لم تعد «بلد شهادات صحيح» خريج جامعة.. والمهنة «صنايعى»
صورة تعبيرية
شهادات عليا داخل براويز مذهبة تزين جدران الحوائط فى البيوت أو مخزنة بعناية داخل أدراج المكاتب وأرفف الدواليب بعد أن أفنى أصحابها سنوات طويلة فى أعمارهم رهباناً فى محراب العلم من أجل الحصول عليها بعدما أنفقوا أموالاً طائلة فى سنوات دراسة تزيد فى بعض الأحيان على 18 سنة.
أحلام الوظائف المرموقة تحطمت على صخرة ظروف سوق العمل الصعبة
هذه الرحلة المجهدة قطعها الطلاب من منطلق رغبة الأهل فى رؤية أبنائهم فى وظائف مرموقة وأحلام عريضة عاشها الشباب بتغيير أوضاعهم للأفضل بعد التخرج والحصول على فرص تجعلهم أشخاصاً فاعلين فى المجتمع ولكن الكثير منهم تلقى صدمة كبيرة بعد التخرج حيث جاءت الوظائف بما لا تشتهى الأحلام، ولأن بعضهم أجبرته الظروف على الالتحاق بمهن فنية خلال فترات الدراسة و«شرب» الصنعة جيداً سواء من والده أو من قريب له أو من صنايعى تتلمذ على يديه ووجد غالبيتهم فرصة لمواجهة أعباء الحياة بعد أن رفض سوق العمل منحهم وظيفة تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية وتحطمت أحلامهم على صخرة الظروف الصعبة. وفى هذا الملف نعرض مجموعة من النماذج تمردت على الوضع القائم ومارست أعمالاً لا تتناسب مطلقاً مع المؤهل العلمى الذى حصلت عليه بعد سنوات طويلة من التعب وبعضهم أبدى سعادته بالمهنة التى يعمل بها لأنها وفرت له دخلاً مكنه من بناء حياته ومساعدة أسرته، والبعض الآخر ما زال رافضاً للوضع الذى يعيشه ويبدى حسرته وندمه على السنوات التى أضاعها فى التعليم، ولكن أجمع الجميع على أنهم لا يريدون لأبنائهم أن يمروا بنفس التجربة التى مروا بها، آملين أن يكون لهم مستقبل أفضل منهم.