حفل زفاف ضخم في معبد فيلة بأسوان.. والمحافظة ترد: "بعيد عن الآثار"
معبد فيلة بأسوان
تشهد إحدى ساحات معبد فيلة الأثري والذي يقع جنوب مدينة أسوان، مساء اليوم، حفل عشاء لمجموعة كبيرة من رجال الأعمال والشخصيات العامة بدعوة أحد رجال الأعمال المشهورين بمصر، وذلك على هامش احتفاله بزفاف نجله، حيث استأجر 3 فنادق سياحية ذات الـ5 نجوم لهذه المناسبة.
وشهد هذا الأمر حالة من الجدل بين المعارضين لإقامة مثل هذه الاحتفالات وموائد الطعام في المكان الأثري، بينما أكد مسؤولي هيئة الآثار بأسوان أن مكان الحفل فعلا في جزيرة فيلة ولكنه ليس في المنطقة الأثرية بل هو مواجه لمكان استراحة الزوار الخاص بالصوت والضوء، وأنه ليس أول ولا آخر حفل عشاء يقام في هذا المكان.
وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة، أن الموقع المخصص مساء اليوم بالقرب من ساحة غير أثرية في معبد فيلة، والحفل خاص لأحد رجال الأعمال في مصر، والمكان يبعد عن المنطقة الأثرية بمعبد فيلة لضمان الحفاظ على آثار مصر الفرعونية الخالدة.
وأكد مدير عام منطقة آثار أسوان لـ"الوطن"، أنه سيكون هناك تواجد مساء اليوم لمسؤولي الآثار بالقرب من موقع إقامة حفل العشاء المخصص بمعبد فيلة، لضمان التزام الشركة المسؤولة عن إقامة الحفل ببنود الاتفاق والعقد المبرم بينها وبين وزارة الآثار.
وتابع مدير آثار أسوان، أن موقع حفل العشاء قريب جدا من استراحة الصوت والضوء، والكافيتريا الخاصة بالمعبد، وهي منطقة لا يوجد فيها أي أثر، وهي مخصصة بشكل دائم لإقامة مثل هذه الحفلات المخصصة للعشاء فقط، والأمور المادية الخاصة بالحفل هي تابعة لوزارة الآثار المصرية في القاهرة ولا يوجد أي تعاقدات داخل منطقة آثار أسوان.
وذكر أنه يتم وضع 20 بندا خاصا، للحفاظ على معبد فيلة أثناء إقامة حفل العشاء، من بينها توقيع صاحب الشركة وصاحب الحفل على الالتزام بالموافقة الممنوحة بالمكان المخصص بالحفل داخل المعبد، مع عدم إقامة أي مراسم خلاف العشاء، ومنع الزيارة والتجوال داخل المعبد ليلا، مع الالتزام بتركيب أضواء خفيفة خلال الحفل، لضمان عدم تأثيرها المباشر على الأثر، ومنع تسليط أي أضواء على الآثار في المعبد، كما تضمنت البنود عدم وضع وتركيب أي أنواع من الزينة أو الدعاية بالمناطق والمواقع الأثرية وسداد تأمين مالي لصالح الآثار، لا يرد في حال الإخلال بأي من هذه البنود، كما جرى توثيق هذه البنود والموافقات بعلم شرطة السياحة والآثار.
ومن جهته قال عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان، إننا مع أن تكون أسوان جاذبة لأفراح رجال الأعمال والشخصيات العامة لأنهم يحجزون عددا كبيرا من الفنادق وتزويد رحلات الطيران الخاص في مطار أسوان بالإضافة لمشاركة عدد من أبنائنا في مجالات السياحة المختلفة سواء في الفنادق أو المراكب النيلية وحتى الحنطور وأصحاب البازارات ويكون هناك رواجا ملحوظا في أسواق الخضار والفاكهة وكذلك في السوق السياحي القديم.
وأضاف عبدالناصر في تصريح خاص، أننا كمرشديين سياحيين ولدينا خبرة سياحية لسنا مع إقامة الحفلات وموائد الطعام في المناطق الأثرية لأن ذلك يؤثر بالسلب على السياحة وعلى المكان الأثري الذي له قدسيته، ونرى أن البعض لا يستطيع حجز الصوت والضوء في ذلك اليوم بسبب هذه الحجوزات.
وتساءل الخبير الأثري: هل عندما السائح يأتي من بلده ويقطع آلاف الكيلو مترات من أجل التمتع بآثارنا الخالدة يكون الرد "معلش المعبد اليوم محجوز؟" مؤكدا أن هذا لا يليق بنا كمصر رائدة السياحة في العالم كله وليس في الوطن العربي والإفريقي.