بورسعيد.. تمييز العمالة الأجنبية برواتب أعلى مقابل الجودة والحرفية وهروب «المصرية»
أحد العمال الأجانب داخل مصنع ببورسعيد
على مدار السنوات الأخيرة، بدأت العمالة الأجنبية تنتشر بصورة كبيرة فى مدينة بورسعيد، خاصةً من «بنجلاديش»، ما تسبب فى زيادة شكاوى العمالة المصرية من تلك الظاهرة، بدعوى أن العمالة الأجنبية تحصل على امتيازات كثيرة فى الأجور والمعاملة، وتوجيه اتهامات لإدارات المصانع بإهدار حقوق العمالة المصرية والتسبب فى هروبها وترك الساحة للعمالة الأجنبية، وفى المقابل يوضح رئيس جمعية المستثمرين بالمحافظة أن العمال الأجانب يتقاضون نفس رواتب العمالة المصرية، ولكنهم يتميزون بالسرعة والحرفية فى العمل. «إيمان رزق»، عاملة بأحد المصانع فى بورسعيد، أبدت غضبها من التفرقة بين المصريين والأجانب، مشيرةً إلى العامل المقبل من بنجلاديش يحصل على راتب نحو 7 آلاف جنيه، إضافة إلى سكن خاص، بينما راتب العامل المصرى لا يتجاوز 2000 جنيه، ويستيقظ فجراً ويأتى من محافظة إلى أخرى، ويتعرض لحوادث على الطرق التى تحدث بشكل شهرى، ولا دية لهم، خاصة العاملين تحت سن 18 سنة، ويعمل العامل المصرى بنفس عمل الأجنبى، ويخرج نفس طلبيات الشغل المطلوب وأكثر، وناشدت «إيمان» الرئيس السيسى ومحافظ بورسعيد سرعة التدخل للحد من العمالة البنغالية، بعدما ثبت أنهم لا يعملون بجهد مثل العامل المصرى.
وقال «أيمن مهدى»، مشرف بأحد المصانع، إن العامل البنغالى يعمل ببطء شديد جداً، مقارنة بالعامل المصرى، ونفس عدد ساعات العمل، وأكد «محمد غريب»، عامل بمصنع للملابس الجاهزة، أن العمالة الأجنبية بدأت تنسحب من مصانع بورسعيد، بعد أن وجدت فرص عمل فى مصانع العاشر من رمضان، برواتب تصل إلى 10 آلاف جنيه شهرياً، بالإضافة إلى توفير سكن لهم، وتابع بقوله: «أتقاضى راتباً 1800 جنيه شهرياً، وأستأجر شقة لى ولأسرتى بـ1200 جنيه شهرياً، يعنى مطلوب منى أن آكل أنا وأولادى وأعلمهم فى المدارس بـ600 جنيه فى الشهر»، معتبراً أن «العمل فى مصانع الاستثمار مثل الاستعمار، يطلبون عملاً فوق طاقة الإنسان، وإذا أصيب أو توفى أثناء العمل، فلا دية له، كما أن الإجازات يوم واحد شهرياً، وإذا تغيبت يخصم منى الحافز، بخلاف العامل الأجنبى، يوفرون له كل الإمكانيات».
وتساءلت «كريمة الدسوقى»، 60 سنة، عن جدوى الاستعانة بعمالة أجنبية، ومنحهم أجوراً بآلاف الجنيهات، مشيرة إلى أن مصر عامةً، وبورسعيد بصفة خاصة، تعانى من البطالة ونقص العمالة فى مصانع الاستثمار، والأولى أن توفر هذه المبالغ لرفع مرتبات العمال المصرية، وأوضحت أنها رغم سنها الكبيرة تتعرض للإهانة من قبل المشرف، إذا مرضت أو تعبت من العمل، وتضطر للنزول من أجل «لقمة العيش».
ومن جانبه، قال رئيس جمعية المستثمرين ببورسعيد، مجدى كمال، إنه تم تخفيض عدد العمال الأجانب فى المصانع الموجودة بالمحافظة من 650 إلى 200 عامل فقط، ويوجدون فى 4 مصانع فقط من بين 27 مصنعاً فى بورسعيد، وأضاف أن العمال الأجانب يتقاضون نفس رواتب العمالة المصرية، ولكنهم يتميزون بالسرعة والحرفية فى العمل، ويضطر أصحاب المصانع للاستعانة بهم نظراً لنقص العمالة المصرية المدربة.