وحدات صحية بلا أطباء في قرى النوبة.. والسكان: "إحنا مهمشين"
وحدة صحية
وحدات صحية تتمتع ببنية تحتية جيدة، يبدو على مظهرها من الخارج أن بها أحدث الأجهزة وأكفأ المتخصصين، لكنها في الحقيقة "بلا دكتور"، هذا حال مجموعة من قرى النوبة، التي تعاني من فقر الخدمة الصحية، وتراجع مستواها بشكل كبير، لدرجة أن الوحدة الصحية تغلق أبوابها عقب آذان الظهر، فضلًا عن أنها خالية من الأطباء منذ عامين.
يروى بهاء حسين، صاحب الـ35 عام، أن طفله صاحب الثلاث سنوات تعرض لوعكة صحية في منتصف الليل ولم يجد من يستغيثه اضطر للذهاب لأقرب مركز يبعد عنه بـ7 كيلو متر: "أخدت عربية مخصوص بـ50 جنيه غير الكشف والعلاج".
يعيش في قرية قورتة الثالث التابعة لمركز نصر النوبة، التي يبلغ عدد السكان بها 500 نسمة: "الوحدة الصحية مفيهاش دكتور بقالها أكتر من سنة، ومحدوفة عن في الصحرا بعيد عن البشر أقرب قرية لينا على بعد 4 كيلو"، يشتكي من الإهمال وتجاهل مدير الصحة بأسوان لهم ووعدهم بإرسال طبيب ولم ينفذ:"جتلنا دكتورة في شهر مايو مستحملتش العيشة هنا ومشيت، عشان مفيش أمن على الوحدة ولا خدمات"، مؤكدة أن الموظف المسؤول عن كتابة المواليد ذهب للعمل في مكان آخر واقتصرت الوحدة على ثلاثة ممرضات: "بيقفلو ويمشوا من الضهر"، ينتظر مولوده الثاني، يذهب للعاصمة ليتابع مع الطبيب حالة زوجته ينفق في كل زيادة 5 آلاف جنيه حد قوله: "ده غير المواصلات، عشان احنا مهمشين ومحدش سئل فينا".
نفس المعاناة يعيشها عبد الدايم عز الدين، ولكن في قرية أخرى تدعى "بلانة"، تابعة لنفس المركز، بها وحدتين صحيتين لكن بلا أطباء: "ده غير كده احنا في منطقة صحرواية، ولو متلاحقتش في وقتها تموت"، يحكي أن أحد جيرانه تعرض للدغة عقرب وتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة: "كان خلاص بيموت ولحقناه في مركز أسوان"، مؤكدًا أنه منذ عام 2016 لا يوجد دكاترة: "عشان أروح لأقرب مركز لازم أخد توكتوك بـ50 جنيه والعربية بـ150 جنيه"، مضيفًا: "الأزمة الحقيقة نتحسسها في كبار السن وخاصة ممن يعانون من فشل كلوى وأمراض مزمنة ونعجز عن إنقاذهم أحيانًا ومنهم من فارق الحياة بسبب بطئ إسعافه".