"ماي" تقود معركة وجود بعد تعثر الخروج من الاتحاد الأوروبي
"ماي" تقود معركة وجود بعد تعثر الخروج من الاتحاد الأوروبي
"طريق اللاعودة"، هكذا وصلت مناقشات خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" بعد رفض البرلمان مسودة مشروع الاتفاق الذي توصلت إليه رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال الأسبوع الحالي مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن جلسة عاصفة في البرلمان واستقالة عدد من وزرائها أطاحت بالمشروع أرضاً، ليطرح عدد من علامات الاستفهام حول مصير مغادرة المملكة للاتحاد المقررة في نهاية مارس المقبل.
وقدم رئيس المجموعة جاكوب ريس-موج رسالة لحجب الثقة عن رئيسة الوزراء قائلا إن "استقالتها ستكون في صالح الحزب والبلاد". ويستلزم الحصول على 48 رسالة مماثلة من النواب المحافظين للتصويت بسحب الثقة من زعيمة الحزب، لكن يتعين على غالبية اعضاء الحزب وعددهم 315 التصويت ضد ماي للاطاحة بها.
يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة استثنائية لبحث البريكست في 25 نوفمبر الجاري، وفي حال وافقوا على الاتفاق فمن المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني على الاتفاق مطلع ديسمبر.
وفي البرلمان، قال جيرمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض لماي "يجب على الحكومة الآن سحب هذا الاتفاق غير الناضج".
وأضاف "ليس هذا هو الاتفاق الذي وُعدت به البلاد".
لكن مارك فرانسوا، النائب المحافظ المؤيد للبريكست، قال إنه "من المستحيل من ناحية احتساب الاصوات" تمرير الاتفاق في مجلس العموم في البرلمان البريطاني.
ودعا المحافظ اندرو بريدجين ماي الى الاستقالة، وقال "الان أصبحت استقالتها تصب في صالح البلاد بالتأكيد". فيما حذر رئيس وزراء فرنسا ادوار فيليب من أن احتمال خروج بريطانيا بدون اتفاق "لا يزال مطروحا"، رغم التوصل الى مسودة الاتفاق.وقال "لا يمكننا أن نعرف ما إذا كان ستتم المصادقة على الاتفاق في النهاية".
ويشمل الاتفاق حقوق المواطنين وتسوية المستحقات المالية على بريطانيا وخطط للفترة انتقالية بعد خروج بريطانيا يأمل الجانبان أن يتوصلا خلالها إلى اتفاق تجاري جديد.
وتهدف البنود الرئيسية في الاتفاق إلى تجنب انفصال تام بين إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، ومقاطعة إيرلندا الشمالية وحماية حقوق المواطنين وتسديد الفاتورة النهائية لخروج بريطانيا.