب ألبوماته المتعمد وخلافات وقضايا أن يتركها ويستقل بنفسه إنتاجياً ليكون الانتقام بحذف قناته الغنائية من موقع "يوتيوب" فأسس شركته "ناى" للإنتاج الموسيقى وبدأ يلعبها صريحة كمنتج لألبوماته فهو يرى أنه لا ينقصه شئ وطبيعى تهافت الرعاة لـ "شيل" الألبوم يجعله مؤمناً تماماً وكل أعماله السابقة يشرف على تفاصيلها بنفسه ... ليبقى "عمرو دياب" منتجاً ويأتى من خلفه نجوم الغناء بعدما تقوى قلبهم بكسر "عمرو" للتابوهات فنجح من نجح وسقط فى الطريق من لم يستطع تحمل مسئولية الخطوة لتعود "روتانا" تخطب ود "عمرو" برعاية وسيط ليتم رسم إطار جديد للتواجد فى دائرته بعدما فقدت بريقها وقاعدتها الجماهيرية بغيابه عنها.
الأكثر من ذلك ويضع "عمرو" على القمة دائماً هو اختياراته الصائبة والذكية لفريق العمل – الحقيقى – وتقديره على المستوى الجماهيرى فجعل منهم نجوماً فى الواجهة لا خلف الستار وعلى رأسه الإدارة الفنية لألبوماته وهو ما وضح فى عودة الدينامو "أحمد زغلول" فى ألبومه "كل حياتى" الذى تعرض لتخبطات كثيرة أرقت "عمرو" نفسه ربما ولأول مرة تحدث.
يعود "زغلول" منبع الثقة لدى "عمرو" ولدى جمهوره المهتم بالتفاصيل الفنية والذى قابل عودته باحتفال كبير موازٍ للاحتفال بالألبوم فيضع بصمته السحرية التى رتبت الأوراق سريعاً بما يليق بـ "الهضبة" و"أحمد زغلول" نفسه ليتم الإفراج عن الألبوم فى أزهى صوره ويتم تقدير "زغلول" على الغلاف الداخلى رغم عودته فى الوقت الضائع ليسجل فى الدقيقة 90 كهداف الأهلى الشهير "عماد متعب" وهدف "أبو تريكة" الشهير فى شباك "الصفاقسى التونسى" فيؤكد "زغلول" مع "الهضبة" أن عنصر الخبرة عصب لا يمكن الاستغناء عنه.
قد يستكثر ويندهش البعض من صمود " عمرو دياب" الذى يتم مع هذه السطور عامه الـ 57 - دامت صحته – صموداً مذهلاً عبر الأجيال متناسين أنه ابن بورسعيد مدرسة ورمز الصمود!
"عمرو دياب" ليس مجرد مطرب فقد قرر ومنذ بداياته أن يتحول لكيان فنى غنائى متحرك ونفذ وحقق وانهمك وانغمس فى تطوير الكيان ليتحول إلى أسطورة فنية غنائية جعلت من ليلة صدور ألبومه بأجواء ليلة العيد والتهافت على شرائه حتى وإن استمع الجمهور لكل أغنيات الألبوم بالـ "تنقيط" على مواقع الإنترنت على مدار 3 شهور فى واحدة من أغرب أنواع الدعايا وأغرب وأعقد العلاقات الفنية بين جمهور الغناء ومطربه الأسطورى!
الأسئلة الحائرة كانت ( لماذا لا ينتهى - لا يتوقف - لا يتراجع "عمرو دياب" ) .....
ولكنك الآن أمام إجابة لأسئلة تاريخية أقوى وأهم وهى ...............
(لماذا لن ينتهى – لن يتوقف – لن يتراجع "عمرو دياب") حاضراً بقوة لأجيال وأجيال وعصور قادمة.