مستشارة «التضامن الاجتماعى»: 250 مليون جنيه لتنمية الطفولة المبكرة.. وتعاقدنا على 150 فصلاً منزلياً (حوار)
سحر مشهور مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي للرعاية الاجتماعية
أكدت سحر مشهور، مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعى للرعاية الاجتماعية، أن وزارة التضامن وضعت منهجاً تربوياً وتعليمياً للحضانات لأول مرة سيتم تطبيقه خلال الأشهر المقبلة، وقالت إنه يتم حالياً مراجعة هذا المنهج الموحد لغوياً لتوزيعه على كل الحضانات المرخصة.
سحر مشهور: وضعنا منهجاً تربوياً لـ«الحضانة» سيطبق لأول مرة خلال الأشهر المقبلة
وأضافت، فى حوار لـ«الوطن»، أن المنهج عبارة عن دليل تدريبى لبناء قدرات الميسرات وكيفية إكساب الأطفال نواتج التعلم، والمبادئ والسلوكيات.. إلى نص الحوار.
ما أبرز الإجراءات التى تم اتخاذها لتطوير الحضانات؟
- تم منذ بضعة أشهر إطلاق «برنامج قومى لتطوير الحضانات»، أو ما يطلق عليه «برنامج تنمية الطفولة المبكرة»، بتمويل من وزارة المالية، وبمبادرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تبنى الموضوع العام الماضى، وأكد ضرورة الاهتمام بالطفولة المبكرة، وتم رصد 250 مليون جنيه لبرنامج تنمية الطفولة المبكرة أو تطوير الحضانات من وزارة المالية بغرض تطوير الجودة والكم، حيث إن مشكلة الحضانات أن عددها قليل جداً، ونسبة التغطية ضعيفة جداً وتبلغ نسبة الحضانات الفعلية 8% فقط، والاحتياج 92%، مما أدى إلى وجود فجوة رهيبة وطلب عال، ونحن فى حاجة إلى حضانات، وهناك أسر كثيرة ليس لديها وعى بأهميتها، ونستهدف التوسع العرضى، بعدد أكبر من الحضانات وتحسين الجودة والمحتوى، وتم العمل على 4 محاور فى برنامج تنمية الطفولة المبكرة، حيث تم تعيين الفريق وبدأنا العمل.
ما محاور برنامج تنمية الطفولة المبكرة؟
- أول محور «الجودة»، وبدأنا فى مشروع معايير جودة الحضانات، واستغرق وقتاً كبيراً، وقامت وزارة التضامن بوضع منهج تربوى وتعليمى للحضانات لأول مرة سيتم تطبيقه خلال الأشهر المقبلة، ويتم حالياً مراجعة المنهج الموحد لدور الحضانات لغوياً، وتكمن أهمية المعايير فى ضرورة وجود وسيلة قياس لدرجة الجودة فى البيئة والبنية وبرنامج الرعاية اليومى ومستوى الميسرات والممارسات المهنية والإدارة الفعالة ونواتج التعلم، التى تعنى أن الطفل بانتهاء 4 سنوات يتم تحديد ما الذى تعلمه والمهارات التى اكتسبها وكذلك السلوكيات. وقمنا بعمل وثيقة المعايير وتم إعدادها بشكل تشاركى مع كل الأطراف المعنية، ثم المنهج.
عدد الأطفال المتعلمين قبل المدرسة أقل من واحد لكل 10.. ونسبة الملتحقين بالصف الأول الابتدائى تقفز إلى 93%.. واكتشفنا مناهج عن عذاب القبر وعقدة النكاح والسبايا تدرس لأطفال أعمارهم لا تتجاوز 5 سنوات
ما إجمالى عدد الحضانات الموجودة بمصر وعدد الأطفال بها؟
- لدينا 14 ألفاً و500 حضانة، بها 850 ألف طفل، يمثلون 8%، فى الفئة العمرية من يوم وحتى 4 سنوات، ويتم قياسها بعدد الأطفال الذين أخذوا قسطاً من التعليم قبل المدرسى، وعددهم قليل، أقل من عشرة إلى واحد، لأسباب كثيرة، منها ضعف وعى الأهالى بأهمية الحضانات، ومعظم الأمهات يقلن: «أنا قاعدة فى البيت وعيالى بيلعبوا جنبى»، ومن الضرورى الإدراك أن فكرة الحضانات تتخطى مرحلة اللعب إلى تعليم المهارات من خلال اللعب أيضاً، وسلوكيات ونواتج التعلم، بتعليم القيم والمهارات، وهناك أسر تُلحق أطفالها بالحضانات لأنهم مضطرون بسبب العمل، ونسبتهم كبيرة، وآخرون غير مقتنعين بفكرتها، ونسبة الأطفال الملتحقين بالحضانات فى المدن أكثر من الريف، ويجب الإدراك أنها «ظاهرة حضرية بامتياز». وبشكل عام لا بد من العمل على إبراز أهميتها والتعليم ما قبل المدرسة، ويكون الإقبال ضعيفاً على الحضانات بسبب تدنى الدخل، وفى المناطق الفقيرة ومحدود الدخل والشعبية تكون نسبة الالتحاق بالحضانات قليلة، وهناك ارتفاع طردى مع ارتفاع مستوى المعيشة، ابتداء بالطبقة المتوسطة والموظفات والعاملات، ونلاحظ ذلك فى الطبقة الوسطى وما فوقها.
ما الإجراءات التى اتخذتها الدولة لزيادة عدد الحضانات؟
- خلق البيئة الداعمة، وإصدار قرار وزارى أو قرار من رئيس الوزراء، لعمل تعديلات يتم إدخالها على إجراءات التراخيص للتيسير، سيساهم فى زيادة عدد الحضانات، لأن هناك أشخاصاً يستغرقون سنوات لكى تصدر لهم التراخيص الخاصة بإنشائها، وهذا غير مقبول، ونحن بحاجة إلى تقليل الروتين، وشكلنا منذ فترة قريبة اللجنة الوزارية التنسيقية العليا لبرنامج تنمية الطفولة المبكرة، تضم ممثلين من كل الوزارات «المالية والداخلية والتخطيط والعدل والإسكان والتنمية المحلية»، لأنها الأطراف المعنية بترخيص الحضانات، وتكمن مشكلة ترخيص الحضانات فى أن هناك عدة جهات مسئولة عنه «التضامن وتعد جهة الترخيص الفنى والداخلية ممثلة فى هيئة الدفاع المدنى، والتنمية المحلية (المحليات) بجانب وزارات أخرى كالتخطيط والإسكان»، وذلك لأن من يغلق أى نشاط هى المحليات، الحى، والوزارة دورها فقط الإبلاغ حال وجود مشكلات، ووجود 3 وزارات فى الترخيص الواحد، والتنسيق بين الثلاث جهات صعب، وصاحب الحضانة هو الذى يسعى، وبدأنا أول اجتماع للجنة التنسيقية الوزارية، وتم الاتفاق على ضرورة تبسيط الإجراءات وتيسيرها وعمل فكرة «الشباك الواحد»، ويمكن ذلك عبر شباك وزارة التضامن من خلال وجود ممثل من الدفاع المدنى وممثل من المحليات وهكذا، وما زلنا نبحث كيفية خلق البيئة الداعمة من خلال تبسيط الإجراءات ونحتاج لقرار من مجلس الوزراء.
إصدار الترخيص من الوزارات صعب ونسعى لتعميم فكرة «الشباك الواحد» ونحتاج لقرار من مجلس الوزراء
ما نسبة تعليم الأطفال قبل الالتحاق بالمدرسة؟
- تبلغ النسبة، لو ضممنا الحضانات مع رياض الأطفال 15% فقط، والحضانات التابعة للتضامن ما بين 7 إلى 8%، ورياض الأطفال 32%، لو جمعنا النسبتين سنجد أن نسبة الأطفال الذين تلقوا تعليماً قبل المدرسة 15%، ولكن الالتحاق بالصف الأول الابتدائى يقفز قفزة مهولة، حيث تصل النسبة إلى 93%، معنى ذلك أن هناك فجوة لا بد من العمل عليها والأطفال الذين أخذوا قسطاً من التعليم قبل المدرسى، صعب تسربهم، ولديهم اتجاهات إيجابية. ومن فترة قريبة حدثت مشكلة، ووجدنا حضانات غير مرخصة يديرها سلفيون تبع الجمعيات الشرعية، ووجدنا «بلاوى»، حيث يطبقون مناهج تدرّس عذاب القبر وعقدة النكاح والسبايا لأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات بدون مقابل، ومناهج سلفية ليس للأزهر أى علاقة بها، وتم إغلاق الحضانات لأنها غير مرخصة، ووجدنا عدداً كبيراً من الأطفال فى حضانتين، أكثر من 600 طفل، بينما تضم الحضانة العادية 50 طفلاً.
ما نسبة الحضانات التابعة للأفراد؟
- الغالبية العظمى من الحضانات خاصة، بنسبة 56%، و42% تابعة لجمعيات أهلية، وهناك 2% تابعة للشركات والمصانع والهيئات، مثل المصل واللقاح وجامعة القاهرة، وهى نشاط مربح لمن يريد عمل مشروعات صغيرة، وبنك ناصر يقدم قروضاً لمن يرغب فى فتح حضانة، وخصصنا رأس مال 50 مليوناً لتمويل إنشاء الحضانات الجديدة للقطاع الخاص، وهناك 5 آلاف حضانة غير مرخصة.
كيف يتم التعامل مع الحضانات غير المرخصة؟
- هناك حضانات كثيرة غير مرخصة، بعضها أداؤها جيد، والاتجاه أن لو حضانات جيدة وغير مرخصة يتم العمل على تذليل العقبات، لأن استسهال الغلق يضر، وهناك حضانات متميزة، ووزارة التضامن الجهة الأسهل فى إصدار التراخيص، وحالياً كل الحضانات الجديدة فى الدور الأرضى.
لجنة من «المالية والداخلية والتخطيط والإسكان» لتبسيط إجراءات التراخيص
ما شروط إنشاء حضانة؟
- توافر مكان وعقد إيجار سار لمدة 5 سنوات، والتعامل مع الإدارات الاجتماعية التابعة للمكان الذى يتم فتح الحضانات به ويقدم طلب، وعلى حسب المساحة هتاخد سعة أطفال معينة، وكانوا محددين مساحة للطفل الواحد 2 متر مربع، فتم تعديلها من 1 إلى 2 متر مربع، وهذا كثير، والاتجاه فى اللائحة التيسير، وتم إضافة أنواع حضانات جديدة، مثل الحضانات المنزلية لأول مرة فى مصر، وهى موجودة وليست مقننة والقطاع غير الرسمى، وهى أشبه بفكرة «البيبى سيتر» وهى موجودة بالعالم كله، وليست موجودة فى مصر، والحضانة المنزلية حضانة فى بيت، ولا تنطبق عليها نفس الشروط الصعبة «الترخيص والحى والجهاز وغيرها من شروط صعبة»، لكن مع عدم الإخلال بمبدأ الأمن والسلامة، فكرة أن سيدة معروفة وحسنة السمعة ممكن تفتح فى بيت ونشاط نسائى 100%.
ما الفرق بين الحضانات المنزلية والحضانات العادية؟
- تختلف طريقة إنشاء المنزلية تماماً عن العادية، فالحضانات العادية يكون لكل واحدة منها رخصة، أما بالنسبة للمنزلية فيتم إعطاء الترخيص لجمعية أهلية شريكة تقوم بفتح الحضانات المنزلية، ولا بد أن تكون هذه الجمعية ذات نفع عام.
كم عدد الحضانات المنزلية المقرر فتحها؟
- قمنا بالتعاقد مع جمعية أهلية ستقوم بافتتاح أول 150 فصل حضانة منزلية، 100 منها فى القاهرة و50 فى أسوان خلال الأشهر المقبلة، وأنا متفائلة جداً لتجربة الحضانات المنزلية، حيث تمت دراسة هذه التجربة فى دول عديدة، منها كولومبيا والبرازيل والجزائر، ففى الجزائر كانت نسبة الحضانات 6% مقارنة باحتياجاتهم، وفى خلال 9 سنوات وصلت نسبة الحضانات 70% بالحضانات المنزلية.
كيف يتم تحقيق عناصر الأمن والحماية والسلامة بالنسبة للحضانات المنزلية؟
- يتم تحقيق عناصر الأمن والحماية للحضانات المنزلية عن طريق تشكيل لجنة الحماية المجتمعية، حيث تتكون من القيادات فى الحى، وتشبه فكرة اتحاد الملاك، فالقيادات الموجودة فى الحى أو المنطقة ستكون مسئولة عن تقديم الدعم للحضانة، وأيضاً القيام بفحصها كل فترة.