الموظف الأمين عثر على 76 ألف جنيه واحتفظ بالمبلغ ورده لصاحبه
أشرف إسماعيل
أشرف إسماعيل ربما يكون نموذجا يشبه في أمانته وشرفه ونزاهته كثيرا من ملامح الموظف المصري الشريف، الذي لا يقبل الحرام، ولا العيش على حقوق واحتياج الآخرين، أشرف في شكله ومضمونه هو نموذج صريح في إعطاء درس شاف لكل هؤلاء الذين قادهم الطمع والطموح غير المشروع في توفير العيش الرغد على حساب أموال الدولة والمواطن وتوقيع عقد صريح مع خيانة الأمانة والمنصب الحكومي.
أشرف إسماعيل الموظف بالمستشفى الجامعي بالإسماعيلية، كان على موعد مع اختبار ذمته ونزاهته عندما وضعه الله أمام هذا الامتحان لينجح بامتياز مع مرتبة الشرف والكرامة، وأن يكون نموذجا محترما لذاته وأبنائه وزوجته وعائلته، وأن يكون ما فعله هو الميراث الحقيقي لكل أحبائه، بل لجيل كامل على ما يجب أن يكون.
في تمام الساعة الـ4 من مساء يوم السبت، استقبل المستشفى حادثا كبيرا أسفر عن إصابة ما يقرب من 10 أشخاص في هذا اليوم كان المستشفى يستقبل المصابين حيث يوم الطوارئ، وكان أشرف إسماعيل هو مشرف الطوارئ في هذا اليوم فترة صباحية، وكان يستعد لمغادرة العمل، إلا أن شعوره بالمسؤولية جعله يذهب لاستقبال المصابين في الحادث، وقف أشرف على باب سيارة الإسعاف أمام قسم الإستقبال وحمل إحدى المصابين على الترولي الخاص بالإسعاف، كان المصاب أسامة في حالة إغماء وفقدان للوعي وكان موضوع على قدميه كيسان أسودا اللون، وعقب دخول المصاب برفقة أشرف الموظف، وضع عامل الطوارئ الكيسين أسفل الترولي أثناء بدء مراحل العلاج والملاحظة.
يقول أشرف: "دوري يقتضي أن أتابع كل التفاصيل بضمير، وتركيز، وفي ذلك الحدث مع كثرة المصابين كنت أراقب كل التفاصيل، وأحاول التعرف على كل المصابين وهويتهم لسهولة التواصل مع ذويهم والحفاظ أيضا على متعلقاتهم، وهنا قررت أن أتابع أشياء المصاب أسامة داخل الكيسين، فتحت الأول وجدت به ملابس (تريننج غيار )، ووجدت الثاني صلب شيء ما، فتوقعت أن يوجد به بعض من العصائر والمأكولات، فتحته من الجانب، حتى أحتفظ به للمصاب حتى يفوق من غيبوته بإذن الله وأساعده على تناوله، لأكتشف أن ما بداخله رزم من الأموال وليست قليلة، ندهت على الفور، لمشرفة التمريض مس هدى، وأخبرتها أن الكيس به عدد كبير من الأموال، فاستحلفتني بالله أن أحافظ على المبلغ حتى يستفيق أو يحضر أحد من أهله، في الوقت ذاته اتصلت على الدكتورة إلهام مدني مدير عام المستشفيات الجامعية، وحكيلت لها، فشكرتني كثيرا وطالبتني بالتحفظ على الفلوس حتى ننجح في إعادتها لأصحابها".
وأضاف: "مرت الساعات وحضرت أسرة المصاب في تمام الساعة الـ11 مساء، وكانوا من القناطر الخيرية من القاهرة، وفي التوقيت ذاته بدأ أسامة يسترد وعيه، وعلمت منه أن معه مبلغ يقترب من 76 ألف جنيه، وإنه يعمل سائقا في محل أسماك بالقاهرة، وكان معه الأموال ومتجه إلى بورسعيد لشراء كمية من الأسماك من حوزت تاجر بها، إلا أن تعرضه للحادث أفقده الوعي والأموال، وطالبني بتسليم الأموال إلى فتحي شقيقه الذي حضر مؤخرا".
ويقول الموظف الأمين: "هنا اصطحبت شقيقه إلى مكتب الدكتورة إلهام مدني، وحررنا محضر بالواقعة ومحضر استلام المبلغ.
وعن حصوله على أموال مكافأة لأمانته، قال: "بالطبع رفضت جدا هذا الموضوع، أولا لأن الأمانة فرضت علينا، مع الوجوب لردها لأصحابها، ثانيا الأموال ليست أمواله، وهي بحوزته لشراء أمر ما لصاحب العمل، ويكفيني أن الله شافاه وعافاه وخرج سالما لذاته وأسرته وأبنائه".
وقال أشرف إسماعيل: "لدي 3 أبناء محمد 22 عاما، وخاطب وأستعد لزواجه، وتقى 19 عاما، وأقوم بتجهيزها، وأحمد في أولى إعدادي"، وأعرب عن سعادته بتكريم مديرة المستشفى له دكتورة مدني، ووضعه في لوحة الشرف الخاصة بالمستشفى، بجانب نظرة الفخر الذي رأها في عين أبنائه، مؤكدا أنها تسوى كنوز الدنيا بمعناها الحقيقي.