ممرض «الدمرداش» ينكر «التحرش».. والنيابة تستعجل فحص الكاميرات
مطالب حقوقية بكشف حقيقة الواقعة ومحاسبة المسئولين داخل مستشفى الدمرداش
واصلت نيابة الوايلى تحقيقاتها فى واقعة تحرش ممرض بمريضة داخل مستشفى الدمرداش أثناء وجودها داخل غرفة الملاحظة بعد إجراء جراحة الزائدة، وقرّرت النيابة استعجال فحص كاميرات المستشفى للتأكد من وجود تحرّش بالفتاة من عدمه، واستعجلت تحريات المباحث فى الواقعة.
زميلات «المتهم»: لا نصدق الاتهامات.. و«عبدالرحمن» رفض مساعدة المريضة لدخول الحمام.. ومصدر بالمستشفى: يعمل منذ 3 سنوات وسجله مشرف
وبدأ أمس قاضى المعارضات فى محكمة الأميرية نظر جلسة تجديد حبس المتهم «عبدالرحمن»، بعد أن قرّرت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات بتهمة التحرش، ولم يصدر قرار قاضى المعارضات بشأنه حتى مثول الجريدة للطبع، وادعى المتهم أنه كان يباشر مهام عمله فى إعطاء المريضة الأدوية بعد خروجها من العمليات ودخولها غرفة المتابعة، لأنه يعرف جيداً أن مهنته إنسانية فى المقام الأول، ولا يمكن أن يرتكب هذه الجريمة الشائنة.
وواجه قاضى المعارضات المتهم بأقوال الفتاة البالغة 18 عاماً فى محضر الشرطة، بأنها شعرت خلال وجودها فى غرفة الملاحظة بتحسّس المتهم جسدَها، مستغلاً عدم إفاقتها بشكل كامل من تأثير البنج، لكنها تمكنت من تحديد ملامحه، بسبب استمراره فى التحرّش الجسدى بها.
«الوطن» انتقلت إلى مستشفى الدمرداش، والتقت 3 ممرضات، تحفظن على ذكر أسمائهن سردن تفاصيل الواقعة، بأن الفتاة لم تكن تحت تأثير التخدير الكلى، كما ذكرت أسرتها، لأنها كانت تنادى على الممرض باستمرار، مؤكدات أنها طلبت منه المساعدة فى دخولها دورة المياه لقضاء حاجتها، لكنه رفض، واستأذن ممرضة تُدعى «شيرين» لتنفيذ هذه المهمة، وأكدن أن هذا الممرض، تابع حالتها مع طفل مريض فى الغرفة نفسها، يبعد عنها بمسافة أقصر من ربع متر، ويفصلهما حاجز زجاجى، وظل يمازحه طوال الليل، مما يؤكد عدم تمكنه من هذا الفعل.
ورد مسئول بالمستشفى، رفض ذكر اسمه، على التهم الموجّهة إلى «عبدالرحمن»، بالقول إن سجل المتهم خالٍ من أى مشكلة أخلاقية أو مهنية، وذكر أنه يعمل بالمستشفى منذ 3 أعوام، مؤكداً: «الولد كويس وأخلاق ومحدش مصدق إنه عمل كده»، مشيراً إلى أن الممرضات يشكرن فى تعامله المهذب معهن، متابعاً: «بيبص فى الأرض كل ما يتعامل مع أى بنت، ومحافظ على كل الفروض، ودايماً بيؤدى كل المهام على أكمل وجه».
وحاولت «الوطن»، التواصل مع أسرة الفتاة، لكنها رفضت بعد تأكيدات المحامى الخاص بالفتاة أن موقفهم قوى فى القضية.
من جانبه، طلب مركز «تدوين» من إدارة المستشفى أن تتحلى بقدر من الشجاعة للاعتراف بالتقصير والإهمال، وقالت أمل فهمى المديرة التنفيذية للمركز: إن الواقعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة دون إجراءات وقائية ومحاسبة قانونية، موضحة أن هذه الوقائع تقر بعدم وجود منظومة إدارية داخل مستشفى «الدمرداش»، بداية من مدير المستشفى ومشرف الدور ومشرفى العناية المركزة الذين تركوا الممرض ما يزيد على 5 ساعات منفرداً داخل غرفة العناية المركزة مع المريضة دون ملاحظة، وحتى مسئولى الكاميرات الذين شاهدوا وقائع التحرش، ولم يتدخلوا لمنعها.
وقالت الفتاة الشاكية فى محضر الشرطة إن المتهم استغل وجودها فى الغرفة بمفردها، ونفّذ جريمته بملامسة مناطق متفرقة من جسدها أثناء وجودها فى غرفة الملاحظة بعد خروجها من غرفة العمليات، لكنها تمكنت من تحديد ملامحه خلال تكرار جريمته، وكان يخرج من الغرفة بعد أن يدّعى فحص اللاصق الطبى المثبّت على جرح العملية.
وبالنسبة للعقوبة المنتظرة بحق المتهم حال ثبوت التهمة عليه، قالت الدكتورة فوزية عبدالستار، أستاذ القانون الجنائى بجامعة القاهرة، إن ما حدث ليس «تحرشاً»، وإنما جريمة «هتك عرض»، لأن الجانى لامس أجزاءً من جسدها «عورة»، مؤكدة أن العقوبة فى مثل هذه الحالة تصل إلى السجن المؤبد أو المشدّد والحد الأدنى قد يصل إلى 3 سنوات، والأقصى 15 سنة، ويطلق تحديد المدة للسلطة القضائية التى تتولى الحكم فى ضوء الجريمة التى أمامها.