مقهى الحرفيين يشهد على رواج وركود الصنايعية: يوم فيه و10 مفيش
حرفيون فى مقهى خاص بهم فى الدرب الأحمر
مقهى يجلس فيه الحرفيون، نجارون وحدادون وكهربائيون وصنايعية استورجى وعمال بناء وغيرهم، كل منهم يعتبر بمثابة ترس فى ماكينة، إذا دار أحدهم يعمل الباقى معه، فى مقهى الحرفيين بالدرب الأحمر، اعتاد العمال والحرفيون على التجمّع فى ذلك المكان، المقهى بالنسبة لهم مكان يحصلون فيه على عمل، فكل سكان المنطقة والمناطق المجاورة يعرفون مكان تجمّعهم، وإذا احتاجوا إلى أحدهم يجدونه جالساً فى المقهى، ما لم يكن متعاقداً على عمل آخر.
كلما كان المقهى خالياً من رواده، كان الحال رائجاً وكان العمال مطلوبين، أما ازدحامهم فى المقهى فلا يدل إلا على حالة ركود يعيشونها بسبب قلة العمل، وهو ما يعيشونه حالياً، أسفل لافتة «يا ناس يا شر.. كفاية قر»، جلس محسن سليمان، 60 عاماً، أويمجى، فى انتظار كوب شاى، مردداً: «مهنة كانت كويسة، بناكل منها عيش، وعليّا الطلب، دلوقتى الغلو مخلينا نقعد فى القهوة أكتر من الورشة بعد ما كنا نقعد اليوم كله فى الورشة».
يتجمعون يومياً إما للحصول على فرصة عمل أو لمناقشة أوضاع المهنة
تعلم «محسن» المهنة من والده، كان فى البداية فخوراً بعمله بها: «أنا راسى مرفوعة، لأن أهلى كلهم صنايعية، من نجارين وأويمجية وحدادين، بس هى الدنيا ملخبطة معانا شوية، ونفسنا الحال يرجع زى الأول ويبقى فيه هات وخد».
يشرب «محسن» أكثر من 5 أكواب شاى فى اليوم وهو جالس وسط باقى الحرفيين، الذين يكثرون فى الدرب الأحمر، تدور معظم أحاديثهم عن الشعل: «بنقول ده عنده إيه وده عنده إيه، أصل كلها متصلة ببعضيها، بس قعدتنا فى القهوة بقيت تطول، ده فينا اللى بيقعد أسبوعين بدون شغل».
أشرف فتحى، نجار، قضى سنوات عمره فى حرفته، يتمنى عودة الصناعات الحرفية لمكانتها مرة أخرى: «الأول كنا نشتغل، والشاى ييجى لنا لحد الورش، دلوقتى بقينا نقعد فى القهوة أكتر من الورش».
داخل المقهى، جلس محمد ياسين وحيداً، فضّل فى هذه الساعة الجلوس بعيداً عن الأحاديث عن الحرف، استفزته نقاشات العمال فى المقهى، فتحدث عن مهنته فى الموبيليا، قائلاً: «كل حاجة اتغيرت، فين أيام لما ماكناش نعرف نخرج من الورشة».
شد سيد محمد، الاستورجى، كرسياً وجلس فى الخارج، طلب الشاى كعادته، يحب مهنته، ولا يريد تغييرها حتى بعد قلة العمل: «عمرى ما فكرت أغيرها، ولا باعترض على رزق ربنا، واللى وقع هيقوم تانى».
مهنته أرهقته وأتعبت جسده: «فيها خسارة جسدية، من رش الدوكو والمواد المتعبة، بنتحمل تعبها ونتحمل غلاء المعدات، علشان إحنا فخورين أننا حرفيين».