متحدو الإعاقة.. من «الكلام المنمق» إلى «التمكين»
عباس وداليا
منذ إعلان رئاسة الجمهورية فى 2016 عن البدء فى تنظيم مؤتمرات دورية للشباب، لم يغب ذوو الإعاقة عن المشهد، سواء فى المؤتمرات الداخلية، أو منتدى شباب العالم فى نسخته الماضية، أو النسخة الحالية، التى تنطلق فى الرابع من نوفمبر المقبل، الأمر الذى سلط الضوء على عدد من قضاياهم، وأسرع فى خروج القانون رقم 10 لسنة 2018 للنور بعد سنوات من المداولة والنقاشات داخل مجلس النواب وخارجه. عمرو نصار، المنسق العام للحملة الوطنية للدفاع عن حقوق ذوى الإعاقة، قال لـ«الوطن»، إن العقود السابقة لم تشهد سوى الكلام المنمق عن تمكين ودمج ودعم ذوى الإعاقة، إلا أننا خلال السنوات القليلة الماضية شهدنا تطوراً ملحوظاً من قبل الإرادة السياسية، وأضاف «نصار»: «تجلى ذلك فيما رأيناه من خروج قانوننا للنور، وحرص رئاسة الجمهورية على تمثيلنا فى كل المحافل والمناسبات، واعتبارنا شريحة من شرائح المجتمع تضم عناصر الشباب والطفل والمرأة». ويرى رامز عباس، الأصم الناطق، أن مشاركة ذوى الإعاقة فى فعاليات يشهدها رئيس الجمهورية تعكس اهتماماً خاصاً منه بالمجتمع وإن كان هناك من يتسببون فى تصاعد النقد لسياساته بسوء معاملتهم هم للقطاعات المختلفة للمواطنين وفى القلب منهم ذوو الإعاقة، وأضاف لـ«الوطن» أنه سعيد بوجود مثل ذلك الاهتمام الذى يبشر ببعض الأمل وسط تصادم حكومى مع ذوى الإعاقة وإهمال المجلس القومى لشئون الإعاقة لهم ولقضيتهم وتأخر صدور اللائحة التنفيذية لقانون الإعاقة الجديد. وقالت داليا عاطف، الناشطة فى حقوق ذوى الإعاقة، إن هذه المشاركة تأتى التزاماً بالاتفاقية الدولية للأشخاص ذوى الإعاقة عام 2006، التى من ضمن مبادئها المساواة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص والمشاركة الفعالة، وأضافت أنه بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية «وجدنا مشاركة ملحوظة للأشخاص ذوى الإعاقة ضمن المراسم والمؤتمرات الوطنية، وهذا يدل على وعى القيادة السياسية بحقوقنا التى لا بد من ترجمتها فى سياسات وخطط، أو عند الترتيب لأى حدث على المستوى الوطنى أو حتى على المستوى الدولى»، وأشارت إلى أنه من أكبر المشكلات التى تواجه المشاركة الفعالة هى أن الأشخاص ذوى الإعاقة يواجهون حواجز تعترض مشاركتهم كأعضاء متساوين فى المجتمع مع غيرهم، مثل سبل الإتاحة التى لا تتوافر فى بعض الأحيان، كتوفير مدخل يتناسب مع أصحاب الإعاقات المختلفة.
«نصار»: الرئيس حريص على تمثيلنا فى كل المحافل.. و«هند»: يجب تغيير النظرة السلبية تجاه أصحاب القدرات الخاصة لنتجاوز «العطف» إلى «الدمج»
وقالت هند حازم، البطلة الرياضية البارلمبية، إن المشاركة أمر طبيعى، وإن أى شىء عكس ذلك هو المشكلة، لافتة إلى أن الاختلاف ميزة، وليس بالضرورة أن يكون كل الناس متشابهين، فكل فرد يستطيع القيام بأنشطته اليومية مثله مثل أى شخص، سواء كان يعانى إعاقة أو لا، مؤكدة أهمية تغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه ذوى الإعاقة وعدم قصرها على العطف والشفقة.
من جانبه، قال سعيد عبدالحافظ، رئيس ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، إن إشراكهم هو القاعدة الأساسية لرابطة المواطنة باعتبارها مناطاً للحقوق والواجبات وأعتقد أن الدولة المصرية باتت تولى أهمية خاصة لتمتع كافة المواطنين بحقوقهم المتساوية، فإشراكهم ليس منحة ولا تفضلاً ولكنه الحق الأصيل الذى كفله الدستور لهم.