أُمية تدعو للقراءة من على «فرشة كتب»: البركة فى الشباب
«نادية» تنتظر زبائن الكتب فى «إمبابة»
تجلس على الرصيف ومن حولها عشرات الكتب لأشهر الروائيين والكُتاب من مختلف أنحاء العالم، فمن أمامها تضع روايات الأديب جورج أورويل، وبجانبها تلمح كتاب «تاريخ موجز للزمان» للعالم ستيفن هوكينج، وفى مكان مميز تضع كتاب «دين الإنسان» لفراس السواح، بخلاف روايات الأديب الروسى «دوستويفيسكى» وغيرها من المطبوعات.
أكتر من 30 عاماً، قضتها نادية عبدالعزيز فى نفس المكان، وكانت مثاراً للدهشة، فهيئتها البسيطة وأُميتها لا تتناسب مع خبرتها فى بيع الكتب وإلمامها بأسمائها وتصنيفاتها، فتميزها بسهولة وتُلبى طلب أى زبون دون أدنى لَبس أو خطأ: «التكرار علّمنى».
تختار «نادية» المناطق الشعبية لبيع الكتب المختلفة، فإما أن تفترش بها أحد أرصفة الجيزة، أو تكون وجهتها «إمبابة»، حيث تبدأ أسعارها من 15 جنيهاً، وتصل إلى 70 جنيهاً، أما عن أغلب زبائنها فهم الشباب: «لسَّه فيه أمل والناس بتحب تقرأ، وبيجيلى من كل الأعمار، لكن الشباب أكتر، حتى الغلابة بيفاصلوا معايا وبيشتروا».
أكتر ما تندم عليه «نادية» هو عدم إجادتها للقراءة والكتابة، ودائماً تردد أنه لو عاد بها الزمن، فأول قرار ستتخذه أن تتعلم، لتقرأ كل ما يقع تحت يديها، لكنها حاولت تعويض ذلك فى أولادها، وأنفقت على تعليمهم كل ما جنته من مهنتها: «معايا 6 عيال، 4 منهم فى الجامعة، و2 فى المدارس، ودائماً بشجّعهم على القراءة، أمسك أى كتاب وأسألهم: ده بيتكلم عن إيه؟ وأختبرهم، والحمد لله بنتى فرح فى 3 إعدادى وبتقرا طول الوقت حتى وهى بتاكل». أصعب ما فى مهنة «نادية» هو حمل الكتب من مكان لآخر، وتتمنى أن تفتتح مكتبة يوماً ما: «حتى لو كُشك كتب أنا راضية، بس أساعد الناس تقرأ وتتثقف».