هل هناك شك أن هشام عشماوى إرهابى آثم؟ وهل هناك شك أنه خائن؟ فى الحقيقة لا.. لكن جماعة الإخوان حاولت بعض أبواقها أن تعيد إنتاج صورة هشام عشماوى، وكأنه صاحب قضية، أو كأنه جيفارا العصر الحديث.. والحقيقة أنها مغالطات ينتجها إرهابيون كى يدافعوا بها عن إرهابى كبير، وأسجل هنا بعض الملاحظات:
أولاً: المهارات التى يتمتع بها بعض الخونة لا تنفى أنهم خونة، فالجاسوسة هبة سليم مثلاً كانت طالبة متفوقة فى السوربون، وعلى قدر من الثقافة، وكانت تظن أنها صاحبة وجهة نظر فى الصراع العربى الإسرائيلى.. لكن هذا قادها إلى الخيانة، وإلى التعاون مع العدو، ومن ثم إلى حبل المشنقة.
ثانياً: هشام عشماوى بدأ حياته بالفعل ضابطاً فى الجيش المصرى، لكنه جندى خائن.. خان القسم الذى أقسمه بالولاء، وعمل ضد مصلحة المؤسسة التى أهّلته وعلمته، ومن ثم فهو يستحق المحاكمة، حتى لو لم يكن تورط فى كل هذا الكم من الدماء.
ثالثاً: إن محاولة بعض الإخوان نفى علاقة الرجل بالتنظيم والجماعة هى محاولة ساذجة للغاية، فالرجل إخوانى الفكر، مارس إرهابه انتصاراً للجماعة، وتنفيذاً للتهديد الذى أطلقه خيرت الشاطر قبل ٣٠ يونيو بأيام قليلة.
رابعاً: أن قصة هشام عشماوى، واعتناقه للأفكار المتطرفة يفتحان الباب واسعاً للحديث حول تجفيف منابع التطرف، وضرورة المقاومة الفكرية للتطرف الذى تتسلل أفكاره، مثل الغبار الناعم إلى عقول وأرواح البعض.
خامساً: لا تنفى هذه المطالبة بمقاومة فكرية للتطرف أن نعى أن هناك نسبة جُبلت عقولها على التطرف فى أى اتجاه، وهذه النسبة ستظل موجودة فى كل المؤسسات، والمجتمعات، والأزمنة والعصور، ولا تملك المؤسسات تجاهها إلا أن ترصد العناصر التى يصيبها التطرف وتطهر نفسها منها.
سادساً: الأهم من القبض على هشام عشماوى وإيقاف قدرته على الإيذاء هو المعلومات المتعلقة بتمويل عملياته المختلفة والدول التى كانت تدفع له، والوسطاء الذين يتوسطون بينهما، ولعل فى الأمر مفاجآت كبيرة.
سابعاً: يمكن القول إن مصر فى طريقها للانتصار على الإرهاب بشكل حاسم خلال وقت قليل للغاية إن لم تكن قد انتصرت عليه بالفعل.