كادت أن تقضي على حلمه.. قصة تعاون أم كلثوم مع المخرج أحمد بدرخان
أحمد بدرخان
شغفه بالسينما دفعه للتردد كثيرا على دار عرض "كوزموس" بوسط القاهرة مع أصدقاءه، منذ صغره، وارتبط بهذا الفن، نتيجة مشاهدته لأفلام "شاري شابلن" الصامتة، وقرر أن يكون واحدًا من صُنّاع هذا المجال في يومٍِ ما.
في ذكرى ميلاده، ترصد "الوطن" أزمة بدرخان مع أم كلثوم في بداية حياته، وكيف تلافتها لاحقا:
المؤرخ الفني حسن إمام عمر، قال في برنامج "نجوم لها تاريخ"، إن "بدرخان" هو صاحب فكرة إنشاء "استديو مصر"، حيث كتب مجموعة من التقارير الشاملة عن تأسيس استديو ضخم، عام 1933 تقريبًا، وأرسلها إلى طلعت حرب، الأمر الذي نال على إعجابه، ووجه بضرورة سفر بعثتين لدراسة السينما في ألمانيا وفرنسا، وكان "بدرخان" على رأس الأخيرة.
وأضاف عمر، أنه خلال تواجد "بدرخان" في باريس، تلقى سيناريو الفيلم الأول لـ"أم كلثوم" والذي كتبه الشاعر أحمد رامي، وذلك بهدف التحضير له بشكلٍ كاف، وبدء التصوير فور عودته إلى القاهرة، ليكون أولى الأعمال الإنتاجية للاستديو، لكنه فوجئ باستبعاده بشكلٍ مفاجئ، وإسناد مهمة الإخراج إلى الألماني "فريتز كرامب"، الأمر الذي أصابه بإحباط ويأس شديدين، وكاد أن يعتزل قبل أن يبدأ.
عمر يقول إن استبعاد بدرخان جاء بعد "أسافين" أحمد سالم، مدير الاستديو، لـ"أم كلثوم"، بعدما قال لها: "ليس من المعقول أن يكون الفيلم الأول لكي يكون على يد مخرج شاب"، لتستجيب إلى نصيحته وتستعين بصديقه "كرامب".
وتابع: "أم كلثوم تداركت هذا الفخ بعد مرور أسابيع، وشعرت بالذنب تجاه أحمد بدرخان، والتي كادت أن تكون سببًا في إنهاء مستقبله الفني دون قصد، لذلك أصرت على إسناد أعمالها السينمائية الجديدة له".
السجل السينمائي لـ"أم كلثوم" لم يتجاوز الست أفلام، فقد بدأت منذ 1935 وحتى 1948، بدأتها بفيلم "وداد" مرورًا بـ"نشيد الأمل" و"دنانير" نهاية بـ"فاطمة".
حاولت "أم كلثوم" أن تأخذ إجراءً لرد اعتبار "بدرخان"، فقد استعانت به في فيلمها الثاني "نشيد الأمل"، الذي أنتجته شركة "أفلام الشرق"، لتستمر رحلة التعاون سويًا في السينما، من خلال "دنانير" عام 1940، وبعد مرور عامين، تعاونا في فيلم "عايدة"، و"فاطمة" عام 1947.
فيلم "أم كلثوم" الخامس، الذي يحمل اسم "سلامة" لم ينتجه "بدرخان"، بسبب تولي منتجه "توجو مزراحي" مهمة الإخراج.
المخرج أحمد بدرخان تعاون سينمائيًا مع عدد من الفنانين أيضًا، منهم فريد الأطرش، وأسمهان، وصباح، ومحمد عبد المطلب، ومحمد فوزي.