محاور جلسات «شباب العالم»: التركيز على مهمة بناء الدول بعد الحروب.. ودور الثقافة والفنون فى محاصرة التطرف.. والقارة السمراء على رأس الأولويات
مدينة السلام تحتفى بمنتدى شباب العالم
يشمل برنامج منتدى شباب العالم فى دورته الثانية التى تنطلق بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر المقبل، مجموعة متنوعة من القضايا والموضوعات التى تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم، وتدور فعاليات المنتدى حول ثلاثة محاور رئيسية، هى: «السلام، التطوير، والإبداع»، ويقام الحفل الافتتاحى لفعاليات منتدى شباب العالم فى اليوم الأول لانطلاق المنتدى، 3 نوفمبر، وذلك بحضور كافة الشباب والرموز الفكرية والإعلامية، فيما تبدأ جلسات الحوار والمناقشة مع اليوم الثانى من المنتدى، التى تركز على قضايا تحقيق السلام فى العالم، وبناء المجتمعات والدول بعد الحروب والنزاعات، فضلاً عن مناقشة أبرز قضايا القارة السمراء، وتدعيم الشراكة الاستراتيجية بين دول البحر المتوسط، فضلاً عن قضايا الأمن المائى وتغير المناخ والذكاء الصناعى.
وتأتى أهم عناوين جلسات ثانى أيام منتدى شباب العالم، كالتالى: «دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام»، و«أجندة 2063 أفريقيا التى نريدها»، و«ما بعد الحرب والنزاعات.. آليات بناء المجتمع والدول»، و«العالم الرقمى كمجتمع موازٍ كيف يفرض سيطرته على عالمنا الواقعى»، و«فرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى»، و«الألعاب والرياضة الإلكترونية لمحة من العالم الافتراضى لمجتمع الألعاب الإلكترونية»، و«دور رواد الأعمال والشركات الناشئة فى النمو الاقتصادى العالمى»، و«دور القوة الناعمة فى مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب»، و«التعاون الأورومتوسطى- شراكة استراتيجية».
أما جلسات اليوم الثالث من منتدى شباب العالم، فركزت على قضايا مختلفة، وجاء فى مقدمتها جلسة بعنوان: «المساعدات الإنسانية: مسئولية اجتماعية دولية فى مواجهة التحديات»، و«كيف تبنى قادة المستقبل»، و«دور الفن والسينما فى تشكيل المجتمعات»، و«تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة نحو عالم متكامل»، و«تقنين الفجوة بين الجنسين فى سوق العمل».
«بدر الدين»: فعاليات خاصة لمناقشة «أجندة أفريقيا 2063» تعكس اهتمامات مصر.. و«دلاور»: طرح قضية دور الشركات الناشئة فى الاقتصاد العالمى مهم للغاية
وبالتزامن مع جلسات يومى 4 و5 نوفمبر تعقد إدارة منتدى شباب العالم نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية الذى تم استحداثه فى النسخة الثانية للمنتدى عام 2018، ومن المقرر وفقاً لبرنامج فعاليات المنتدى أن يتم افتتاح محاكاة القمة العربية الأفريقية، وعقد جلستين على آفاق التكامل السياسى والأمنى وآفاق التكامل الاقتصادى، ومن ثم الجلسة الختامية لمحاكاة القمة العربية الأفريقية.
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أجندة فعاليات المنتدى جاءت موفقة جداً، وسلطت الضوء على أهم القضايا المهمة سواء على المستوى المحلى أو الإقليمى أو الدولى، وأضاف: «ينبغى أن تكون أجندة الفعاليات الدولية متنوعة وتركز على القضايا الهامة المشتركة بين الدول والشعوب، وهذا ما تميزت به أجندة منتدى الشباب سواء فى نسخته الأولى أو الثانية»، مؤكداً أن نجاح أجندة فعاليات أى منتدى محلى أو عالمى هو الخطوة الأولى لنجاح المنتدى نفسه، لأن أجندة الفعاليات بمثابة النواة التى تدور حولها المناقشات والمداخلات المختلفة.
وأشاد «بدرالدين» بالتركيز على قضايا القارة السمراء، وتخصيص جلسة لمناقشة أجندة أفريقيا 2063، قائلاً إن هذا المحور يعكس اهتمامات وأولويات القيادة المصرية التى تضع أفريقيا على رأس أجندة عملها واهتماماتها خلال الفترة الحالية، خاصة أن مصر من المقرر أن ترأس دورة الاتحاد الأفريقية العام المقبل 2019، وكثفت من تحركاتها مع دول القارة من إعادة بناء العلاقات وتحقيق المصالح المتبادلة سياسياً واقتصادياً على أعلى درجة من الاحترام والتقدير المتبادل.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع السياسى والعسكرى، إن قضية آليات بناء المجتمعات والدول فى مراحل ما بعد الحرب والنزاعات تعتبر واحدة من القضايا المطروحة دولياً حالياً فى ظل الأحداث المؤسفة التى تتعرض لها الكثير من المجتمعات والدول ولا سيما فى المنطقة العربية، من إرهاب وعنف مسلح وحروب عصابات، مؤكدة أن عملية إعادة البناء والإعمار تحتاج إلى مناقشات دولية تتبادل فيها وجهات النظر ليس حول البناء وحده، لكن حول علاج المشكلة من جذورها أيضاً، حيث مواجهة الأسباب التى تؤدى إلى ذلك، وفى مقدمتها انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وأضافت: «مصر طرحت رؤية متكاملة لمواجهة الإرهاب فى القمة العربية الإسلامية ولاقت ترحيباً شديداً إقليمياً ودولياً، هذه الرؤية يجب أن تكون محل تفعيل حيث لا ننتظر الوصول إلى هذا المربع الصعب، فيجب علاج المشكلة من جذورها»، وأشادت أستاذة علم الاجتماع بتخصيص محور لمناقشة دور الثقافة والفنون فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، وقالت إن هذا المحور هام للغاية، فالمواجهة مع الإرهاب ليست أمنية فقط، لكن يجب أن تتشارك فيها جميع المؤسسات والأطراف، وعلى رأسها الثقافة والفنون التى تصل إلى الناس بسهولة وقادرة على تشكيل وعيهم وبناء حائط صد لمنع انتشار وتوغل الأفكار المتطرفة، بل مراجعة تلك الأفكار وتفكيكها وكشف نقاط ضعفها وتزويرها، وأضافت: «الفن أصبح لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب، ووسيلة تأثير قوية جداً، فما يطرحه عمل درامى فنى قد يفوق ما يتم طرحه فى عشرات المحاضرات والمقالات والكتب».
من جانبه، توقف الخبير الاقتصادى شريف دلاور عند عنوان «فرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى» الذى يأتى على رأس جلسات اليوم الثانى من المنتدى، قائلاً إن العالم كله يتحول إلى الاقتصاد الرقمى والمعرفى، ومنصات التكنولوجيا اليوم أصبحت مصدراً رئيسياً من مصادر رأس المال والتوظيف واقتصاديات الدول والشركات الكبرى، مضيفاً: «طرح هذه القضية أمر مهم للغاية لكى نفهم طبيعة العالم الذى نعيش فيه اليوم، وليس غداً»، كما أشار «دلاور» إلى أهمية طرح قضية دور رواد الأعمال والشركات الناشئة فى النمو الاقتصادى العالمى، مؤكداً أن ريادة الأعمال أصبحت تشكل عملية رئيسية فى أى نمو اقتصادى للدول، لكنها تحتاج إلى إزالة لكافة العوائق التى تمنع من التحرك للأمام، وتتطلب عملية إصلاح إدارى حقيقية وجريئة، وتابع: «قضية ريادة الأعمال والشركات الناشئة قد تحتاج إلى منتدى كامل متخصص لمناقشتها، لأنها على أعلى درجة من الأهمية اليوم، وذات صلة مباشرة بقضايا أخرى من الإصلاح الإدارى، والإصلاح الاقتصادى، وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة».