ماذا يعني طلب الرئيس الصيني من جيشه الاستعداد "لخوض الحرب"؟
الرئيس الصيني شي جين بينج
زار الرئيس الصيني، شي جين بينج، خلال جولة تفقدية له في بعض المناطق العسكرية في مقاطعة "كوانغدونغ"، ودعا فيها القوات العسكرية في الصين إلى مراقبة الوضع في بحر الصين الجنوبي عن كثب وأن تكون مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ المحتملة، مؤكدا ضرورة تعزيز المهمة، وتركيز الاستعداد لخوض الحرب.
ورغم أن الصين دولة ذات مستوى عسكري كبير، إلا أنها لا تفضل أبدا الخيارات العسكرية في حل مشكلاتها مع الدول الأخرى، وفقا لقول رشا كمال، خبير الشأن الآسيوي، موضحة أن الصين تطلق مثل هذه التصريحات باستمرار والتي كان آخرها عندما ردد الرئيس الصيني التصريح نفسه منذ أكثر من عام بعد اختراق بعض الهنود الحدود الصينية.
وهناك سببان لهذا التصريح أوضحته كمال، لـ"الوطن"، الأول هو أن منطقة جنوب شرق آسيا توجد بها العديد من الاضطربات الحدودية بين دول هذه المنطقة، والثاني هو استمرار لحرب التصريحات بين الصين والولايات المتحدة، بعد دخول البلدين في حرب تجارية بعدما فرض كلا منهما رسوما جمركية على واردات الأخرى.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن دول جنوب شرق أسيا تعاني من صراعات وتوترات وهو ما يجعل الجيوش في تلك الدول على أهبة الاستعداد لأي معارك عسكرية مفاجئة، حيث يمثل بحر الصين الجنوبي حجر الزاوية للصراع الإقليمي في شرق آسيا، لما له من أهمية كبر سواء في مرور التجارة أو الثروات البترولية والسمكية.
وأوضح فهمي، لـ"الوطن"، أن الحزب الشيوعي الصيني، أعلن خلال الأيام الماضية، أنه يخشي أي صراع قادم في المنطقة ولابد أن تكون القوة العسكرية الصينية على أتم الاستعداد، مشيرا إلى أن الصين تخشى من تهور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أن يحول الحرب التجارية إلى عسكرية، وبالتالي لابد أن تكون على أتم الاستعداد.
وتتلخص أزمة بحر الصين الجنوبي، في النزاع بين عدد من الدول منهم الصين وماليزيا والفلبين وفيتنام وتايوان، على مجموعة جزر غير مأهولة بالسكان في البحر الجنوبي، السيطرة على هذه الجزر تتيح السيطرة على مسار التجارة في بحر الصين الجنوبي، والتي يبلغ حجمها 5 تريليونات دولار، أما الولايات المتحدة فتطالب كل الدول بوقف التنازع على هذه الدول، وتتهم الصين بتنفيذ عمليات على مستوى يفوق الدول الأخرى.