جلسة "قادة العالم"| السيسي يستعرض تجربة مصر الرائدة في التعايش السلمي.. ويؤكد: المواطنة أساس التعامل
الرئيس السيسي خلال الجلسة
استهلت فعاليات منتدى شباب العالم، في يومها الثاني، بجلسة "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام"، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، شارك فيها كمتحدثين ناصر بن حمد آل ممثل ملك البحرين للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، ورئيس المجلس الأعلى للتنمية للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة التونسية، وروزماري مبايازي وزيرة الشباب والرياضة في رواندا، وتيجنوار جيتو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير المعاون للأمم المتحدة الإنمائي، وأحمد رافع الهنداوي الأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، ونائب وزير التنمية الاجتماعية في كازاخستان بيرك إيرين.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته بالجلسة، إن قدرة القيادات على قراءة الموقف والرؤية الحقيقية لها، تختلف من شخص لآخر، ومن حاكم لآخر، حسب الخلفية الثقافية والفكرية والبناء العلمي والتجربة التي يمتلكها سواء تجربة عايشها أو من خلال مساعديه، وأن أحد العناصر التي تؤثر على السلام هي رؤية القيادة السياسية، ولا نستطيع أن نتدخل في اختيار الحكام، وكل دولة تختار قائدها ويمتلك بعدها توجهات دولته، وحسب رؤيته يتأثر السلام بهذا العامل، وهو القادة وقناعتهم وتوجهاتهم ورؤيتهم في حل المسائل.
السيسي: السادات دفع ثمن اختياره لـ"السلام".. والدولة معنية ببناء الكنائس لمواطنيها.. "ولو في يهود هنبني لهم"
وأوضح أن رؤية الرئيس الراحل أنور السادات في السلام كانت مبنية على تجربة الصراع وآثاره، فهو اختار هذا التوجه في بناء السلام، الذي كان يعتبر قبل 50 عاما عملا متفردا في عصره، وفكرة السلام لم تكن مقبولة أو مستساغه في الرأي العام للمنطقة وقتها، لكنها كانت تجربته ورؤيته.
ولفت السيسي إلى أنه عندما تحرك السادات من خلال تجربته التي رآها، ورأى معها ثمن الصراع والحروب الضخم على الدول وعلى مستقبلها، تحرك بإيجابية، ودفع ثمنا آخر، ليس اغتياله، لكنه مجهوده طوال سنوات التفاوض، حتى أصبح السلام جزءا من قناعات المصريين الآن، الذين أصبحوا ثلث سكان المنطقة العربية، لذا القناعات التي تتشكل لدى قادة الدول، بسبب تجاربهم، قد تكون سببًا في إيجاد حل، وأن يكون السلام جزء من البناء الإنساني للحاكم والقائد، وبالتالي يكون استعداده للدخول في صراع وتحمل نتائج عدم الدخول في صراع، بسبب تجربته وخبراته، التي اكتسبها، والتي مكنته أن يتحمل وألا يدخل في صراع.وشرح السيسي أنه بمجرد الدخول في الصراع تصبح قدرات حل هذا الصراع ليست بيدي صاحب القرار فقط، وتصبح عوامل أخرى خارجية قد تحد من قدرته على حل الصراع الذي دخل به.
وعن مسألة البطالة في السوق المصرية، أكد السيسي أن عدد المواطنين في مصر تحت سن الأربعين بلغ 65 مليون نسمة، معتبرًا أن هذا الرقم كبير جدًا، موضحا أن البطالة تظهر في ظل عدم الاستقرار الداخلي والهجرة غير الشرعية، مطالبًا الدول المتقدمة التي لديها فرصة في السوق العالمية أن تشارك الدول الأخرى التي ليس لديها فرصة، من أجل أن تستطيع أن توفر لأبنائها وشبابها فرص عمل، بخاصة أن دولة مثل مصر تخرج جامعاتها قرابة المليون شاب وشابة سنويًا، مشددًا على ضرورة أن تتشارك الدول المتقدمة مع دول مثل مصر ودول إفريقيا في حل مشكلة البطالة.
واستنكر الرئيس السيسي قيام بعض الدول بتقديم مصالحها الخاصة حتى لو على حساب الصراعات داخل دول أخرى قائلًا: "مصالح الدول ترى صراعات في الدول قد تكون مفيدة لها حتى لو تمن ده بشر"، مؤكدا على أن الوضع كان مختلف عالميًا قبل 45 عامًا، مشيرًا إلى أن إنشاء الأمم المتحدة ساهم في السيطرة على الوضع العالمي مشكلًا تطورًا كبيرًا للإنسانية، وأن العالم مازال بحاجة إلى تطوير آليات عمل منع الصراعات وإحلال السلام في العالم.
السيسي: العالم بحاجة إلى تطوير آليات عمل منع الصراعات وإحلال السلام.. وتصويب الخطاب الديني من أهم المطالب بمصر والعالم الإسلامي
وحول أهمية وضرورة تجديد وإصلاح الخطاب الديني في مصر والعالم الإسلامي، قال السيسي، إن قانون البناء الموحد الذي يتيح بناء دور العبادة في مصر تأخر 150 عاما، مؤكدا أن المسيحيين في مصر حقهم على الدولة أن تبني لهم الكنائس، وتابع: "لو في يهود في مصر هنبني لهم دور عبادة"، مشدا: "حق المواطن المصري أن يعبد ما يشاء أو لا يعبد، ده موضوع إحنا لا دخل لنا فيه".
وقال السيسي، إنه عندما أثير التحدي حول تصحيح الخطاب الديني، تحدث عن أن الصراعات كلها تتمركز في هذه المنطقة، بعيدًا عن نظرية المؤامرة: "اشمعنى المنطقة دي بها حجم ضخم من الصراعات، وبها أكبر نسبة من الضحايا واللاجئين؟، هذا ما أعنيه بقولي قدرتنا على رؤية الواقع بشكل متجرد دون أي غرض"، مشددًا على أن تصويب الخطاب الديني، أحد أهم المطالب التي نحتاجها في مصر، وفي العالم الإسلامي: "لأنه مش ممكن آليات وأفكار من آلاف السنين، تفضل صالحة لعصرنا".
وأوضح: "أنا مش بتكلم في تغيير دين، أنا بتكلم في إقناع أصحاب العقول، إن عنده مشكلة حقيقة في فهمه للدين اللي بيتعامل بيه العصر ده، وبنتكلم في إيجاد مفردات لخطاب ديني يتناسب مع عصرنا وبعد 50 سنة هنطورها تاني".
وشدد السيسي مجددا على أنه لا تمييز ديني في مصر، تعليقا على حادث استهداف حافلة تقل أقباطا بالقرب من دير الأنبا "صموئيل"، بمحافظة المنيا، وأن مصر تتعامل مع هذه الحوادث الإرهابية على أن الضحية "مصري".
وأضاف السيسي، أن سقوط أي مصري يؤلم كل المصريين، مطالبًا الحضور بسؤال المواطنين عن شعورهم بعد وقوع أي حادث إرهابي للأخوة الأقباط، ومدى إيلامهم، وأن رد الفعل للاعتداء على المسجد والكنيسة واحد، والتجربة المصرية في التآخي والعيش المشترك والمشاركة المجتمعية المتساوية، إحدى أهم عناصر بناء السلام الاجتماعي، ولمصر تجربة ناجحة في اعتماد قانون موحد لدور العبادة، مشددًا على أن تصحيح الخطاب الديني أحد أهم المطالب التي تحتاجها مصر والعالم.
وقال الرئيس السيسي، إن الحاكم قد يلجأ لتوحيد الرأي العام الداخلي في بلده لكنه قد يؤدي للدخول في صراعات جانبية، موضحًا أن المسؤول يجب أن يكون حريصًا جدًا على بناء وتطوير السلام الاجتماعي، مضيفا: "حرصنا في مصر خلال الحرب على الإرهاب ألا تترتب عليه عدائيات داخل المجتمع بقدر الإمكان، باستخدام الوسائل في أقل حدود استخدمها حتى لا تكون لديها آثار جانبية".
وعن تحسين دور المرأة في مصر، قال السيسي إنه لم يكن بقوانين وإجراءات لكن بممارسات فعلية تستهدف الدفع بالمرأة في المكان الذي تستحقه، وحاولنا جاهدين بأن نخطو خطوة حقيقية قوية لتقدير واحترام المرأة في مصر.
نجل ملك البحرين: لا يحق لنا أن نُعلّم مصر معنى التعايش والسلام
كما تحدث عدد من الشباب خلال الجلسة، منهم الشيخ ناصر بن حمد آل خلفية ممثل ملك البحرين للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للتنمية للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، والذي قال: "لا يحق لنا أن نُعلّم مصر معنى التعايش والسلام".
وأكدت وجهت ماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة التونسية، أهمية الوثوق في الشباب وجعلهم يثقون في حكومات بلادهم من أجل بناء السلام في المنطقة، بينما قالت روزماري مبايازي وزيرة الشباب والرياضة بجمهورية رواندا: "أود فقط أن أقول السلام وسيلة طيبة لبناء الدول نعتمد على الشباب والسياسات لدمجهم".
وأوضح نائب وزير التنمية الاجتماعية في جمهورية كازاخستان بيرك إيرين: "نركز على قضايا الشباب ونرحب كل الترحيب بالمنتدى والحهود المبذولة فيه"، وشدد تيجنوار جيتو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير المعاون للأمم المتحدة الإنمائي، على أنه ليس هناك سلام دون مشاركة الشباب، فيجب أن نستخدم الشباب وأن يشعروا بالانتماء لهذا العالم، وأن يتأكد من وجود دور له في عملية إحلال السلام، يجب أن نشركهم وأن ننمي قدراتهم، حتى يستطيعوا المشاركة في عملية إحلال السلام.
الأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية: يجب إدماج الشباب بمساحات العمل العام
واختتم أحمد رافع الهنداوي الأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية: "لا تنمية دون سلام ولا سلام دون شباب، ويجب إدماج الشباب بمساحات العمل العام"، مؤكدا أن المنظمة قررت عقد مؤتمرها الأكبر "المؤتمر الكشفي العالمي الثاني والأربعين" سنة 2020 في شرم الشيخ، إذ سيكون المؤتمر الأكبر في تاريخ المنظمة.
وأضاف رافع، أنه يجب أن نركز على إطلاق قدرات الشباب لأنهم فرص للتنمية، ويجب أن نستثمر فيهم وأن ندفعهم إلى مواقع القرار، وتابع: "متوسط أعمار الوزارات في المنطقة العربية ما زال مرتفعًا، وأنا أرى أن الشباب العربي قادر على تقلد أرفع المناصب".