"عجين ودوناتس وكب كيك".. ابتكارات "سماح" لتعليم طفلها الأبجدية
بعد بحث طويل وزيارة 11 من دور رياض أطفال، لاختيار الأفضل من بينها بالقرب من مقر إقامتهم بالعجوزة، استقر الأمر في نهاية المطاف بسماح إلى مكوث طفلها في المنزل لفترة بسبب ظروف مرضه، لجأت خلالها إلى ابتكار أساليب جديدة ومختلفة لتعليم طفلها "هاشم" أساسيات القراءة والكتابة.
بين العجين و"الكب كيك" والصلصال والخضراوات، ابتكرت السيدة الأربعينية لطفلها ذو الأربعة أعوام طرق عدة لتعليمه، حيث إنها تعلم حبه لمشاركتها في المطبخ وصناعة الأشكال البسيطة، فقررت استغلال الأمر لتحسين كتابته فجهزت "العجين" لصناعة الخبز، وشجعته لكتابة الحروف الأبجدية العربية بها عدة مرات حتى أتقنها، قائلة: "الموضوع خلاه يكتب صح لدرجة ظبط همزة الألف بعد ما كان مش بيعرف يعملها".
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فبعد نجاح تلك التجربة بشدة، صنعت الأم قوالب "كب كيك" مستخدمة قطع من العجين الصغيرة على شكل الأرقام لتزينها، حتى يتمكن من حفظها أيضا، كما علمته معرفة الأكبر والأصغر باستخدام "الدوناتس" و"المكرونة"، وهو ما جعل "هاشم" متشوقا لانتهاء طهيهما وتناولهما سريعا ليكون الأمر أشبه بـ"ضربت عصفورين بحجر"، وفقا لوصف الأم.
كرست الأم ذات الـ41 عاما، حياتها لنجلها حيث تركت عملها كمعلمة كمبيوتر بإحدى المدارس لرعايته والاهتمام به، ومنذ ذلك الحين تهتم بأبسط تفاصيله، حيث سعت إلى تلقينه أساسيات التعليم بشكل جديد ومختلف، فصممت له لعب "الطاولة" لمعرفة الأرقام، وجعلته يستخدم "الصلصال" لكتابة الحروف الأبجدية الإنجليزية، وصناعة أشكال للحيوانات واطلاعه على صفاتهم، إضافة إلى صناعة أشكال مختلفة بالـ"ساندوتشات".
كما اهتمت الأم بتعليمه أركان الإسلام، حيث رسمت شكل يده على صفحة بيضاء، وميزت كل واحد منهم بركن، وهو ما جعله يحفظهم عن ظهر قلب.
ابتكارات سماح، لم تتوقف عند حد نجلها هاشم، وإنما أيضا أحضرت للحضانة التي يدرس بها الأحرف التي صنعوها ليتعلمها غيره من الأطفال، خصوصًا بعد سعادته الشديدة بتلك الأساليب وسردها لأصدقائه، وهو ما شجعه على حب التعلم برياض الأطفال أكثر، وابتكار الأشياء المختلفة مع والدته، على حد قولها.