محلات العلافة والعطارة تشكو كساد بيع الفول: «مين يشترى؟»
محمود الليثى وأشرف عواد
حالة من الركود سيطرت على حركة بيع الفول بنوعيه البلدى والمستورد نتيجة ارتفاع أسعاره خلال الشهر الماضى بشكل كبير، ما اضطر أصحاب محلات العلافة والعطارة والعاملين بها إلى تقليل كميات الفول بسبب قلة الطلب عليه من قبل الزبائن، مؤكدين أنهم سيتوقفون عن بيعه إذا استمر فى تلك الزيادة.
«المشكلة تبدأ من الفلاح اللى عنده مشاكل كبيرة فى زراعة محصول الفول، وبالتالى الإنتاج بيقل كل سنة عن اللى قبلها وسعره بيزيد لأن الطلب عليه كبير والإنتاج قليل، ودى مشكلة بقالها فترة لكن اللى مختلف السنة دى هى الأسعار اللى ارتفعت علينا بشكل رهيب من غير ما نعرف السبب فى كده ومحدش فاهم حاجة وأثرت علينا كلنا».. كلمات قالها «أشرف عواد»، 52 عاماً، صاحب محل علافة بمنطقة «الظاهر»، تُلخص ما وصل إليه بائع العلافة فى أزمته مع الفول البلدى والمستورد، موضحاً أنه يبيع من خلال محل العلافة الذى يمتلكه الفول بنوعيه البلدى المحلى والمستورد الأسترالى الذى وصل سعر بيعه للزبائن إلى 17 جنيهاً للكيلو الواحد بعدما كان سعره 10 جنيهات: «المستورد ده مكانش عليه إقبال كبير أصلاً بمقارنته مع نظيره المحلى بسبب فارق الجودة».
ورث «أشرف» التجارة فى العلافة عن والده الذى كان يعمل فى هذا المجال منذ ستينات القرن الماضى، مؤكداً أن أزمة الفول بدأت منذ شهر تقريباً، وأجبرته أن يقلل من الكميات الموجودة بالمحل: «مش هخزن كميات كبيرة وفى الآخر ألاقى الفول باظ عندى، وفكرت كتير إن لو السعر ده فضل يرتفع بشكل مستمر هوقف شغل فيه خالص لحد ما الأمور تتظبط من تانى ويرجع لسعره الطبيعى».
«أشرف»: لو ارتفع أكتر هاوقف بيعه و«الليثى»: فتحت شيكارة من شهر ولسه ماخلصتش
وداخل محل العلافة الذى يعمل به بالمنطقة نفسها يقف محمود الليثى، 55 عاماً، منتظراً وصول الزبائن إلى المحل، وأوضح أن سعر الفول البلدى قفز إلى 24 جنيهاً للكيلو الواحد بزيادة 10 جنيهات فى الكيلو، فيما وصل سعر المستورد الإنجليزى إلى 14 جنيهاً، والمدشوش 16 جنيهاً، متابعاً بنبرة غاضبة: «بقالنا شهر مش بنجيب فول خالص، لأن سعره زاد بشكل كبير ومحدش هيشتريه بالسعر ده، ولما هجيبه هيتخزن عندى ويبوظ، ولو مطعم خد منى شيكارة هيقعد يسدد فى فلوسها شهر ده لو سددها كمان ومتراكمش عليه الفلوس»، مشيراً إلى أنه ليس له دخل فى تلك الزيادة، وأن تُجار الجملة هم من يُحددون الأسعار وعلى أساسها يشترى البضاعة: «الفول دلوقتى بقى أكلة الأغنياء مش الفقراء».
يمتلك «الليثى» شيكارة فول مستوردة واحدة إنجليزية حصل عليها بسعر 285 جنيهاً بعدما كان سعرها 130 جنيهاً، حسبما أوضح، مضيفاً: «مرضيتش أجيب البلدى لأن سعره ارتفع بشكل رهيب ومفيش حد هيشتريه، وجبت الشيكارة دى من شهر ومعنديش غيرها فى المحل، وأهى لسه الشيكارة مخلصتش ويا عالم هتخلص إمتى، لأن اللى كان بياخد منى كيلو بقى بياخد نص واللى كان بياخد نص مبقاش بياخد خالص، ومبقاش فيه بيع خالص زى الأول»، مؤكداً أن الزبائن أصبحت على علم بما يحدث داخل السوق المصرية، وأن الأسعار تزداد بشكل يومى: «الشيكارة دى لما تخلص مش هجيب غيرها تانى لأنها بتقعد كتير ومفيش مكسب منها».
وفى شارع «سليمان جوهر» بالدقى، يقف «حسنى عمر»، 40 عاماً، داخل محل العطارة الذى يعمل به، موضحاً أن المحل يقتصر فى بيعه على الفول البلدى، وأن أزمة ارتفاع أسعار الفول بدأت من شهر أكتوبر الماضى، وخلال ذلك الشهر ارتفع سعر كيلو الفول البلدى من 14 جنيهاً إلى 22 جنيهاً بنهاية الشهر، مضيفاً: «محدش كان متخيل إن كيلو الفول يوصل للسعر ده، ومحدش يعرف الزيادة دى سببها إيه، وكانت كل طلبية بنجيبها السعر يبقى مختلف عن الطلبية اللى قبلها». أصبح «حسنى» يشترى الفول بالشيكارة الـ25 كيلو بعدما كان يحصل من تُجار الجملة عليه بالإردب وهو ما يُساوى 154 كيلوجراماً، بسبب ارتفاع الأسعار، حسبما أوضح، متابعاً بنبرة حزينة: «الزبون اللى كان بياخد اتنين كيلو بقى بياخد كيلو واحد، واللى كان بياخد كيلو بقى بياخد نص بس، لأن محدش هياخد 3 كيلو فول بـ66 جنيه بتمن نص كيلو لحمة»، مشيراً إلى أنه مُضطر إلى بيع الفول حتى لا يخسر زبائنه، قائلاً: «دلوقتى بنوزن الكيلو بالحباية بسبب الأسعار دى، ولأننا كمان بندفع مصاريف كتيرة منها النقل والمشال».