المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية.. 13 عاماً مغلق للترميم و«الهيئة الهندسية» تعيده للحياة
أعمال الترميم على المتحف اليونانى
13 عاماً مرت وأبواب المتحف اليونانى الرومانى فى الإسكندرية مغلقة، منذ 2005 عندما بدأت أعمال ترميمه، حيث قام قطاع المتاحف، على مدى عامين كاملين، بإعادة تسجيل وتوثيق وتشوين ونقل القطع الأثرية إلى المخازن بالإسكندرية ومطروح، وبدأت الأعمال الفعلية عام 2007 ثم توقفت بعدها مباشرة، ثم استؤنف العمل مرة أخرى فى 30 أكتوبر عام 2009 ثم توقف مع اندلاع ثورة 25 يناير2011 لعدم توافر الموارد المالية اللازمة، الأمر الذى جعل المتحف الأكبر فى الوجه البحرى، وأكبر متحف متخصص فى الحضارة اليونانية الرومانية بحوض البحر المتوسط، مغلقاً للترميم، حتى أصدرت الوزارة قراراً باستئناف أعمال الترميم فى يناير الماضى بعد توقف دام 7 سنوات، بتكلفة مبدئية 120 مليون جنيه.
«هشام»: 120 مليون جنيه تكلفة مبدئية وخصصت له 90 ألف قطعة مخزنة فى بيئة آمنة.. و«إلهام»: وضعنا سيناريو العرض واختيار القطع المناسبة
وقال العميد هشام سمير إبراهيم، مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، إن الدولة خصصت 120 مليون جنيه بصفة مبدئية لإعادة العمل فى المتحف، مشيراً إلى أنه سيضم 90 ألف قطعة أثرية، مشونة حالياًً بمخزن وزارة الآثار فى ماريا غرب الإسكندرية تحت ظروف بيئية وتخزينية مناسبة.
وأضاف «إبراهيم» أن اللجنة المسئولة عن المشروع وضعت رؤية جديدة تتضمن تحويل المبنى من مجرد متحف لعرض القطع الأثرية إلى مؤسسة ثقافية تنويرية عالمية ومركز ثقافى بحثى عالمى، حيث تم تدشين سيناريو جديد يتناول المتحف من زوايا موضوعية تجسد الحقب التاريخية لمصر على مر العصور واختيار المجموعات الأثرية التى سيتم عرضها وطريقة العرض والتسلسل التاريخى للمجموعات النوعية ووسائل الإضاءة والبطاقات الشارحة ووسائل العرض المتحفى.
وأكدت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، أن أعمال الترميم تجرى على قدم وساق منذ تسلم الهيئة الهندسية للموقع منذ عدة أشهر، مضيفة أن اللجنة الأثرية المتخصصة انتهت من التقرير المُجمع عن حالة المتحف قبل الصيانة وأعمال التطوير التى شهدها فى الفترات السابقة ومتابعة أعمال التطوير والترميم الجارية، ووضعت سيناريو العرض المتحفى واختيار القطع المناسبة للعرض، من خلال مجموعة من الأساتذة المتخصصين فى الآثار اليونانية الرومانية.
وأوضحت أنه يجرى حالياًً تشكيل لجنة جديدة مخول لها اختيار قطع أخرى من الحفريات الحديثة لوضعها بقاعة نتاج الحفائر الحديثة لتزويد العرض بأحدث الاكتشافات الممكنة، مشيرة إلى عدم وضع موعد محدد لإنهاء الأعمال وذلك وفقاً للظروف المالية للوزارة.
وقال مصدر بـ«آثار الإسكندرية» إنه تم العثور فى يوليو الماضى أثناء أعمال الترميم والتطوير على خبيئة بالمكان الذى كانت تشغله الحديقة المتحفية داخل المتحف اليونانى الرومانى تحتوى على عدد ضخم من القطع الفخارية المتنوعة مختلفة الأحجام والأنواع والاستخدامات ترجع لعصور وأزمنة مختلفة بعضها يرجع للعصر الإسلامى.
وأضاف أن المتحف القديم كان معروضاً به 5 آلاف قطعة فقط، إلا أن المتحف الجديد بعد التطوير سيضم عشرات الآلاف من القطع بما فيها قطع جديدة أخرجتها الحفائر من الإسكندرية والبحيرة ومطروح وباقى بقاع مصر خلال العصر اليونانى الرومانى.
يذكر أن المتحف اليونانى الرومانى افتتحه الخديو عباس حلمى الثانى رسمياً فى سبتمبر من عام 1895 ويرجع تاريخ معظم المجموعات الموجودة فى المتحف إلى الفترة من القرن السابع قبل الميلاد وحتى القرن السابع بعد الميلاد وهى شاملة للعصرين المصرى المتأخر والبطلمى الرومانى، وكان المتحف ملكاً لمحافظة الإسكندرية إلا أنها قامت بتسليمه لوزارة الآثار منذ سنوات بعد مرور 100 عام وإدراجه تحت المبانى الأثرية.