"خريجي الأزهر": "داعش" يحاول ضخ دماء جديدة بأيقونة "الخلافة"
صورة أرشيفية
حذرت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، شباب المسلمين بسائر بقاع الأرض شرقًا وغربًا من الانسياق وراء دعوات تنظيم "داعش" الإرهابي، التي بثها في مقطع مرئي جديد نشره موقع "الغرباء" الإلكتروني، التابع له، بعنوان "تجديد البيعة"، مؤكدة أن رضوان الله ورسوله لايكون بالقتل والإرهاب والعنف، وأن مصلحة الأمة في استقرارها، لا في تشرذمها وتفرقها.
وقالت منظمة خريجي الأزهر، في "تقرير الحقيقة"، ردًا على أكاذيب تنظيم "داعش" الإرهابي: "يتضح خلال هذا المقطع لكل ذي عينين أن التنظيم الإرهابى قد فقد بريقه الخادع في التأثير على الشباب، ويسعى لاستدعاء الأنصار والمتعاطفين من شتى البقاع، بعد الهزائم المتتالية التي مُنيَ بها على يد جيوش المنطقة، وأنه قد أفلس تمامًا فلم يعد عنده من الوسائل والآليات ما يُمَّكنه من الصمود في معركته الخاسرة، فراح يُعيد وسائله القديمة مرة أخرى، ومنها أيقونة الخلافة في محاولة بائسة لإقناع عدد من المتعاطفين الجدد، وشباب المسلمين حول العالم بالانضمام إليه، على أمل بث الدم من جديد إلى عروق التنظيم بعد أن هزل وضعفت قواه، وأوشك على الذوبان والاندثار".
وأضافت أن ادعاءات التنظيم الإرهابي حول الخلافة، وجعلها هدفًا في نفسها، من أكبر الأوهام التي تُصَّدر للشباب المسلم على أنها من أصول الدين وأركانه، بينما هي في الحقيقة ليست كذلك، إذ ليس في القرآن الكريم ولا في السُّنة النبوية ولا في أحداث السيرة الشريفة ما يُشير إلى نظام محدد للحكم في الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن طالع الأحاديث المروية في كتاب الإمارة من كتب السُّنة المطهرة، لن يجد فيها أي تقنين لنظام الحكم، وإنما أكدت على مجموعة من المباديء التي يتعين مراعاتها كالعدل، وتولية القادر على الحكم، ونحو ذلك، مما يعني أن المسلمين لم يجدوا نظامًا محددًا منصوصًا للحكم وإنما كانت ظروفهم هي التي تحدد ذلك.
وأوضحت أن ما تبنته بعض التنظيمات والجماعات من التنظير لقيام أحزاب دينية تُقاتل للاستيلاء على السلطة زاعمين أن ذلك هدف رئيسي من أهداف الشريعة، مرتكزين على أفكار "المودودي وعبدالقادر عودة وتقي الدين النبهاني" من غير المعتبرين في العلم الشرعي، يُعد انحرافًا عن منهج جماهير الأمة الإسلامية من السلف والخلف.
وأضافت: "هب أننا سلمنا جدلاً بضرورة وجود خليفة للمسلمين، فهل يكون هو البغدادي المزعوم؟ إننا لا نعرف له اسمًا ولا نسبًا ولا دينًا ولا سابقة في الإسلام، فهل يقول عاقل بأن خليفة المسلمين مجهول العين والحال لجماهير المسلمين؟ ثم من الذي اختاره ليفرضه على المسلمين في الشرق والغرب، ومن في تلك البلاد التي ذكرها مقطع الفيديو، جزيرة العرب وسيناء وخراسان واليمن وليبيا والجزائر وغرب أفريقيا والصومال، راضٍ عن خلافة هذا البغدادي؟ وهل انتهى الخلاف بين المسلمين بوجوده؟، وأي فرح للمسلمين وأي هزيمة للكافرين في إعلان البيعة لهذا المجهول؟، أليس البغدادي وأمثاله هم من أعطوا للغرب مبررًا أساسيًا أمام العالم كله لتخريب بلاد الإسلام وتهديد أمنها بل واحتلالها، أليس العالم كله يدري من الذي أدخل أمريكا إلى أفغانستان الآمنة، ليتحول أمنها إلى خوف ورعب ودمار".
وأشارت إلى أن هؤلاء الإرهابيين أضروا الإسلام حين قرروا الإقدام على ما لا يُرضي الله ورسوله من قتل الغيلة، وترويع الآمنين، وتشويه صورة الإسلام، فخرج الناس من دين الله أفواجًا إلى الإلحاد الذي نصب شراكه على نواصي عملياتهم الإرهابية السوداء، والعجب في هذا المقطع أنه راح يصف "البغدادي" بالقرشي الحسيني، وكأنه يريد أن يُتاجر بالنص الشريف القائل: "الأئمة من قريش"، معتقدًا أن ذلك يعطيه حقًا فيما يدعيه، ليدل بذلك على جهل فوق جهل، إذ المقصود ليس تحديد قريش وتعيينها، وإنما النص على من يرضى المسلمون بحكمه ويخضعون لسلطانه.