تعليم أمريكا: دروس إنجليزى وتأهيل «ميديكال سكول» قبل دراسة الطب وعلاج نفسى للطلاب
«كيرلس»
لم يكن كيرلس عادل يتقن الإنجليزية عندما قررت عائلته السفر إلى أمريكا بعد اجتيازه امتحان الصف الأول الثانوى بمصر، وبعد استقرار العائلة فى إحدى الولايات خضع هو ووالدته لما يشبه الاختبار أمام لجنة مدرسية حتى يستطيع استكمال تعليمه، وبسبب بعض القصور فى لغته الإنجليزية قررت المدرسة إخضاعه لدورة مكثفة فى اللغة أكثر من بقية المواد، كما أجلت دراسته للغة الإسبانية -اللغة الثانية فى الولايات المتحدة- لمدة عام نظراً لأنه يتم شرحها بالإنجليزية، ما ساعده على الاستيعاب الدراسى.
والدة «يرلس»: المدارس لا يقتصر دورها على الدراسة وإنما تتواصل إدارتها مع الطالب وولى الأمر لحل مشاكلهما خارجها
سالى سمان، والدة «كيرلس»، قالت: «تفهّم المدرسة لوضع ابنى عند قدومنا إلى أمريكا ساعده على استيعاب دروسه بشكل أفضل، فالمدرسون على مستوى عالٍ من المهنية كما أنهم تربويون فى الأساس وراقون ومتحضرون فى طريقة تعاملهم مع الطلبة وأولياء الأمور، فضلاً عن أن المدرسة تتابع الطلبة فعند غياب الطالب تتواصل الإدارة مع ولى الأمر لإبلاغه والاستفسار عن المشكلة التى تواجهه لمحاولة حلها». وتصف سالى المدرسة بأنها تتميز بـ«الفصول على مساحة واسعة ومكونة من دور واحد فقط وبها ملعب كبير وصالة مغطاة، تشبه الاستاد الصغير وبها مدرجات للاحتفالات بالأوائل والمباريات التنافسية وهناك دورات لتعليم السباحة وفصول للرقص».
وتابعت، لـ«الوطن»: «ينقسم العام الدراسى فى أمريكا إلى فصلين بجانب (سمر سكول) وهى فصول صيفية حسب الرغبة، وخلال العام الدراسى هناك فصول إجبارية وأخرى اختيارية ومرنة ويتنقل الطلبة بين الفصول لأنه ليس كل الطلاب لهم نفس الاهتمامات، كما أن التقييم يكون بناءً على جهد الطالب مع المدرس فكل مدرس يضع الامتحان لطلابه فالمدرسة الواحدة بها أكثر من امتحان حسب الصف الذى يدخله الطالب، فضلاً عن الأنشطة المدرسية وحصص الألعاب المتنوعة لكل أنواع الرياضات ودروس الموسيقى والرقص والسباحة». أما عن الاهتمام بصحة الطالب النفسية فتقول «سالى» إنها شهدت تجربة مر بها صديق للعائلة كانت ابنته عند ذهابها للمدرسة تشتكى من عدم قدرتها على المشى وبفحصها طبياً فى مستشفى الطوارئ لم يجدوا أى شكوى عضوية فتم تحويلها لأخصائى نفسى الذى اكتشف بدوره أنها لا تحب معلمتها لأنها تحط من شأنها أمام زملائها فى الفصل، ما تسبب فى مشكلة كبيرة وصلت إلى إدارة المدرسة والإدارة التعليمية وبناء عليه تم تغيير المعلمة وتقديم اعتذار من المدرسة، وتفهم المعلم الجديد حالة الطالبة النفسية حتى خرجت من أزمتها، وتصالح ولى الأمر رغم أنه كان من الممكن طلب تعويض من الإدارة.
وأشارت الأم إلى أنه بعد «الهاى سكول» يتاح للطالب اختيار دخول الجامعة التى يرغب بالدراسة بها بشكل مباشر وهو أمر باهظ التكاليف فى أمريكا، أو يختار «كوميونيتى كوليدج»، وهى مرحلة بين «الهاى سكول» و«الجامعة» ومدة الدراسة فيها غير محددة، وتقوم على أساس عدد المواد الدراسية. وقالت إن «كيرلس» كان يرغب فى «الطب» فدخل «ميديكال سكول» ويتابعه «مرشد» لنصيحته بالمواد التى يهتم بدراستها، وكان من الممكن دراسة كل هذا فى الجامعة، لكن مصروفات «الميديكال» أقل فدرس بها أولاً ثم نال بكالوريوس علوم ما أهله لدخول الجامعة ليستكمل دراسة الطب، وتحكى «سالى» تجربة ابن أخيها الذى درس بكالوريوس الفلسفة وعلم النفس قبل التحاقة بالحقوق ليلقى نجاحاً أكبر عند تخرجه، فهى ترى أن مرونة الاختيارات تتيح فرصاً أكبر للدارسين.