خبير يوضح نتائج فوز الديمقراطيين في انتخابات أمريكا النيابية
صوة أرشيفية
نتيجة غير مسبوقة حققها الديمقراطيون لأول مرة منذ 8 سنوات، في الولايات المتحدة الأمريكية، الفوز بانتخابات مجلس النواب الأمريكي "الكونجرس"، بأغلبية المقاعد، ونجح الجمهوريون في الفوز بأغلبية بمجلس الشيوخ، حيث حصل الديمقراطيين على 218 مقعدًا، وحصل الجمهوريين على 193 مقعدًا.
وفوز الديمقراطيين بأغلبية النواب سيخولهم بفرض رقابة مؤسسية على رئاسة ترامب، وهو الدور الذي اختار الجمهوريون عدم القيام به نظرا لسيطرته الكاملة على اليمين، وهو ما من شأنه التأثير على أجندة البيت الأبيض في تمرير عدد من الملفات الأساسية بنظر ترامب، وفقا لموقع "سي إن إن".
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن فوز الديمقراطيين كان متوقعا بنسبة كبيرة، لأنهم اعتمدوا في برنامجهم الدعائي على مشروعات واقعية يرغب الشعب الأمريكي في تحقيقها، ويمتلك الديمقراطيين مراكز تصويت كبيرة، بالإضافة إلى أن المجتمع الأمريكي يعيش حالة انقسام من قرارات الرئيس الأمريكي.
وأوضح فهمي لـ"الوطن"، أن ظهور نتائج "الكونجرس"، لصالح الديمقراطيين قبل 14 شهرًا من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سيكون له تأثير عن الشأن الداخلي، فالديمقراطيين سيعملون على إقصاء الجمهوريين من المشهد السياسي، فضلًا عن العمل على تصدير أزمات سياسية ودولية في وجه الرئيس الأمريكي، منها استكمال التحقيقات التي توقفت، وعلى رأسها التحقيق في إهانة الرئيس الأمريكي للقضاء، والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الديمقراطيين سيتوجهون لخلق اضطرابات دولية ضد الرئيس الأمريكي، مع الدول التي افتعلها "ترامب" عداءات، مع عدد من الدول الكبرى مثل روسيا والصين وألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
وأكد فهمي، أن الديمقراطيين سيعملون على تطبيق بعض المشروعات التي تلقي قبولا لدى الشعب الأمريكي ومنها استكمال برنامج "أوباما كير"، وهو برنامج صحي يعد من إنجازات الرئيس الأمريكي السابق، وأوقفه ترامب لأنه يحتاج إلى جزء كبير من ميزانية الدولة، وإيقاف جميع قراراته تجاه ملف الهجرة، وإعادة النظر في قراره بالتعامل مع الأقليات بنوع من الحظر.
وأشار الدكتور طارق فهمي، إلى أن الأغلبية التي حصل عليها حزب الجمهوريين، لن تساند الرئيس الأمريكي أمام الديمقراطيين، موضحًا أن مجلس الشيوخ لا يملك سلطة إيقاف قرارات وتحقيقات، فالسلطة الفعلية في يد "الكونجرس"، وأن الفترة المقبلة ستشهد عدد كبير من الإقالات سيقوم بها الرئيس الأمريكي بسبب النتائج الأخيرة.