"جزيرة الإرهاب".. فيلم تسجيلي يكشف تحايل قطر على القوانين المصرية
لقاء أحمد منصور مع الجولاني
بثت قناة "دي.إم.سي" فيلما تسجيليا بعنوان "جزيرة الإرهاب"، للصحفي والمحلل السياسي محمد فهمي، والذي كشف فيه للمرة الأولى عن كيفية تحايل شبكة "الجزيرة" القطرية على القوانين المصرية للتصوير داخل سيناء، وتعاونها مع جماعات إرهابية للحصول على مواد مصورة من داخل العريش.
الدلائل وثقت، في الفيلم، عندما تظاهر صحفي مصري بأنه مستعد للتواطؤ مع "الجزيرة" وتواصل مع أحد الصحفيين في "الدوحة" لعدة شهور ثم فوجئ بصحفي "الجزيرة" يرسل له رسائل عبر تطبيق (واتس آب)، يذكر فيها أنهم هرّبوا نظارات شمسية مثبت بها كاميرات صغيرة سرية، ثم طلب منه مساعدته في تهريبها إلى داخل سيناء وتوصيلها إلى جماعات إرهابية يطلقون على أنفسهم "الصحوات"، كما هو مدون في صور رسائل "واتس آب" التي عرضها الفيلم.
ويسرد الفيلم تفاصيل العديد من أهم القضايا الدولية التي رفعت ضد قناة "الجزيرة" في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومنها: قضية أل جور نائب الرئيس الأمريكي السابق ضد قناة "الجزيرة أمريكا"، وقضية شانون باسيليك نائبة رئيس قناة "الجزيرة أمريكا" السابقة، وقضية ماثيو لوك مدير تسويق "الجزيرة أمريكا" سابقاً، وقضية محمد فوزي مصور قناة "الجزيرة" الإنجليزية السابق، وقضية محمد فهمي صحفي قناة "الجزيرة" الإنجليزية في القاهرة السابق، والذي عمل فيها لمدة ثلاثة أشهر.
وذكر "فهمي"، خلال مقابلة على قناة "دي. إم. سي" مع الإعلامي أسامة كمال، بعد عرض الفيلم، أن القضية التي رفعها ضد "الجزيرة" في كندا لا تزال مستمرة وتم تأجيل استجواب الخبراء القانونيين والشهود، بسبب مماطلة "الجزيرة" لأنها تصر على عدم اختصاص المحكمة الكندية وإصرارها على نقل المحاكمة إلى "الدوحة"، وبالتالي اضطر "فهمي" إلى تقديم أراء قانونية من محاميين دوليين لإثبات أن "القضاء القطري مسيّس وليس نزيهاً وتحت سيطرة أسرة آل ثاني الحاكمة".
الخبراء الذين دعّموا "فهمي" هم المحامي المصري ناصر أمين، والمحامي اللبناني شبلي ملاط الذي ترشح في السابق لرئاسة لبنان، والدكتور نجيب النعيمي وزير العدل القطري السابق، و قد أعاقت قطر الإجراءات بتلفيق قضية ضد "النعيمي" ومنعه من السفر حتى بعد أن برأته المحكمة في النقض. وأشار "فهمي" إلى أنه ضم في القضية بيان من منظمة العفو الدولية شجبت فيه النظام القطري لمنع "النعيمي" من السفر، بسبب آرائه السياسية المعارضة لدولة قطر، ومن المنتظر أن يتم استجواب الشهود والخبراء من الخصمين في صيف 2019.
ـ مكالمات مسربة
وعرض "فهمي" في الفيلم عددا من المكالمات الهاتفية المسربة التي تكشف عن مدى تواطؤ "الجزيرة" مع الجماعات المسلحة والإرهابيين، ومنها مكالمة بين صحفي تابع لـ"الجزيرة" وهو يستمع إلى إرهابي من داخل ليبيا يطلب منه المساعدة في تزويد جماعته بأسلحة وذخيرة من أجل الاستمرار في القتال، ويرد عليه الصحفي بكل ثقة، بالقول: "سأعرض الموضوع عند عودتي إلى الدوحة"، ورد عليه الإرهابي قائلاً: "إذا تم ذلك بإمكاننا حتى الدخول إلى مصر".
ـ فضيحة عزمي بشارة على الهواء
ويضم الفيلم مقطعا لمقابلة على الهواء أجراها عضو الكنيست الإسرائيلي السابق والمستشار الحالي لأمير قطر عزمي بشارة، حيث يستمر مذيع الجزيرة في الحديث مع "بشارة" خلال الفاصل، معتقداً أن البث قد انقطع، ليفتضح أمرهم عندما استمر البث وظهروا بينما كانوا يضحكون ويخططون لبقية الحوار بعد الفاصل، حيث يقول "بشارة" للمذيع: "ابتعد في أسئلتك عن الأردن.. وزود زي ما بدك في أسئلة عن السعودية و البحرين"، في محاولة لإحراج الدولتين على الهواء.
ـ دعم "الجزيرة" للجماعات الإرهابية
ويؤرخ "فهمي"، في الفيلم، لدعم الجزيرة للجماعات الإرهابية بمجموعة من المقاطع و المقابلات التي تبرهن تواطؤ "الجزيرة"، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة، من خلال:
ـ مقابلة مع الشيخ يوسف القرضاوي، وهو يبيح العمليات الانتحارية في سوريا من قبل الأفراد، قائلاً: "يجب على من يفجر نفسه إذناً من الجماعة".
ـ مقابلتان أجراهما صحفيي "الجزيرة" تيسير علوني وأحمد منصور مرتين في خلال عامين مع محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الإرهابية المنبثقة من "القاعدة"، حتى بعدد أن رصدت الولايات المتحدة الإمريكية جائزة قدرها 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد القبض على "الجولاني".
ـ مقابلة على الهواء مع ضيف يبايع أبوبكر البغدادي زعيم "داعش".
ـ مذكرات أسامة بن لادن المنشورة من قبل المخابرات الأمريكية
وعرض فيلم "جزيرة الإرهاب" كذلك صفحات من المذكرات الشخصية لزعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، والتي كانت قد صادرتها الاستخبارات الأمريكية بعد مقتل "بن لادن" في باكستان في عام 2011، حيث تبرز المذكرات العلاقة الوطيدة بين تنظيم "القاعدة" و"الجزيرة". ويظهر في المذكرات مدح "بن لادن" لـ"الجزيرة" بخط يده، وهو يؤكد أن "الجزيرة" ستتسبب في الإطاحة بجميع الأنظمة في العالم العربي إلا قطر، ويطلب من أتباعه في "القاعدة" التواصل مع صحفي الجزيرة في باكستان موفق زيدان لكي ينشروا توجهاتهم. ويؤكد الفيلم بالمستندات أن موفق زيدان قد تم وضعه على قائمة الإرهابيين المطلوبين في الولايات المتحدة الأمريكية.
ـ شهادات موثقة من صحفيين سابقين للجزيرة
وعرض "فهمي"، عددا من الشهادات الموثقة لبعض الصحفيين والعاملين السابقين في "الجزيرة" بدون ذكر أسمائهم حرصاً على أمنهم و بناءً على طلبهم، وقد ضم بعض هذه الشهادات أيضاً في قضيته ضد الجزيرة في المحاكم الكندية، ومنهم التالي:
ـ مصور لـ"الجزيرة مباشر"، يؤكد أن القناة طلبت منه تصوير الشوارع الخالية من الناس خلال ثورة 30 يونيو لمحاولة إظهار أن عدد المتظاهرين قليل.
ـ محاسب "الجزيرة مباشر" يوضح كيف أمدت القناة عناصر من الإخوان بكاميرات وأجهزة بث وأموال بدون علمه.
ـ مهندس صوت يؤكد أن القناة استخدمت سيارة البث المملوكة للتلفزيون المصري للبث من داخل ميدان رابعة العدوية لمدة 40 يوماً لقناة الجزيرة مباشر والجزيرة الإنجليزية والجزيرة العربية، بعد أن استولى عناصر من الإخوان على السيارة مستخدمين العنف والإرهاب.
الجزء الثاني لفيلم جزيرة الإرهاب يركز على استئجار قطر لقراصنة الإنترنت لاختراق إيميلات شخصية.
وقال "فهمي"، في حواره مع "كمال"، إنه يعمل الآن على الجزء الثاني من فيلم "جزيرة الإرهاب" الذي يفضح فيه كيف استأجرت قطر قراصنة الإنترنت لاستهداف ومحاولة اختراق أكثر من ألف بريد إلكتروني لرؤساء دول ودبلوماسيين وسفراء وعسكريين ورجال أعمال من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ومنهم سكرتير عام جامعة الدول العربية وولي عهد البحرين ورجل الأعمال نجيب ساويرس.
وشرح "فهمي" أنه أجرى مقابلة في الفيلم الجديد مع خبير أجنبي في الاختراقات والجرائم "السيبرانية"، وقد أثبت أن الهاكرز الذين استأجرتهم قطر كانوا يستخدمون تقنية "VPN" للتمويه والإيحاء بأن مواقعهم في دول مثل روسيا وقبرص وبريطانيا، ولكن افتضح أمرهم عندما حدث خلل تقني مرتين في خلال سنة لمدة دقيقة في كل مرة أظهرت بأن عنوان IP الذي كانوا يستخدمونه من داخل قطر ومسجل لدى شركة "أوريدو" للاتصالات في "الدوحة" المملوكة للحكومة القطرية.
وقال "فهمي"، إن المخابرات القطرية ترسل المعلومات التي تستحوذ عليها من الإيميلات المخترقة إلى صحف أجنبية مثل "نيويورك تايمز" وغيرها بطريقة غير مباشرة وتنتظر نشر المعلومات والمقالات باللغة الإنجليزية قبل أن تذيعها "الجزيرة" لتبعد الشبهات عنها.