بعد أزمة "مريض المنيرة".. كل ما تريد معرفته عن مرض "الإيدز"
الإيدز- صورة أرشيفية
رغم إعلان وزارة الصحة التعامل مع حالة مريض الإيدز الذي دخل مستشفى المنيرة العام مصابا بنزيف حاد نتيجة تمدد في شريان الفخذ، واتخاذها الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال المرض، فإن حالة من الخوف ممزوجة بغضب انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الدكتور أحمد محيي القاصد، مساعد وزير الصحة للطب العلاجي والمشرف على أمانة المراكز الطبية المتخصصة، في بيان، السيطرة على النزيف واستئصال التمدد وإنقاذ حياة المريض وحجزه في غرفة عزل بمفرده، تحت إشراف أطباء الطب الوقائي بالوزارة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن "الإيدز" ينتقل نتيجة سلوكيات وحالات تعرض الأشخاص إلى أخطار متزايدة للإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، وهي ممارسة الجنس، والتشارك في استعمال الإبر والمعدات الملوثة ومحاليل المخدرات التي تعطى بالحقن، أو عمليات نقل الدم الملوث، أو نقل الفيروس من الأم لطفلها في فترة الحمل والولادة والرضاعة، أو لإجراء طبي يتطلب ثقب الجلد أو اختراقه في ظروف تفتقر للتعقيم والطهارة ولشروط السلامة.
ويصيب فيروس نقص المناعة البشرية خلايا جهاز المناعة، ويتسبب في تدمير وظائفها أو تعطيلها، وينجم عنه تدهـور الجهاز المناعي تدريجيا، ما يؤدي إلى الإصابة بنقص المناعة، ويسمى أحيانا "العوز المناعي"، حيث يصبح الجهاز عاجزا عن أداء دوره في مكافحة العدوى والمرض.
وأوضحت أن تقديراتها وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز يشيران إلى أن عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة عالميا بلغ 36.7 مليون نسمة في أواخر عام 2015، وشهد العام نفسه وقوع قرابة 1.2 ملايين إصابة جديدة بذلك الفيروس، ووفاة 1.1 مليون نسمة جراء الإصابة بعلل ناجمة عن الفيروس، بينما بلغ أوجَه عام 2016، مشيرة إلى أن وتيرة انتشار المرض عالية في العالم، حيث ازداد بمقدار 160 ألف شخص من 53 بلدا أوروبيا يعيش فيها 900 مليون إنسان، و80% من هذه الإصابات سجلت في أوروبا الشرقية، خلال إحصائياتها العام الماضي في اليوم العالمي للإيدز 1 ديسمبر من كل عام.
وتختلف الفترة الفاصلة بين الإصابة بفيروس العوز المناعي وظهور أعراض مرض الإيدز، بشكل كبير بين شخص وآخر، حيث تظهر على معظم حاملي الفيروس، إذا ما بقوا من دون علاج، أعراض مرضية لها علاقة بالفيروس في غضون 5 إلى 10 أعوام، وبإمكان المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية إبطاء تطور المرض، عبر تخفيف تكاثر الفيروس، فتنخفض أعداده في دم حاملي الفيروس.
وحسب منظمة الصحة، من الممكن ألا يعاني المصابون بالعدوى خلال الأسابيع القليلة التي تتلو إصابتهم بها من أي أعراض، وقد تقتصر الأعراض على مرض شبيه بالإنفلونزا، وتشمل الإصابة بالحمى والصداع وظهور طفح جلدي أو التهاب بالحلق، وعندما تتدرج العدوى في نخر عظام النظام المناعي للمصاب فقد تظهر الأعراض والعلامات مثل تضخم العقد اللمفاوية، وفقدان الوزن، والحمى، والإسهال، والسعال، ودون تلقي المعالجة تظهر لدى المصابين أمراض وخيمة مثل السل والتهاب السحايا بالمستخفيات، والسرطانات، مثل اللمفومات وساركومة كابوزي، وأمراض غيرها.
وللحد من مخاطر انتشار الفيروس عن طريق الجنس، أوصت المنظمة باستخدام العازل الذكري أو الأنثوي على النحو الصحيح في كل مرة يمارس فيها المصاب الجنس، وعدم إقامة علاقة مع شخص حامل للفيروس أو انتهاج سلوك آخر محفوف بالمخاطر، مشيرة إلى أن ختان الذكور يحد من مخاطر سراية فيروس الإيدز بنسبة تقرب الـ60%.
وشددت على أهمية اختبار فيروس "آتش آي في"، لسرعة اتخاذ الخطوات اللازمة قبل ظهور الأعراض للحصول على خدمات العلاج والرعاية والدعم والمساهمة، واحتمال إطالة العمر، فضلا عن اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتوخي نقله إلى أشخاص آخرين.
وأكدت أنه لا يوجد أي علاج يكفل الشفاء التام من فيروس العوز المناعي البشري، غير أنه يمكن عن طريق التقيد بالعلاج القائم على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية والاستمرار فيه، إبطاء تطور الفيروس داخل الجسم على نحو يوحي بتوقف نشاطه تقريبا، ويتزايد عدد المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري ممن يقدرون على البقاء في صحة جيدة ويستمرون في العمل والعطاء لفترات مطولة.
ويحتاج حملة فيروس العوز المناعي البشري، إضافة إلى العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، إلى خدمات المشورة والدعم النفسي، كما أن الاستفادة من التغذية الجيدة والمياه النقية والنظافة الأساسية من الأمور التي تساعد أولئك الأشخاص أيضا على الحفاظ على نوعية حياة عالية.