بالفيديو| أكبر مصنع أخشاب «فايبر بورد» فى الشرق الأوسط مهدد بالإغلاق بسبب المستورد والأمطار
أكبر مصنع أخشاب «فايبر بورد» بالشرق الأوسط مهدد بالإغلاق
عشرات الملايين من الجنيهات على وشك الإهدار، كميات كبيرة من الأخشاب مكدسة بالمخازن والممرات داخل مصنع «الفايبر بورد» بمدينة نجع حمادى، فى محافظة قنا، الذى بات مهدداً بالإغلاق والتوقف عن العمل، نتيجة عدم قدرة إدارة المصنع على تسويق منتجاته فى السوق المحلية، التى أغرقتها المنتجات الصينية والتركية المستوردة، كما أن المنتجات المكدسة داخل المصنع أصبحت هى الأخرى مهددة بالتلف، بسبب سقوط الأمطار عليها، نظراً لعدم وجود أماكن مناسبة لتخزينها.
«الوطن» انتقلت إلى المصنع، الذى يُعد الأكبر من نوعه لإنتاج أخشاب «فايبر بورد» فى مصر والشرق الأوسط باستخدام مخلفات قصب السكر، للوقوف على حجم المشكلة التى تفاقمت مؤخراً، خاصةً أن منتجات المصنع تتميز بجودتها العالية، إلا أنها لم يمكنها المنافسة أمام المنتجات الصينية والتركية التى أغرقت الأسواق، بأسعار وبجودة أقل، كما أن المصنع يعتمد فى إنتاجه على مخلفات «مصاصة القصب» الناتجة عن مصانع السكر بمحافظات الصعيد، وفى مقدمتها مصنع السكر بدشنا المجاور له.
«يس على حسنين»، فنى أول بالمصنع، أكد أن كميات الأخشاب المكدسة داخل المخازن والممرات، وحتى على خطوط الإنتاج، أصبحت كبيرة جداً، نظراً لعدم قدرة إدارة المصنع على تسويقها، مشيراً إلى أن أخشاب «فايبر بورد» متوسطة الكثافة MDF، التى ينتجها المصنع، من أجود أنواع الأخشاب على مستوى العالم، وسبق حصولها على شهادة الجودة «الأيزو»، معرباً عن أسفه لأن كثيراً من التجار يفضلون المنتج المستورد، رغم سوء صناعته، نظراً لانخفاض ثمنه قليلاً عن الأخشاب التى ينتجها المصنع.
مدير الشركة: المنتجان الصينى والتركى أغرقا الأسواق ولدينا 25 ألف متر مكعب بقيمة 125 مليون جنيه مهددة بالتلف فى المخازن والممرات
أما «ياسر فاوى صبرى»، مشرف تصنيع، فتحدث لـ«الوطن» قائلاً: «حرام تكدس هذه الكمية من الأخشاب عالية الجودة، بسبب إغراق السوق بكميات كبيرة من الأخشاب الصينية والتركية الرديئة ورخيصة الثمن»، مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من هذه الأخشاب، تُقدر قيمتها بعشرات الملايين من الجنيهات، أصبحت معرضة للتلف، بسبب سقوط الأمطار عليها، لعدم وجود أماكن مجهزة لتخزينها، ولفت إلى أن المصنع أصبح مهدداً بالتوقف عن العمل، بسبب ما يتكبده من خسائر فادحة.
«أمين عزوز»، أمين المخازن بمصنع «فايبر بورد» بنجع حمادى، أكد أن مشكلة تكدس الإنتاج فى المخازن تفاقمت بشكل كبير هذا العام، مشيراً إلى أن المصنع يضم مخزنين كبيرين تصل سعتهما إلى 5 آلاف متر مكعب، ولكنهما لا يمكنهما استيعاب هذه الكمية الكبيرة من الأخشاب، التى تصل إلى نحو 25 ألف متر من أجود الأخشاب، معتبراً أن هذا الأمر يثير مخاوف مئات العاملين، وكذلك إدارة المصنع، من احتمال إغلاق المصنع، نتيجة توقف العمل والإنتاج.
وأضاف «عادل مشالى»، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالمصنع، أن قرار منح المنتج المستورد إعفاءات جمركية، وفق الاتفاقيات الموقعة بين الدول، يُعد من أكثر القرارات «غير المدروسة»، التى تضر بالمنتجات المحلية، وأشار إلى أنه رغم تدنى جودة المنتجات المستوردة، إلا أنها تسببت فى حالة كساد رهيبة لمنتجات المصنع، وأكد ضرورة قيام الأجهزة المعنية بدعم الصناعة المحلية باعتبارها إحدى ركائز الاقتصاد القومى، وطالب بضرورة فرض رسوم إغراق على المنتجات المستوردة لحماية المنتج المحلى.
ولفت «كرم الشويخى»، أحد أعضاء اللجنة النقابية، إلى أن النقابة أرسلت عدة شكاوى إلى محافظ قنا، وإلى الغرفة التجارية، حول الوضع الراهن فى المصنع، والمخاطر التى تحيط به، بسبب عدم قدرة الشركة على تسويق منتجاتها، نتيجة ما وصفها بـ«سياسات اقتصادية خاطئة»، مؤكداً أن المصنع يعمل به نحو 400 عامل بشكل مباشر، بالإضافة إلى 300 عامل بشكل غير مباشر، من الممكن أن يتم تشريدهم، نتيجة هذه السياسات.
ومن جانبه، أكد «مخيمر عبدالوهاب»، مدير مصنع «فايبر بورد» بنجع حمادى، أن المصنع مهدد بالتوقف إذا استمر الوضع على هذا الحال، الذى أدى إلى تعثر الوضع المالى للمصنع، فضلاً عن أن المنتجات التركية والصينية غزت السوق المحلية، الأمر الذى أدى إلى تكدس المنتج داخل المصنع بكميات أكثر من 25 ألف متر مكعب من الأخشاب، تقارب نصف الإنتاج السنوى للمصنع، الذى يتراوح بين 60 و65 ألف متر، فإن هناك ارتفاعاً كبيراً فى أسعار مستلزمات الإنتاج، مما يفاقم المشاكل التى يواجهها المصنع.
وأوضح «مخيمر» أن المصنع يتسلم «مصاصة القصب» من مصنع السكر مقابل قيمتها طاقة من غاز طبيعى ومازوت، موضحاً أنه عندما بدأ العمل بالمصنع كان سعر طن «المصاصة» نحو 100 جنيه، ولكن سعره ارتفع حالياً إلى أكثر من 1600 جنيه للطن، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الأخرى، مثل «الغراء»، وأضاف أنه وجميع العاملين فى المصنع ينتابهم القلق خوفاً من تساقط مياه الأمطار على كميات الأخشاب المكدسة داخل المصنع، التى تبلغ قيمتها نحو 125 مليون جنيه.