مخاوف «الحرب التجارية» تسيطر على «قمة الصلب» فى «عمّان»
جانب من فعاليات قمة الصلب العربى
انطلقت فعاليات اليوم الأول لقمة الصلب العربى، اليوم، فى العاصمة الأردنية عمّان بحضور كبرى الشركات العربية العاملة فى صناعة الصلب. وشهدت «القمة» أول ظهور رسمى لرجل الأعمال أحمد عز، رئيس مجموعة عز للصلب، منذ عدة سنوات، حيث تم تكريمه كرجل العام ٢٠١٧ فى صناعة الصلب. وسيطرت حالة من القلق على كبار منتجى الصلب فى الدول العربية من الحرب التجارية السائدة عالمياً، والتى تمثلت فى فرض رسوم حمائية من جانب عدة دول، على رأسها الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا.
وهو الأمر الذى اعتبره مشاركون فى القمة تهديداً مباشراً لصناعة الصلب نتيجة وجود فوائض إنتاجية ضخمة قد يتم توجيهها إلى الأسواق التى لا تتمتع صناعتها بالحماية، وفى مقدمتها الأسواق العربية.
وشهدت الأشهر الماضية «حرباً تجارية» حادة بدأتها أمريكا بفرض رسوم وصلت نحو ٢٥٪ ضد عدد من منتجات الصين، على رأسها منتجات الصلب، وهو الإجراء الذى تبعه قيام عدد من الدول الأوروبية بنفس الخطوة، ثم لحقتها تركيا التى تُعد من كبار منتجى الصلب فى العالم.
وقال رائد العجاجى، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للحديد، إن ما تشهده صناعة الصلب على المستوى العالمى يمثل تحدياً كبيراً أمام منتجى الحديد والصلب فى العالم العربى، مضيفاً: الحرب التجارية الحالية ستتحول إلى حرب عالمية اقتصادياً، والعالم العربى ليس خارج تلك «اللعبة»، بل يقع فى القلب من تلك الحرب.
وأكد، خلال كلمته فى اليوم الأول للقمة، أن ما يدور حالياً فى السوق العالمية سيضرب الأسواق التى لا تتمتع بالحماية، مشيراً إلى أن الأسواق العربية لديها إمكانات هائلة فى صناعة الصلب، وبالتالى فإن الأمر يتطلب التنسيق بين المنتجين فى الدول العربية لمواجهة «الخطر المقبل».
وأكد سامى العبيدى، رئيس مجلس الغرف الصناعية السعودية، أن الطاقات الفائضة من منتجات الصلب تمثل التحدى الأكبر أمام المنتجين العرب فى الفترة الحالية، موضحاً أن صناعة الصلب فى السعودية تلعب دوراً كبيراً فى الاقتصاد السعودى، باعتبارها أحد أهم المصادر غير النفطية فى المملكة السعودية.
وقال عواد الخالدى، رئيس الاتحاد العربى للصلب، إن صناعة الصلب فى العالم العربى تواجه طموحات وتحديات، وإن أهم تلك التحديات يتمثل فى الاعتماد على المكونات المستوردة من الخارج، والتى تتسم بارتفاع التكلفة، وهو ما يستلزم زيادة البحث والتطوير من جانب المصانع العربية. وأوضح أن التحرك الأهم الذى ينبغى على منتجى الصلب فى العالم العربى هو العمل على بناء القدرات الذاتية بغرض تعميق التصنيع المحلى.
وقال كمال جودى، الأمين العام للاتحاد العربى للصلب، إنه على الرغم مما تشهده بعض بلدان المنطقة العربية من أوضاع غير مستقرة، فإن صناعة الصلب تشهد نمواً وتطوراً كبيراً، مؤكداً أن المخاوف الكبرى حالياً تتعلق بالسياسات الحمائية التى يشهدها العالم على واردات الصلب، وأضاف: «هناك استثمارات ضخمة فى صناعة الصلب العربية ينبغى الحفاظ عليها من خلال التنسيق المكثف بين ممثلى تلك الصناعة والحكومات».
وشدد «جودى» على أهمية إنشاء مشروعات عربية مشتركة لمكورات الحديد والخامات، خاصة أن هناك دولاً لديها القدرة على القيام بذلك مثل موريتانيا والجزائر، كما أكد ضرورة تركيز المنتجين العرب على مرحلة ما بعد العام ٢٠٢٠، الذى سيشهد توجهات نحو إنتاج الصلب عالى الجودة وبقيمة مضافة أكبر.