3 أشهر «زواج» و15 سنة «هجرة»: افتكر لك إيه يا دنيا.. وكل يوم فيكى بـ«دمعة»
رجاء
بصوت مبحوح متقطع بفعل البكاء تحكى قصة كفاح عاشتها على مدار 35 عاماً، حِمل ثقيل وضعه الزوج فوق رأسها ورحل، 15 عاماً من غيابه خارج مصر ذاقت خلالها كل صنوف العذاب، ليعود بعدها مريضاً مستنجداً بها لتقف إلى جواره بعد أن أهلك المرض جسده وأصبح عاجزاً عن الحركة.
تحكى رجاء خضرى، قصة الكفاح التى بدأت بعد ثلاثة أشهر فقط من الزواج: «سابنى جوزى بعد الزفاف بـ 3 شهور، سافر العراق يشتغل وغاب 3 سنين ما أعرفش عنه حاجة، كنت حامل فى ابنى، خلفت وربيت وشلت الهم لوحدى وبعدها رجع يعتذر ويقول لى سامحينى غصب عنى، سكت وقلت أعيش عشان ابنى».
لم يطل وجوده كثيراً، فالزوج الذى عاد طالباً العفو والسماح، سافر مرة أخرى إلى الخارج تاركاً زوجته حاملاً فى مولودهما الثانى، ولكن هذه المرة طال غيابه، مدة 15 عاماً وهى لا تعرف عنه شيئاً، طال انتظارها له، خرجت إلى العمل وكافحت من أجل تربية طفليها: «كل يوم كنت بستناه ومتوقعة أنه هيدخل عليّا يقول لى سامحينى زى المرة اللى فاتت، لكن غيابه طال، اشتغلت فى الجوامع، أكنس وأمسح عشان ما أمدّش إيدى لحد». ذات يوم وبينما كانت الابنة الصغرى تحضّر لحفل زفافها، والابن الأكبر انتهى من دراسته فى المعهد، فاجأهم الأب بعودته، ولكن محملاً بالأمراض، يعانى من فشل كلوى وعجز فى الحركة بسبب انزلاق غضروفى، جاء متألماً مستغيثاً بها لترعاه: «جانى بعد 15 سنة شيّلنى الهم أكتر، مش قادر يقف على رجله فضلت واقفة جنبه 10 سنين أخدمه وأراعيه وأستلف عشان أعمل له عمليات لحد ما مات».
تحلم صاحبة الـ55 عاماً باليوم الذى تتوج فيه بأداء فريضة الحج أو العمرة كى تشفى مما عاشته عبر سنوات عمرها: «نفسى أحج إن شاء الله أموت بعدها». تقضى «رجاء» معظم وقتها داخل المسجد تكنس وتمسح وتنظف وتفتح أبوابه منذ الصباح الباكر وتغلقها بعد صلاة العشاء، تحرص على أداء الفروض الخمسة، وتجد بين جدرانه الراحة التى تدفعها لمواصلة باقى حياتها، خاصة بعد تعرضها لحادث سيارة وإصابة قدمها اليسرى وإجرائها لعدة عمليات جراحية بها: «طول ما أنا على وش الدنيا وأنا بقاسى حتى مرات ابنى شاكيانى ومبهدلانى، شفت كتير واستحملت أكتر.. ونفسى أرتاح».