"المستدامة": الطرق الخرسانية في "القومي للطرق" توفر مليارات للدولة
جانب من فعاليات مؤتمر الطرق المستدامة
دعا مشاركون في مؤتمر "الطرق المستدامة"، المنعقد صباح اليوم، تحت عنوان "الحلول المتطورة في قطاع الطرق" بحضور اللواء أحمد فهمي مساعد رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، والعميد يحيى سليمان مدير إدارة الطرق بجهاز المهندسين العسكريين التابع للقوات المسلحة، الحكومة، إلى ضرورة التحول إلى الطرق الخرسانية بديلاً للطرق الأسمنتية، لعدة أسباب، أهمها تقليل فاتورة استيراد المواد البترولية المستخدمة في الطرق الخرسانية، وذلك مع بدء العمل على المرحلة الثالثة من المشروع القومي للطرق.
وقال اللواء أحمد فهمي مساعد رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، إن الهيئة تبذل مجهود كبير للحفاظ على الطرق في مصر، وأضاف أن الطرق المستدامة، هدف استراتيجي لدى الهيئة لتوفير طرق آمنة للمواطنين في مصر، مضيفاً: "أهم التحديات التي نواجهها هي سلوك بعض سائقي النقل الثقيل، خاصة على الطرق الجديدة، فمن غير المعقول أن يتم إعداد طرق خاصة لهم أو أوقات سير محددة، ويتم التعامل مع تلك الضوابط بطريقة غير مقبولة، خاصة أن هذا السلوك يكلف الدولة خسائر كبيرة بسبب تهالك الطرق بسبب الاحمال الزائدة"، مشددًا على أن التوجه حاليًا نحو الطرق المستدامة ولا تراجع عنه.
واستعرض أسامة عقيل أستاذ هندسة الطرق والمرور والمطارات بجامعة عين شمس، آخر تطورات تكنولوجيات الطرق الخرسانية التي قامت العديد من دول العالم باستخدامها لتحل محل الطرق الأسفلتية التقليدية نظرًا لفوائدها الجمة.
وقال إن الطرق الخرسانية تعد أكثر أماناً ومتانة وصلابة مما يجعلها أكثر تحملًا للأوزان الثقيلة مقارنة بالطرق الأسفلتية التي تتأثر سلبًا بأي إختلاف فى ظروف التشغيل وهو ما يجعلها تحتاج إلى صيانة مستمرة.
وأضاف "عقيل" أن الرصف الخرساني يعتبر أقل تكلفة، على المدى البعيد، إذا تم الأخذ في الاعتبار معدات الصيانة والعمر الافتراضي للطريق، حيث أن معظم الدراسات أثبتت أن الطرق الخرسانية لديها ضعف العمر الاقتراضي للأسفلت 30 عام للخرساني مقابل 15 عام للاسفلتي، بالإضافة إلى ارتفاع سعر مادة البيتومين المستخدمة في الرصف الأسفلتي، والتي ترتبط بالأسعار العالمية حيث يتم استيرادها من الخارج بينما الرصف الخرساني يعتمد على الإسمنت المتوفر بمصر.
وأكد أن فائدة الطرق الخرسانية لا تتعلق فقط بالتكاليف والآداء خاصة للطرق السريعة ذات الاستخدام الكثيف للشاحنات وسيارات النقل الثقيل، بل تنعكس أيضًا على البيئة المحيطة، فالطرق الخرسانية بفضل لونها الفاتح تعكس الضوء وتمتص حرارة أقل بكثير من الطرق الأسفلتية، الأمر الذي يقلل درجة الحرارة ويجعلها مناسبة بشكل كبير للمناطق الحضرية، كما تسمح عملية انعكاس الضوء على تخفيض استهلاك الطاقة بنحو 30% على الطرق، طبقاً للابحاث العلمية، وهو ما يحقق استخدام رشيد أكثر كفاءة وتوفير للطاقة.
من جهته، قال حسين منسي، الرئيس التنفيذي لـ"لافارچ مصر": "لقد شهدت مصر تحولاً ملحوظاً في قطاع البنية التحتية من خلال دخول العديد من المشروعات القومية العملاقة قيد التنفيذ، بالاضافة الى إقامة المدن الجديدة، ومن هنا فلقد لعب المشروع القومي للطرق دوراً رئيسيًا في ربط المدن ببعض، وضمان سهولة الاتصال وانتقال المواطنين والبضائع بسلاسة".
أضاف: "مع بدء العمل على المرحلة الثالثة من المشروع القومى للطرق، والاخذ فى الاعتبار المعايير البيئية لتحقيق التنمية المستدامة فى مرحلة التصميم والتنفيذ، نحن على ثقة من أن حلول لافارݘ التكنولوجية العالمية فى مجال قطاع الطرق الخرسانية تتماشى مع توجهات الدولة الحالية وكأحدى المشاركين الرئيسيين في هذا المجال، نتطلع لنساهم بشكل قوي في المشروع القومي للطرق الذي ينفذ حاليًا".
وقال "منسي" لـ"الوطن" على هامش المؤتمر، إن الفرق بين الطرق الأسمنتية أن اول صيانة لها تكون بعد 5 سنوات، أنا الأسفلتية فبعد 12 عاماً الامر الذى يؤكد ان معدل خفض التكلفة يقل للنصف تقريباً.
وتابع "منسي": "مع وجود خطة حكومية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي صناعي، واستهدافها تنفيذ مشروعات كبرى على مستوى البنية التحتية بكافة محافظات الجمهورية لتسهيل حركة التجارة الداخلية ودعم الاستثمار المحلي والأجنبي، فإن ذلك يستلزم استخدام شبكة طرق تضمن استدامة هذه المشروعات لتحقق أفضل استفادة ممكنة، واستقدام أفضل الحلول رصف الطرق عالميًا لضمان تيسير الحركة على المدى الطويل ودعم خطط الدولة في النهوض الاقتصادي".
ووفقاً لبيانات شعبة الإسمنت باتحاد الصناعات، يبلغ إنتاج الاسمنت سنويًا 84 مليون طن، ويصل حجم الاستهلاك إلى نهاية 2018 إلى نحو 53 مليون طن بفعل التوسع في مشروعات الدولة القومية للطرق، فضلاً عن دخول مجمع أسمنت القوات المسلحة ببني سويف، و أن حجم الفائض يصل إلى 31 مليون طن.
وطبقا لتقرير منظمة الصحة العالمى لعام 2016، جاءت مصر ضمن أكثر 10 دول فى العالم من حيث ارتفاع معدلات حوادث الطرق التي تؤدي إلى الوفاة، حيث أن أغلب حوادث الطرق في مصر تعود أسبابها إلى سيارات النقل الثقيل، وسوء حالة شبكة الطرق، بالإضافة إلى عدم التزام السائقين بقواعد المرور، وتجاوز السرعات المقررة، والقيادة تحت تأثيرِ المخدرات.