مهازل «سكن الأطباء»: «بق وحشرات» .. و50 طبيبة فى 4 غرف بها 15 سريراً
سكن تمريض مستشفى بولاق الدكرور العام
كشف الحادث الأليم الذى تعرضت له الطبيبة سارة أبوبكر مؤخراً، التى توفيت صعقاً بالكهرباء داخل الحمام الخاص بسكن الطبيبات فى مستشفى المطرية العام، عن حالة من الإهمال فى سكن الأطباء بالمستشفيات، فدورات المياه غير نظيفة، وهناك تكدس فى الغرف، وإهمال فى صيانة الأجهزة، ورطوبة تسببت فى تآكل جدران الأماكن التى يسكن بها الأطباء، وبق وحشرات هنا وهناك، وغيرها من مظاهر الإهمال التى تحدث عنها الأطباء، مطالبين بتحسين أوضاع تلك الأماكن خوفاً على حياتهم وصحتهم، ولكى يتمكنوا من تقديم خدمة طبية جيدة للمرضى.
الطبيبات: نغسل ملابسنا «يدوياً» صيفاً وشتاء بسبب عدم وجود «غسالة»
«مكان غير آدمى بالمرة».. هكذا وصفت بعض الطبيبات مسكنهن داخل «مستشفى الساحل التعليمى» الواقعة فى منطقة روض الفرج التابعة لمحافظة القاهرة، وذلك رغم طلبات الصيانة المتكررة التى أرسلنها إلى إدارة المستشفى، جدران المبنى الصغير متهالكة أكلتها الرطوبة، حتى إن العين المجردة تستطيع أن ترى تلك المياه التى تسللت من جدار المطبخ إلى غرف الطبيبات، وهو ما تسبب فى صعق إحدى الطبيبات بالكهرباء حينما كانت تقوم بتوصيل شاحن هاتفها المحمول بالكهرباء، وكانت العناية الإلهية وحدها وراء إنقاذها من الموت.
أما داخل المطبخ، فقد تسبب كسر فى صنبور المياه فى غرق الأرضيات بالكامل، وهو الأمر الذى اعتادت الطبيبات على حدوثه بين الحين والآخر، وتقول إحداهن: «حنفية المطبخ دى مش أول مرة تتكسر، وفى رمضان اتكسرت خالص وكانت بتسرب ميه بكميات كبيرة على سخان الكهرباء وكنا هنتكهرب كلنا لولا إننا فصلنا التيار، وجبنا كيس بلاستيك لبسناه للحنفية وقعدنا كده أسابيع».
ولم تكن دورات المياه أفضل حالاً، فمواسير المياه أكلها الصدأ، بالإضافة إلى انسداد البلاعات بشكل دائم، وهو ما تسبب فى انبعاث روائح كريهة فى المكان، وتقول إحدى الطبيبات: «لما البلاعات بتتسد بنشمر أنا وزمايلى هدومنا ونجيب شماعة ولا سلك وننظفها ويومين وبترجع تانى»، بالإضافة إلى النوافذ المفتوحة باستمرار نتيجة تلف أقفالها وعدم وجود سلك حديدى، مما يؤدى إلى دخول القطط ومشاركة الأطباء سكنهم ومأكلهم، وحتى أماكن نومهم.
طبيبات «مستشفى الساحل التعليمى»: مكان السكن «لا يصلح».. والجدران متهالكة
وتلتقط طبيبة أخرى من طبيبات المستشفى -رفضت ذكر اسمها أيضاً- أطراف الحديث، موضحة أنه مر على إقامتها داخل المستشفى بضع سنوات بسبب صعوبة مجيئها يومياً من مسقط رأسها بإحدى المحافظات إلى القاهرة.
وتضيف بنبرة غاضبة: «لا يوجد أى أفراد أمن عند الباب الخارجى للمبنى وليس هناك مفاتيح للباب الداخلى للسكن، وبالتالى بإمكان أى شخص الصعود للطابق الذى تقع فيه الغرف»، مشيرة إلى أنها وزميلاتها فوجئن من قبل بصعود شخص يسأل عن أطباء قسم ما فى الوقت الذى كانت تجلس فيه زميلاتها بملابس المنزل ودون غطاء الرأس، الأمر الذى أثار غضبهن، فأرسلن شكاوى إلى إدارة المستشفى ولكن لا مجيب: «مفيش أمان وإحنا نايمين».
وتضيف الطبيبة الثلاثينية أن هناك 50 طبيبة تقيم فى السكن الذى يضم 4 غرف و15 سريراً فقط: «بنضطر ننام اتنين على سرير واحد عشان نساع بعض، ومش بس كده ده كمان المستشفى كانت عايزة تجيب ممرضات يباتوا معانا فى السكن عشان مالهومش سكن خاص بيهم».
وأشارت الطبيبة إلى انعدام التهوية فى صالة السكن وعدم نظافة البطاطين وفراش النوم، مما أدى إلى انتشار الحساسية والأمراض الجلدية بين الطبيبات «بنقوم وإحنا بنهرش لحد ما نجيب دم وأحياناً جسمنا بيكون وارم وكل ده بسبب عدم النظافة»، منوهة بأن السبب وراء ذلك هو عدم تخصيص عاملات نظافة للسكن: «اللى بييجوا ينضفوا هما هما عاملات المستشفى وفين وفين لما بيلاقوا وقت فاضى عشان ييجوا».
كما يفتقر السكن إلى المقومات الأساسية، حيث تضطر الطبيبات إلى غسل ملابسهن يدوياً لعدم توفير المستشفى غسالة ملابس: «أنا وزمايلى اللى بنسافر كل أسبوع أحياناً بنجمع هدومنا ونغسلها فى البيت، لكن اللى من محافظات بعيدة بيقعدوا بالتلات أو أربع شهور مايسافروش فبيضطروا يغسلوا على إيديهم حتى لو فى عز الشتا والدنيا تلج».
إحدى الطبيبات: «الحنفية اتكسرت وتسرب الميه وصل السخان وكنا هنتكهرب كلنا لولا إن ربنا ستر»
طبيبة أخرى مقيمة فى سكن مستشفى منشية البكرى فى مصر الجديدة تشكو أوضاعهن داخل الغرف قائلة: «الدواليب صاج متبهدلة من جوا أنا هدومى كلها اتقطعت من كمية المسامير، والبوتاجاز اللى جايبينه بعينين بس منهم واحدة بايظة، والأنوار لما بتبوظ بنقعد نهاتى عشان يركبوا لنا لمبات، ده غير المراوح العطلانة، طلبنا منهم يحطوا لنا لو تكييف واحد فى الصالة بره مارضيوش».
لم يختلف الوضع فى سكن الأطباء عن الطبيبات كثيراً، وهو الأمر الذى أكده أحد الأطباء بمستشفى حكومى بمدينة نصر قائلاً: «بناكل نفس أكل المرضى وبجودة أقل»، معبراً عن استيائه من الطعام المقدم لهم فى الوجبات الثلاث المختلفة.
وبمجرد دخولك سكن التمريض بمستشفى بولاق الدكرور العام، تستقبلك دواليب متهالكة توجد جانبها ثلاجة معطلة استبدلت الممرضات الطعام فيها بأغراضهن المختلفة، فوضعن فيها ملابسهن وأحذيتهن، على يمين الطرقة دورة مياه بثلاثة أحواض ودون سخان تتزاحم الفتيات على مرآته.
دورة مياه فى مستشفى الساحل
سكن طبيبات مستشفى الساحل التعليمى